89
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

الحديث فُسّر بالجَموع المَنوع و بالظَّلوم، و يقال: عِفرٌ و عُفارية و نُفارية أي خبيث منكر.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ اللّه‏ تعالى يبغض الرجل المِصحاح الّذي لا يَسقُم.

و روي: أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كان يبايع الناس و فيهم رجل دُحسُمان۱، فقال له: هل رُزئت بشيء؟ قال: لا. قال عليه‏السلام: إنّ اللّه‏ يبغض الرجل.۲ الحديث. و الدُّحسُمان: الصحيح الجسم، و لم يُرزأ أي لم يُنقَص و لم يُصَب منه، و الرزيّة: المصيبة، و المِرزاء: الّذي يتناوب عليه الطُّلاّبُ فَيَرزؤونه.

و المعنى: أنّ الأولى بالعبد أن يعاتبه اللّه‏ تعالى فيَذكره بمرضٍ ما تنبيها و تذكيرا، و هذه علامة العبد المؤمن /۴۳۰/ الّذي له عند اللّه‏ تعالى مَحَلٌّ، و أمّا الكافر فإنّه تعالى قَلَّما يخاطبه بشيء من ذلك.

و قد قال عليه‏السلام: مَثَلُ المنافق كمثل الأرْزَة۳ المُجْذِية۴ في الأرض حتّى يكون انجعافها۵ مَرَّة.۶

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى يبغض العبد الّذي لا يُنال منه بمرض أو خسران في مال.

1.. «ألف» : «دجسمان» ، و هكذا المورد الآتي : «الدجسمان» .
و الدُّحسمان : الأسود الغليظ ، و العظيم مع سواد . انظر : كتاب العين : ج ۳ ، ص ۳۳۲ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۹۶ دحسم .

2.. الفائق في غريب الحديث ، ج ۱ ، ص ۳۵۹ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۱۰۴ دحسم .

3.. الأرْزَة : شجرة معروفة بالشام تسمّن عندنا الصنوبر من أجل ثمره . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۰۶ أرز .

4.. «ألف» : «المجدبة» ، و يمكن أن يُقرأ : «المجذية» على بُعد .
و المُجذية : الثابتة المنتصبة ، و الثابتة على وجه الأرض . يقال : أجذى الشيءُ و جَذى: إذا انتصَب و استقام . انظر : لسانالعرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۳۷ جذو .

5.. «الف» : انجفافها .
و الانجعاف : الانقلاع . و جَعَفَ الشيءَ و الشجرَةَ فان جَعفتْ : قَلَعَها . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۷ جعف .

6.. لم نعثر عليه ، نعم روى الدارمي عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال : «مَثَل الكافر كمثل الأرزة المجذية على أصلها ، لا يصيبها شيء حتّى يكون انجعافها مرّةً واحدةً» . و رواه أيضا مسلم ، و فيه : «لا يغيثها» بدل «لا يصيبها» ، و قال مسلم : «و أمّا ابن حاتم فقال : مثل المنافق ، كما قال زهير» . راجع : سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۱۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۳۶ . و رواه ابن أبي شيبة كما رواه مسلم . راجع : المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۷ ، ص ۲۱۶ ، ح ۲ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
88

كثير، و يَقبل توبَته ما بقي من عمره يوم و اليومُ كثير، و يَقبل توبتَهَ ما بقي من عمره ساعةٌ و الساعة كثيرة، و يقبل توبة عبده ما لم يُغَرغِر. أو كما قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.۱

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى يَقبل التوبةَ ما لم يعاين ملك الموت عليه‏السلام.

و راوي الحديث: عبادة بن الصامت.

۶۸۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ يُبغِضُ العِفرِيَةَ النِّفريَةَ الَّذي لَم يُزرَأْ في جِسمِهِ وَلاَ مَالِهِ.۲

«العِفريت» مِن كلّ شيء: المبالِغ، يقال: فلان عِفريتٌ نِفريت، و عِفريَة نفريَة. و العِفريَة المصحَّح۳، و «الّذي لم يُزرَأ في جسمه و لا ماله» تفسيرٌ للعفرية.

و قال الخليل: شيطان۴ عفريةٌ و عفريت، و هم العفارية و العفاريت.۵ إذا سكّنتَ الياءَ صَيّرتَ الهاءَ تاءً، و إذا حرّكتها فالتاءُ هاءٌ في الوقف، و العِفريت۶ أيضا: الداهية، و قيل: العفريت من الجنّ: النافذ القويّ۷ الخبيث الداهي۸ المنكر۹ الشَّرير.۱۰ و الّذي في

1.. لم نعثر عليه ، نعم روي عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال : «إنّ اللّه‏ عز و جل يقبل توبة العبد قبل أن يموت بيوم» ، و قال : «إنّ اللّه‏ عز و جل يقبلتوبة العبد قبل أن يموت بنصف يوم» و قال : «إنّ اللّه‏ عز و جل يقبل توبة العبد قبل أن يموت بضحوة» ، و قال : «إنّ اللّه‏ عز و جل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر بنفسه» . راجع : مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۲۵ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۳ ، ص ۲۷۴ ؛ مجمع الزوائد للهيثمي ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۷ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۵۵ ، ح ۱۰۸۶ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ص ۳۵۹ ؛ كتاب أمثال الحديث لابن خلاّد ،ص ۱۶۳ . الدعوات للراوندي ، ص ۱۷۲ ، ح ۴۸۲ ؛ و عنه في بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۱۷۴ .

3.. و النفرية إتباع له . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۸۷ عفر .

4.. «ب» : ـ شيطان .

5.. العين ، ج ۲ ، ص ۱۲۳ عفر .

6.. «ألف» : العفرية .

7.. «ألف» : + و .

8.. الداهي : العاقل ، و المنكَر البصير بالاُمور . و الداهية : الأمر المنكَر العظيم . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۷۵ دهو .

9.. لم نعثر عليه ، نعم في تهذيب اللغة ، ج ۲ ، ص ۲۱۳ : العفريت من الجنّ : النافذ في الأمر المبالغ فيه مع خبث و دهاء ؛ و في تاج العروس ، ج ۷ ، ص ۲۴۲ حكاه عن اللحياني ، فراجع .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10836
صفحه از 465
پرینت  ارسال به