73
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و العَجَلَةُ شُؤمٌ، و ربّما أهلَكَت العجلةُ الأمرَ.

و قال الشاعر:

قد يُدرِك المتأنّي بعضَ حاجتِه

و قد يكون مِن۱ المستعجِل الزَّلَلُ۲

و الرِّفق سَهلُ التلافي و التدارك، و العَجَلة بخلاف ذلك، فربّما تُفسِد العجلةُ الأمرَ، ثمّ لا يمكن تداركه.

و في رواية اُخرى: إنّ اللّه‏َ۳ رفيق ؛ يحبّ الرِّفقَ، و يُعطي على الرفقِ ما لا يعطي على العُنْفِ۴.۵

و روي: أنّ جماعةً من اليهود دَخلوا على رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقالوا: السَّأْمُ عليك! يعنون الموت، قالت عائشة: ففَهِمتُها فقلت: و عليكم السأمُ و اللعنة! فقال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مهلاً يا عائشة ؛ إنّ اللّه‏َ يحبّ الرفقَ في الأمرِ كُلِّه. قالت عائشةُ: يا رسول اللّه‏، لم تَسمع ما قالوا؟! قال عليه‏السلام: قد قلتُ: و عليكم!۶

و قال عليه‏السلام: لو كان الرفقُ۷ خَلقا لَما رَأى الناسُ خَلقا۸ أحسَنَ منه، و إنّ الخُرقَ لو كان خَلقا ما۹

1.. في المصادر غير مجمع البيان : مع .

2.. الأمالي للسيّد المرتضى قدس‏سره ، ج ۳ ، ص ۱۰۴ ؛ المحرّر الوجيز ، ج ۴ ، ص ۵۵۶ ؛ مجمع البيان ، ج ۹ ، ص ۹۱ ؛ تاريخ مدينةدمشق ، ج ۴۶ ، ص ۹۸ ؛ البحر المحيط ، ج ۷ ، ص ۴۴۲ . و الشعر لعمرو بن شييم أو شسيم القطامي .

3.. في بعض المصادر : + «عزّ وجلّ» . و في بعضها : + «تعالى» .

4.. العُنف : الخُرق بالأمر و قلّة الرفق به ، و هو ضدّ الرفق . لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۵۷ عنف .

5.. مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۱۱۳ ؛ و ج ۴ ، ص ۸۷ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۲۳ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۲۲ ؛ سنن أبيداود ، ج ۲ ، ص ۴۳۸ ، ح ۴۸۰۷ ؛ الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۱۹ ، ح ۵ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۳۱۶ .

6.. المصنّف للصنعاني ، ج ۶ ، ص ۱۱ ، ح ۹۸۳۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۱۹۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۸۰ ، الانتصارللسيّد المرتضى ، ص ۴۸۲ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۹ ، ص ۲۰۳ ، مع تفاوت يسير .

7.. في المصدر : إنّ الرفق لو كان .

8.«ألف» : ـ خَلقا .

9.. في المصدر: لما .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
72

ممّا بساقك.۱

و دخل المهلَّبُ مسجدَ البصرة و هو يَتبختر۲، فنظر إليه مطرِّفُ بنُ عبد اللّه‏۳ فقال: أيّها الفتى، لا تَمشِ هذه المِشيةَ ؛ فإنّها مِشيةٌ يُبغِضها اللّه‏ تعالى! فقال: كأنّك لا تَعرِفني؟! قال مطرّف: أنا أعرَفُ الناسِ بك ؛ أوّلُك نطفة مَذِرة۴، و آخِرك جيفة قَذِرة، و أنت فيما بين ذلك حَمّالُ بَولٍ و عَذِرة، أ فأعرِفُك أم لا؟ فتَرَك مِشيَتَه تلك.۵

و فائدة الحديث: النهي عن الكبر۶ و المَخيلة.

و راوي الحديث: ابن عمر.

۶۷۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ يُحِبُّ الرِّفقَ في الأَمرِ كُلِّهِ.۷

«الرِّفق»: هو التثبّت في الأمر، يقال: رفَقْتُ به ـ بفتح الفاء ـ و أرفُق و ارتَفقتُه و تَرَفّقتُ به بمعنى، و۸ الواجب على العاقل أن يَفعل ما يحبّه اللّه‏ تعالى، و الرِّفق في كلّ شيء مبارك،

1.. شعب الإيمان ، ج ۵ ، ص ۱۴۶ ، ح ۶۱۲۸ و روي ما يقرب من هذا في المعجم الكبير للطبراني ، ج ۸ ، ص ۲۳۳ ؛ فتحالباري ، ج ۱۰ ، ص ۲۲۵ .

2.. يتبختر : يتكبَّر و يُعجِب بنفسه . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۸ بختر .

3.. أبو عبد اللّه‏ مطرِّف بن عبد اللّه‏ بن الشخير الحريشي ، كان من مشاهير الزهّاد ، مات سنة ۸۷ أو ۹۵ هـ . راجع : وفيات الأعيان ، ج ۴ ، ص ۲۹۹ .

4.. «ألف» : قدرة .
و المذرة : الفاسدة ، مَذِرَت البيضة : فَسَدَت ، و امرأة مَذِرَة قَذِرة : رائحتها كرائحة البيضة المذرة . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۶۴ مذر .

5.. يشبه النقل بالمعنى . راجع : وفيات الأعيان ، ج ۶ ، ص ۲۸۴ ، ذيل الرقم ۸۱۶ ؛ البحر المحيط ، ج ۸ ، ص ۳۳۰ ، ذيل الآية۳۹ من المعارج ۷۰ .

6.. «ألف» : التكبّر .

7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۴۲ و ۱۴۳ ، ح ۱۰۶۳ - ۱۰۶۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۲۷ و ۸۵ و ۱۹۹ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ،ص ۳۲۳ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۸۰ و ۱۳۳ و ۱۶۵ ؛ و ج ۸ ، ص ۵۱ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۴ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۲۱۶ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۶۲ ، ح ۲۸۴۴ . الانتصار للسيّد المرتضى ، ص ۴۸۲ .

8.. «ألف» : ـ و .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10781
صفحه از 465
پرینت  ارسال به