77
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

فيقول عليه‏السلام: إنّ اللّه‏ تعالى۱ يحبّ المستقصين المُلِحّين في الدعاء.

و الحَفيّ أيضا: العالِم الّذي يَتعلّم الأشياءَ باستقصاء /۴۲۵/ و عناية.

قال اللّه‏۲ تعالى: «يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا»۳، و هو مِن أحفى في السؤال إذا ألحَفَ، و كلٌّ حَسَن.

و «الأتقياء»: جمعُ تَقِيٍّ و هو العفيف الوَرِع، و قد تقدّم الكلام في التُّقى و التَّقوى.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ اللّه‏ تعالى يحبّ المطيعين الخافين۴ أو المُلِحِّين في الدعاء الورعين.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ هؤلاء ممّن يحبّه اللّه‏تعالى، و الترغيب في هذه الأفعال۵ تحرّيا لحبّ۶ اللّه‏ تعالى من يتعاطاها.

و راوي الحديث: مُعاذ بن جبل، رواه عنه عمر بن الخطّاب، روي: أنّ عمر خرج إلى مسجد رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فإذا هو بمعاذِ بنِ جبل يَبكي عند قبر رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فقال: ما يُبكيك يا معاذ؟ فقال: أبكاني شيء سَمِعتُه من صاحب هذا القبر:۷إنّ اللّه‏ يُحبّ الأبرارَ الأخفياءَ الأتقياءَ الّذين إذا غابوا لم يُفقَدوا،۸ و إذا حَضَروا لم يُدعَوا و لم يُعرَفوا،۹ قلوبُهم مصابيحُ الهدى، يَخرُجون مِن كلّ غَبراءَ مُظلِمةٍ.۱۰

۶۸۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ يُحِبُّ المُؤمِنَ المُحتَرِفَ.۱۱

1.. «ألف» : ـ تعالى .

2.«ب» : ـ اللّه‏ .

3.. الأعراف ۷ : ۱۸۷ .

4.«ألف» : الحافين .

5.. «ألف» : الأشياء .

6.«ألف» : بحبّ .

7.. في المصدر : + سمعته يقول .

8.. في المصدر : لم يفتقدوا .

9.. في المصدر : لم يعرفوا و لم يدعوا .

10.. مسند الشهاب ، ج ۲ ؛ ص ۱۴۷ ، ح ۱۰۷۱ ؛ التذكرة الحمدونية ، ج ۱ ، ص ۱۴۲ ، ح ۳۰۱ ؛ نثر الدرّ في المحاضرات ، ج ۱ ،ص ۱۱۴ .

11.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۴۸ و ۱۴۹ ، ح ۱۰۷۲ - ۱۰۷۴ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۴ ، ص ۶۲ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۸ ، ص ۳۸۰ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۵۰ ، ح ۷۶۳ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۱ ، ص ۳۷۸ . الكافي ، ج ۵ ، ص ۱۱۳ ، ذيل ح ۱ ؛ و عنه في وسائل الشيعة ، ج ۱۷ ، ص ۱۳۴ ، ح ۲۲۱۸۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
76

لَصِقَت.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ اللّه‏ تعالى يحبّ الّذي يُلِحّ عليه بالدعاء، خلافا لبني آدم ؛ فإنّهم يتبرّمون بمن يُلِحّ عليهم، و يَضجَرون، و قال الشاعر:

اللّه‏ يَغضِب إن تَركتَ سؤالَه

و بني آدمَ حين يُسأل يَغضِب۱

و هذا كقوله عليه‏السلام: ألِظُّوا بيا ذا الجلال و الإكرام.۲

و فائدة الحديث: أنّ اللّه‏ تعالى يُحبّ المُلِحَّ بالدعاء عليه المُبالِغَ فيه.

و راوية الحديث: عائشة.

۶۷۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ يُحِبُّ الأَبرارَ الأَخفياءَ الأَتقياءَ.۳

يُروى: الأحفياء.۴ «الأبرار»: جمع بَرٍّ أو بارّ، و البِرّ هنا: الطاعة. و «الأخفياء» يروى بالخاء المُعجَمة مِن فوقُ بواحدة، و هو جمع خَفيّ و هو الخافي ؛ أي: إنّ اللّه‏ تعالى يحبّ الّذين لا يَتظاهرون بأنفسهم فلا يُعرَفون، فَهُم خافونَ عن أعيُنِ الناس، و مشهورون عند اللّه‏ تعالى، و خَفيٌّ و أخفياء مثل غنيٍّ و أغنياء.

و يروى بالحاء المهملة،۵ و معناه كالحديث الّذي قبله ؛ لأنّ الحفيّ هو المستقصي و المبالغ.۶

1.. المستطرف في كلّ فنّ مستظرف ، ص ۳۰۳ .

2.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۷۷ ؛ سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۲۰۱ ، ح ۳۵۹۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۹۹ . الدعواتللراوندي ، ص ۴۵ ، ح ۱۰۷ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۴۷ ، ح ۱۰۷۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۵۶ ، ح ۵۹۴۷ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۴ ، ص ۲۵۷ ؛ الفوائدللرازي ، ج ۱ ، ص ۲۲ .

4.. لم نعثر عليه .

5.. لم نعثر عليه .

6.. «ألف» : هو الذي يستقصي و يبالغ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10812
صفحه از 465
پرینت  ارسال به