الحديث فُسّر بالجَموع المَنوع و بالظَّلوم، و يقال: عِفرٌ و عُفارية و نُفارية أي خبيث منكر.
يقول صلىاللهعليهوآله: إنّ اللّه تعالى يبغض الرجل المِصحاح الّذي لا يَسقُم.
و روي: أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يبايع الناس و فيهم رجل دُحسُمان۱، فقال له: هل رُزئت بشيء؟ قال: لا. قال عليهالسلام: إنّ اللّه يبغض الرجل.۲ الحديث. و الدُّحسُمان: الصحيح الجسم، و لم يُرزأ أي لم يُنقَص و لم يُصَب منه، و الرزيّة: المصيبة، و المِرزاء: الّذي يتناوب عليه الطُّلاّبُ فَيَرزؤونه.
و المعنى: أنّ الأولى بالعبد أن يعاتبه اللّه تعالى فيَذكره بمرضٍ ما تنبيها و تذكيرا، و هذه علامة العبد المؤمن /۴۳۰/ الّذي له عند اللّه تعالى مَحَلٌّ، و أمّا الكافر فإنّه تعالى قَلَّما يخاطبه بشيء من ذلك.
و قد قال عليهالسلام: مَثَلُ المنافق كمثل الأرْزَة۳ المُجْذِية۴ في الأرض حتّى يكون انجعافها۵ مَرَّة.۶
و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه تعالى يبغض العبد الّذي لا يُنال منه بمرض أو خسران في مال.
1.. «ألف» : «دجسمان» ، و هكذا المورد الآتي : «الدجسمان» .
و الدُّحسمان : الأسود الغليظ ، و العظيم مع سواد . انظر : كتاب العين : ج ۳ ، ص ۳۳۲ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۹۶ دحسم .
2.. الفائق في غريب الحديث ، ج ۱ ، ص ۳۵۹ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۱۰۴ دحسم .
3.. الأرْزَة : شجرة معروفة بالشام تسمّن عندنا الصنوبر من أجل ثمره . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۰۶ أرز .
4.. «ألف» : «المجدبة» ، و يمكن أن يُقرأ : «المجذية» على بُعد .
و المُجذية : الثابتة المنتصبة ، و الثابتة على وجه الأرض . يقال : أجذى الشيءُ و جَذى: إذا انتصَب و استقام . انظر : لسانالعرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۳۷ جذو .
5.. «الف» : انجفافها .
و الانجعاف : الانقلاع . و جَعَفَ الشيءَ و الشجرَةَ فان جَعفتْ : قَلَعَها . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۷ جعف .
6.. لم نعثر عليه ، نعم روى الدارمي عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «مَثَل الكافر كمثل الأرزة المجذية على أصلها ، لا يصيبها شيء حتّى يكون انجعافها مرّةً واحدةً» . و رواه أيضا مسلم ، و فيه : «لا يغيثها» بدل «لا يصيبها» ، و قال مسلم : «و أمّا ابن حاتم فقال : مثل المنافق ، كما قال زهير» . راجع : سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۱۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۳۶ . و رواه ابن أبي شيبة كما رواه مسلم . راجع : المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۷ ، ص ۲۱۶ ، ح ۲ .