67
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

۶۷۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ الفِتنَةَ تَجِيءُ فَتَنْسِفُ العِبادَ نَسْفاً، يَنجُو العالِمُ مِنها بِعِلمِهِ.۱

«النَّسْف»: القَلع، و قد نَسَفَ الشيءُ يَنسِف نَسْفا و انتَسَفه انتسافا مثلُه، قال:

و انتَسَفَ الجالبَ مِن أندابه۲

إغباطُنا المَيْسَ على أصلابه۳

و نَسَفَ البعيرُ الكَلأَ إذا۴ اقتلعه بأصله يَنسِفه، /۳۷۴/ و المِنسَفَة آلة يُقلَع بها البناءُ، حكاها /۴۲۱/ أبو زيد.۵ و النَّسَفَة: الحجر الأسود المتثِّقب۶ الّذي تُدلَك به الرِّجلُ۷ في الحمّام ؛ لأنّها تَقلَع الوَسَخَ. و يقال: نَشَفَةٌ بالشين المُعجمة بثلاثٍ مِن فَوقُ۸، و الجمع نَشَفٌ، و يقال: نَشْفَةٌ.

و هذا الحديث كالّذي قبله في أنّه إخبار عن غيب و عمّا سيكون بعده، و يجوز أن يكون المعنى أنّ مِن شأن الفتنة أن تَقلَعَ الناسَ، و معنى «القلع» هاهنا الاستيصال كما يقال: لأقلَعَنَّك قلعَ الصَّمغَة ؛ أي لأستَأصِلَنَّك، و يقال: تَركتُه على مِثلِ مَقلَع الصَّمْغَة ؛ أي استَأصَلتُه.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ الفتنة ـ و هي البلاء الراكد الّذي تَنزِل بالقوم ـ تَقلَع العبادَ فتَستأصِلُهم ؛ أي تَذهَب بأموالهم و أولادهم، و ربّما ذَهَبَتْ بأنفسهم ؛ و ذلك إذا مالوا عن الدين، و تَركوا النهجَ المستقيم، و صارت الدنيا لِمَن غلب و المالُ لمن سَلَبَ، و تَراجَعَتِ العباداتُ فلا

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۳۹ ، ح ۱۰۵۶ ؛ مسند إبراهيم بن أدهم ، ص ۲۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۱۹ ، ح ۲۰۸۱ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۷۸ ، ح ۲۸۹۲۸ ؛ البداية و النهاية ، ج ۱۰ ، ص ۱۴۵ .

2.. في المصادر : أندابه .

3.. «ألف» : المشي على أصله. و في المصادر : «إغباطنا الميس على أصلابه» . و الشعر لحميد الأرقط . و نسبه ابن برّي إلىأبي النجم . راجع : ترتيب إصلاح المنطق ، ص ۴۶ و ۳۳۵ ؛ الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۳۱ نسف ؛ لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۶۱ (غبط) .

4.. «ألف» : ـ إذا .

5.. نقل عنه الجوهري في الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۳۱ نسف .

6.. «ألف» : المنتف .

7.. «ألف» : يدلك به الرجُل .

8.. «ألف» : قوقهنّ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
66

و «طوبى» فُعْلى مِن الطِّيب قُلِبَت ياؤُه واوا لضمّة الطاء، و قيل: إنّ طوبى اسم للجنّة.۱ و قيل: اسم لشجرة۲ في الجنّة تُظِلّها۳ كلَّها.۴

و روي: أنّ الغرباء هم الّذين يَفِرُّون۵ بدينهم.۶

و روي: أنّه قيل: يا رسول اللّه‏، و مَن الغرباء؟ قال عليه‏السلام: الّذين يَصلُحون إذا فَسَدَ الزمانُ ۷.۸

و روي: أنّه قيل: من هم يا رسول اللّه‏؟ قال: النُّزّاع من القبائل.۹ و النزّاع جمع نازع و نَزيع، و هو الّذي بَعُدَ عن أهله ؛ أي يفارقون أهاليهم و أوطانهم إبقاءً على دينهم و حفظا ليقينهم.

و فيه إخبار بالغيب و مُعجِز له صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الإسلام بَدَأَ أوّلَ ما بَدَأَ غريبا، و سَيعود كما كان. و الثناء و الدعاء على من لا يَدخل فيما دَخلوا و لا يَشرَع۱۰ فيما شَرَعوا.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

1.. نقل عن ابن عبّاس أنّه قال : طوبى اسم الجنّة بالحبشية. و عن سعيد بن مشجوع أنّه قال : اسم الجنّة بالهندية. راجع : جامع البيان، ج ۱۳، ص ۱۹۲.

2.. «ألف» : للشجرة .

3.. «ب» : يُظلّلها . و في المصدر : تظلّ الجنان .

4.. نقل عن ابن عبّاس و غيره في تفسير البغوي ، ج ۳ ، ص ۱۸ .

5.. «ألف» : يقرّون .

6.. نقل عن عبد اللّه‏ بن عمر في كتاب الفتن للمروزي ، ص ۴۱ .

7.. في المصادر : الناس .

8.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۷۳ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۳۹ ، ص ۱۰۵۵ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۳ ، ص ۳۶۹ ؛ مجمعالزوائد ، ج ۱ ، ص ۱۵۶ ؛ و ج ۷ ، ص ۲۵۹ .

9.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۹۸ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۱۲ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۲۰ ، ح ۳۹۸۸ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۳۴ ، ح ۶۵ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۸ ، ص ۳۸۸ ، ح ۴۹۷۵ .

10.. «ألف» : بشروع .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10533
صفحه از 465
پرینت  ارسال به