أي من أطاق سلوكَ سبيلها بقدر ما أقدره اللّه عليه، و الإحصاء: الإطاقة ؛ لقوله تعالى: «عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ»۱ أي لم تُطيقوه.
و قد فَسَّرَ هذا الحديثَ الّذي نحن في شرحه بعضُ الناس على ظاهره، و۲ قال: اللّه تعالى يحبّ أن يُرى الجمالُ على عبده من الثياب و اللباس و النعمة،۳ و أنشَدَ قولَ عبد اللّه بن المبارك:
أجِدُ الثيابَ إذا اكتسبتُ۴ فإنّها
زَينُ الرجالِ بها تُجَلُّ و تُكرَمُ
و دَعِ التواضعُ في الثيابِ و خَلِّهفاللّهُ يَعلم ما تُكِنُّ و تَكتُم
فرَثاثُ ثوبِك لا يَزيدُك قُربةًعند الإله و أنتَ عبدٌ مُجرِم
و بهاءُ ثَوبِك لا يَضُرّك بَعد ماتَخشى الإلهَ و تَتَّقي ما يَحرُم۵
و تمشيةُ هذا يُشكِل، و الأكابر فَسّروه على ما فسّرنا، و هو أولى و أليَقُ بجلاله.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه تعالى مُحسِن مُجمِل يحبّ الإحسانَ مِن العبد إلى العبد.
و راوي الحديث۶: عبيد اللّه، عن أبيه، عن جدّه، عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله. و رواه أبو سعيد الخدريّ، و في آخِر حديثه: و يُبغِض البؤسَ و التباؤُسَ. البُؤس۷: الضُّرّ.
۶۷۸.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ المُلِحِّينَ في الدُّعاءِ.۸
أصل «الإلحاح»: الإقامة و اللزوم، و الإلحاح في المسألة: الملازمة، و لَحِحَتْ عَينُه أي
1.. المزّمّل ۷۳ : ۲۰ .
2.«ألف» : + قد .
3.. لم نعثر عليه ، نعم فسّره به أيضا ابن عبد البرّ في الاستذكار ، ج ۸ ، ص ۲۹۷ ، الرقم ۱۶۸۶ . و كان بكر بن عبد اللّه المزني يقول : ألبسوا ثياب الملوك ، و أميتوا قلوبكم بالخشية . راجع : بهجة المجالس لابن عبد البرّ ، ج ۳ ، ص ۶۰ .
4.. «ألف» : «اكتست» ، و في بعض المصادر : «اكتسيت» و في بعضها : استطعت .
5.. بهجة المجالس لابن عبد البرّ ، ج ۳ ، ص ۶۰ .
6.. في حاشية النسختين : هو عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عقبة بن مسعود . لكن في حاشية «ألف» : «عتبة» بدل «عقبة» .
7.. «ألف» : ـ البؤس .
8.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۴۵ ، ح ۱۰۶۹ و ۱۰۷۰ ؛ فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۸۰ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۲۸ ، ح ۲۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۸۶ ، ح ۱۸۷۶ . الدعوات للراوندي ، ص ۲۰ ، ح ۱۵ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۲ ، ص ۲۲۳ ، ح ۳۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۰ ، ص ۳۰۰ ، ح ۳۷ .