91
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

عن الموت و سؤالِ منكَر و نكير و الحشر و النشور إلى غير ذلك من أحوال الآخرة ممّا يخطر بالقلب عند حضور المقابر.

و فائدة الحديث: التحذير من هذه الأشياء، و الإعلام بأنّ اللّه‏ تعالى كرهها.

و راوي الحديث: يحيى بن أبي كثير.

۶۹۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ يَنهاكُم عَن قِيلٍ وَ قالٍ وَ إِضَاعَةِ المالِ وَ كَثْرَةِ السُّؤالِ.۱

يقال: قال يَقول قَولاً و قَولةً و مَقالةً و مَقالاً، و كَثُرَ۲ القيلُ و القال، فـ «قِيلٌ»۳ فِعلٌ أصله قِولٌ، قُلبَت الواوُ ياءً لمكان الكسرة على القاف، و القالُ أصله قَوَلٌ على فَعَل، و فَعَلٌ بمعنى المفعول كثير، ضَعُفَتِ الواو عن الحركة فسُكِّنتْ ثمّ قُلبَت ألفا دلالةً على الحركة، و في حَرْف عبد اللّه‏۴: «ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ»قال الْحَقَّ.۵

و معنى الحديث: أنّ اللّه‏ تعالى نهى عن المجادلات و المخاصمات۶ و الشروع فيما لا يعني.

و روي: «عن قِيلَ و قَالَ» /۴۳۱/ على أنّهما فِعلان، فيكون من باب قوله عليه‏السلام: بئس مطيّة الرجل زَعَموا.۷

و قيل: إنّهما في الأصل فعلان ماضيان، ثمّ نُقلا إلى الاسميّة فاُعرِبا.۸

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۵۵ ، ح ۱۰۸۸ و ۱۰۸۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۴۶ ؛ صحيح مسلم ، ص ۵۹۳ ؛ الاستيعاب ،ج ۳ ، ص ۹۱۶ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۸ ، ص ۱۱۱ ، ح ۴۲۳۱ .

2.. «ألف» : كثرة .

3.. «ألف» : و قيل .

4.. يعني قراءة عبد اللّه‏ بن مسعود . راجع : معاني الأخبار ، ص ۲۸۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۳ ، ص ۳۴۴ . فتح الباري ، ج ۱۱ ،ص ۲۶۲ ؛ جامع البيان لابن جرير الطبري ، ج ۱۶ ، ص ۱۰۴ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ۳ ، ص ۱۲۷ .

5.. مريم ۱۹ : ۳۴ .

6.. «ألف» : المحاضرات .

7.. سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۷۱ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۶۸ ، ح ۱۳۳۴ و ۱۳۳۵ .

8.. راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۲۲ قول .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
90

و راوي الحديث: أبو عثمان النهدي.

۶۸۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ كَرِهَ لَكُمُ العَبَثَ فِي الصَّلاةِ، وَ الرَّفَثَ فِي الصِّيامِ، وَ الضِّحكَ عِندَ المَقابِرِ.۱

أصل «ع ب ث»: الخلط، تقول: عَبِثْتُ أي خَلَطت، و العبيثة: الأَقِط۲ يُفرَّغ رَطبه على يابسه، و فلان عَبيثة أي في نسبه تخليط، و العبيثة أخلاط الناس. و العَوبثانيّ: دقيق و سَمْن و تمر و لبن حليب يُخلَط بعضه ببعض.

و العَبَث: الفعل يخالطه لعب، و قد حَدُّوه بأنّه ما لا غرض فيه صحيح.

والرَّفَث: الفحش من الكلام، و كلام النساء عند الجماع، ثمّ يقال للجماع: رَفَثٌ. و قيل: الرفَث التصريح بذكر الجماع من غير كناية، /۳۸۰/و قيل: هي كلمة جامعة لكلّ ما يريده الرجل من المرأة. و الّذي في الحديث كلّ فحش، يقال: رَفَثَ و أرفَثَ.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كَرِهَ اللّه‏ُ تعالى أن يناجيه العبد في صلاته و هو يَعبَث بفَتْلِ۳ أصابعه أو فَرقَعَتها۴ أو فتل لحيته أو غمز عينيه على أحد، أو غير ذلك ممّا يَدخُل به۵ النقصانُ في الصلاة، و أيُّ وقتِ عبثٍ ليت شعري؟! فلو ناجى أحدُنا بعضَ الملوك من بني آدم، و عَبَثَ في خِلال مناجاته، لَصفع۶.

و كذلك كَرِهَ الفحشَ و المحالَ من الكلام في الصَّوم أو ما يتعلّق بالجماع من كلام يداعب به النساء، و كره الضحكَ عند المقابر، و ما أغفَلَ عبدا يَضحَك عند المقابر غافلاً

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۵۵ ، ح ۱۰۸۷ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ۸ ، ص ۳۲۲ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۱ ، ص ۲۴۲ . و راجع :الكافي ، ج ۳ ، ص ۳۰۰ ، ح ۲ ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۳ ، ص ۵۵۶ ، ح ۴۹۱۴ .

2.. الأَقِط و الإقط و الأقط و الاُقط : شيء يُتَّخذ من اللبن المخيض يطبخ ثم يترك حتّى يَمصُل . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۵۷ أقط .

3.. الفَتْل : لَيُّ الشيء ، كليِّك الحبل ، و كفتل الفَتيلة . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵۱۴ فتل .

4.. فَرقَعَة الأصابع : غَمزُها حتّى يُسمع لمفاصلها صوت . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۵۱ فرقع .

5.. «ألف» : فيه .

6.. صَفَعَه يَصفَعه صَفْعا : ضَرَبَ بجُمع كفّه قفاه ، و قيل : هو أن يَبسط الرجُلُ كفَّه قيضرب بها قفا الإنسان أو بدنه ، فإذا جمعكفَّه و قبضها ثمّ ضرب بها فليس بصَفع ؛ و لكن يقال : ضربه بجمع كفّه . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۰۰ صفع .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10557
صفحه از 465
پرینت  ارسال به