الذنب الّذي أذنبه مستحييا من ربّه عزّ و علا، و لو لا ذنبه لما كان يستحيي و لا كان يَقلَق، فكأنّ الذنبَ كان سببا لاعتذاره و إقلاعه و إنابته و ندمه و قَلَقِه۱ و ارتياعه.۲
و فائدة الحديث: الحثّ على التوبة حتّى يكون منفوعا بالذنب.
و راوي الحديث: ابن عمر.
۶۹۵.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّ اللّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الفَاجِرِ.۳
أصل «ف ج ر»: الشَّقّ، و الفجر: انشقاق الظلمة عن الصبح، و انفجارُ الماء: انشقاق سِكرِه۴ و انفتاحُه، و الفُجور: شقّ لباس الصلاح.
يقول صلىاللهعليهوآله: إنّ اللّه تعالى ربّما يؤيِّد الدين بالرجل الفاجر، و هذا كالمؤلَّفة قلوبهم ؛ فإنّهم كانوا كَفَرَةً يُستأجَرون لنصرة الإسلام.
و روى البخاريُّ قال: إنّ رجلاً من أعظم المسلمين غَناءً۵ غزا مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في غزوة غزاها معه،۶ فنظر إليه۷ النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال: مَن أحَبَّ أن يَنظُرَ إلى رجُلٍ من أهل النار فلينظر إلى هذا! فاتَّبَعه رجُل على هذه الحالة، فإذا هو مِن أشدّ الناس۸ على المشركين حتّى جُرح فاستعجَلَ الموتَ، فجَعَلَ ذُبابَ۹ سيفه بين كتفيه و تَحامَلَ عليه۱۰ كأنّه قَتل نفسه،
1.. «ألف» : قلعه .
2.. روَّعتُه فارتاعَ : أفزَعتُه ففَزِع . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۳۶ روع .
3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۵۹ ، ح ۱۰۹۶ و ۱۰۹۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۰۹ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۴۰ ؛ صحيحمسلم ، ج ۱ ، ص ۷۴ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۵ ، ص ۲۷۸ ، ح ۸۸۸۳ . منية المريد ، ص ۱۴۵ .
4.. السَّكْر : سَدُّ الشقّ و مُنفَجَر الماء ، و السِّكر : اسم ذلك السداد الَّذي يجعل سدّا للشقّ و نحوه . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۷۵سكر .
5.«ألف» : «عناءً» خلافا للمصدر .
6.. في المصدر : «غناء عن المسلمين في غزوة غزاها مع النبيّ صلىاللهعليهوآله» .
7.. في المصدر : ـ إليه .
8.. في المصدر : فاتّبعه رجل من القوم و هو على تلك الحال من أشدّ الناس .
9.. «ألف» : دباب .
ذُباب أسنان الإبل : حدُّها ، و ذباب السيف : حَدُّ طرفه الَّذي بين شَفرتيه . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۸۳ ذبب .
10.. «ألف» : ـ و تحامل عليه .