29
أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله

طبقته، وبالتالي لا نستطيع أن نقول بإمكان توسّطه بين العجلي وعبد العظيم علیه السّلام.

وفي اتّصال أبي عبد اللّٰه العلوي بأبي المفضّل، حيث إنّه تحمّل هذه الأحاديث وهو طفل، إلّا إذا قلنا بكون أبي المفضّل من مشايخ الإجازة وكانت الإجازة في طفولة العلوي، كما تقدّم.

وبالنسبة إلى حال الرواة في السند، هناك رجلان مجهولان، وهما العجلي والفقعسي، حيث لم أجد ما يدلّ على حسن حالهما أو سوءها. وبالنسبة إلى الآخرين أيضاً يختلف الأمر، فبعضهم معروف بالوثاقة كعبد العظيم علیه السّلام والشريف العلوي وأبي الغنائم والقاضي جعفر، وبعضهم لم تكن لهم شهرة بالوثاقة و إن كان هناك قرائن علیها كابن ملاعب، وبعض آخر مردّد أمره ویشكل الحكم علیه كأبي المفضّل.

مضافاً إلى كلّ ما ذكرنا، فإنّ الراوي عن جعفر بن عبد السلام أيضاً مجهول، وهو الذي لم يرد اسمه في سند الكتاب، إلّا أنّه قال في السند أنّه تحمّل هذه الأحاديث بقراءته على القاضي جعفر.

فالحكم على السند واضح من وجهة نظر رجالية، فأنّه ضعيف من عدّة جهات.

هل هذه الروايات من كتاب «خُطَب أمير المؤمنين علیه السّلام» لعبد العظيم الحسني رحمه الله؟

ذُكِر لعبد العظيم كتاب واحد وهو خُطَب أمير المؤمنين علیه السّلام۱، ولكن اتّحاده مع هذا الكتاب بعيدٌ، حيث إنّه كتاب خُطَب، كما هو واضح من عنوانه، وأحاديث كتابنا هذا حِكَم وجملات قصيرة، فلا يمكن إطلاق الخطبة المصطلحة عليها.۲

لكنّي رأيتُ في عدد من الموارد أنّ «الخطبة» استُعملت في مطلق الكلام والخطاب في مقابل الآخرين حتّى لو كان جملة قصيرة أيضاً! فإذا كان استعماله بهذا الشكل العامّ (أي بالمعنی اللغوي للخطبة) ثابتاً، فيمكن أنّ لفظ «الخُطَب» في كتاب عبد العظيم أيضاً تدلّ على الحكم القصيرة.

1.. رجال النجاشي، ص۲۴۷ لكن الشيخ الطوسي قال: "له كتاب" الفهرست، ص۲۴۷ دون أية إشارة إلى اسم كتابه. وذكر صاحب روضات الجنات له كتابا آخر تحت عنوان "يوم و‏ليلة" روضات الجنات، ج‏۴، ص۲۰۸ ولم أجده في مصدر آخر.

2.. وقد يخطر بالبال هذا الاحتمال أنّه يمكن أن عبد العظيم أورد في كتابه روايات قصيرة استطرادا ضمن الخطب وجرّده شخص من الخطب الطويلة فصار كتابنا هذا. لكنه احتمال ضئيل وليس هناك شاهد يؤيد هذا الدعوى.


أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
28

جلالته۱. وذكره الشيخ الطوسي مترضّياً في رجاله۲.

وروي أنّ ثواب زيارته مثل ثواب زيارة الإمام الحسين علیه السّلام۳ وكفى به جلالةً. وذكر الميرزا الخوانساري صاحب روضات الجنّات عن بعض كتب الشهيد الثاني أنّه روي: «من زار قبره وجبت له على اللّٰه الجنّة»۴.

واتّصاله بالإمام الجواد علیه السّلام وروايته عنه أيضاً واضح لا غبار عليه.۵

و أورد المحدّث النوري رسالةً قصیرةً عن الصاحب بن عَبّاد في فضل عبد العظیم.۶

خلاصة القول في سند أحادیث الكتاب

نستخلص من جميع ما تقدّم أنّ السند متّصل، وليس هناك سقط وإرسال بين الرواة، حيث ثبت اتّصال كلّ واحد منهم بالآخر، إلّا في موردين:

في اتّصال محمّد بن عبّاس بن لاحق بأبي صالح العجلي، وفي اتّصاله بعبد العظيم علیه السّلام، لكن هناك موضع آخر يروي فيه العجليُّ بواسطة واحدة - وهو أبوه -۷ عن عبد العظيم علیه السّلام، فيثبت أنّ العجلي في طبقتين بعد عبد العظيم علیه السّلام، والواسطة بينهما واحدٌ بالطبع، كما هو الحال في سند هذا الكتاب أيضاً. نعم، إنّا لا نعرف شيئاً حول محمّد بن عبّاس حتّى نعرف

1.. رجال النجاشي، ص۲۴۷.

2.. رجال الطوسي، ص۳۸۷ و ص۴۰۱؛ و لكنه ليس في بعض النسخ المعتمدة منه.

3.. كامل الزيارات، ص۳۲۴؛ ثواب الأعمال، ص۹۹.

4.. روضات الجنات، ج‏۴، ص۲۱۰، لكنه يقول أن هذه الرواية عن الرضا علیه السّلام لكن عبد العظيم كان حيا إلى عصر الإمام النقي الهادي علیه السّلام، فكيف يمكن أن يقول الإمام الرضا علیه السّلام هذه الجملة حوله؟! لكنه يمكن أن الإمام الرضا أعلن ثواب زيارة عبد العظيم قبل أن يموت عبد العظيم ولا يبعد هذا وفقا للرؤية الإمامية أبدا، و يُحتمل أيضاً وقوع تصحيف فلعلَّه كان في الأصل عن الهادي علیه السّلام لكن اسم الإمام الهادي صُحّف باسم الإمام الرضا لاتّحادهما علیهما السّلام اسماً و لقباً. و جدير بالذكر أيضاً ما قاله ابن عنبة النسابة:" عبد العظيم‏ بن‏ عبد اللّٰه‏، السيّد الزاهد المدفون في مسجد الشجرة بالري، و قبره يزار، ولّد محمّدا، كان زاهدا كبيرا" عمدة الطالب الصغرى في نسب آل أبي طالب، ص۵۲.

5.. فهناك ستّ روایات عنه عن الجواد علیه السّلام فقط في الكتب الأربعة. ابحث عن لفظ "عبد العظيم" في برنامج «دراية النور» و انظر من روى عنه.

6.. مستدرك الوسائل (الخاتمة)، ج۴، ص۴۰۴ – ۴۰۸، وقام بطبعها أیضاً الشیخ محمد حسن آل یاسین.

7.. الأمالي للطوسي، ص۱۳۶ و ص۴۸۱.

  • نام منبع :
    أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 400
صفحه از 131
پرینت  ارسال به