و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه تعالى ينهى عن قيل المُحال و الباطل، و عن تضييع المال، ثمّ كثرة السؤال و الإلحاف على الناس، أو البحث عن جميع ما يقال.
و راوي الحديث: المغيرة بن شعبة.
۶۹۱.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّ اللّهَ تَعالَى يَغَارُ لِلمُسلِمِ فَلْيَغَر.۱
«الغَيرة»: شدّة الحَميّة على العيال و مَن تحت اليد، و كأنّها من التغيّر، و الغَيرة إذا نُسبتْ۲ إلى اللّه تعالى كانت مَجازا و محمولةً على معنى۳ التحنّن۴ و التعطّف و الرحمة و الرأفة و المحبّة، و السخط لما لا يَرتضي من خلقه. و قد جاء في الحديث: ما أحدٌ أغيَر مِن اللّه تعالى، و مَن أغيَرُ ممّن حرّم الفواحشَ ما ظَهَرَ منها و ما بطن؟!۵
و في الحديث: و اللّهُ غيور.۶
و عن النبيّ صلىاللهعليهوآله: إنّ سعدَ بنَ عُبادةَ سَيِّدُكم الغيور، و أنا۷ أغيَرُ منه، و اللّه تعالى أغير منّي.۸
يقول عليهالسلام: إنّ اللّه تعالى لا يَرضى للعبد المسلم ما يُحرِّك الحميّةَ البشريّة، فلا يَرضَ۹ لنفسه ذلك أيضا.
و فائدة الحديث: أنّ رأفة اللّه تعالى و رحمته على عبده عظيمة، فليكن له أيضا على
1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۵۷ و ۱۵۸ ، ح ۱۰۹۱ و ۱۰۹۲ ؛ فتح الوهّاب ، ج ۲ ، ص ۱۴۴ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۴ ، ص ۳۲۷ ؛كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۳۸۶ ، ح ۷۰۷۱ .
2.. «ألف» : نُسب .
3.«ألف» : ـ معنى .
4.. التحنُّن : الترحُّم ، و تَحنَّن عليه : تَرَحَّمَ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۳۰ حنن .
5.. تفسير العياشي ، ج ۲ ، ص ۱۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۸ ، ص ۱۲۶ ، ح ۵۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶ ، ص ۱۱۰ ، ح ۴ .
6.. في المصادر : «إنّ اللّه غيور» راجع : الكافي ، ج ۵ ، ص ۵۳۶ ، باب الغيرة ، ح ۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۱ ، ص ۵۷۸ ، ح ۳۲۷۴۶ ؛كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۲۴ ، ح ۶۹۰ .
7.. في بعض المصادر : «أتعجبون من غيرة سعد؟ فو اللّه لأنا» . و في بعضها الآخر : «اسمعوا إلى ما يقول سيّدكم ؛ إنّه لغيور وأنا» .
8.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۳ ، ص ۲۶۷ ، ح ۲ ؛ و ج ۶ ، ص ۴۲۳ ، ح ۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۴۸ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۶ ، ص ۱۵۶ ؛ و ج ۸ ، ص ۳۱ و ۱۷۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۴ ، ص ۲۱۱ .
9.. «ألف» : فلا يرضى .