۶۷۳.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّ الفِتنَةَ تَجِيءُ فَتَنْسِفُ العِبادَ نَسْفاً، يَنجُو العالِمُ مِنها بِعِلمِهِ.۱
«النَّسْف»: القَلع، و قد نَسَفَ الشيءُ يَنسِف نَسْفا و انتَسَفه انتسافا مثلُه، قال:
و انتَسَفَ الجالبَ مِن أندابه۲
إغباطُنا المَيْسَ على أصلابه۳
و نَسَفَ البعيرُ الكَلأَ إذا۴ اقتلعه بأصله يَنسِفه، /۳۷۴/ و المِنسَفَة آلة يُقلَع بها البناءُ، حكاها /۴۲۱/ أبو زيد.۵ و النَّسَفَة: الحجر الأسود المتثِّقب۶ الّذي تُدلَك به الرِّجلُ۷ في الحمّام ؛ لأنّها تَقلَع الوَسَخَ. و يقال: نَشَفَةٌ بالشين المُعجمة بثلاثٍ مِن فَوقُ۸، و الجمع نَشَفٌ، و يقال: نَشْفَةٌ.
و هذا الحديث كالّذي قبله في أنّه إخبار عن غيب و عمّا سيكون بعده، و يجوز أن يكون المعنى أنّ مِن شأن الفتنة أن تَقلَعَ الناسَ، و معنى «القلع» هاهنا الاستيصال كما يقال: لأقلَعَنَّك قلعَ الصَّمغَة ؛ أي لأستَأصِلَنَّك، و يقال: تَركتُه على مِثلِ مَقلَع الصَّمْغَة ؛ أي استَأصَلتُه.
فيقول صلىاللهعليهوآله: إنّ الفتنة ـ و هي البلاء الراكد الّذي تَنزِل بالقوم ـ تَقلَع العبادَ فتَستأصِلُهم ؛ أي تَذهَب بأموالهم و أولادهم، و ربّما ذَهَبَتْ بأنفسهم ؛ و ذلك إذا مالوا عن الدين، و تَركوا النهجَ المستقيم، و صارت الدنيا لِمَن غلب و المالُ لمن سَلَبَ، و تَراجَعَتِ العباداتُ فلا
1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۳۹ ، ح ۱۰۵۶ ؛ مسند إبراهيم بن أدهم ، ص ۲۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۱۹ ، ح ۲۰۸۱ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۷۸ ، ح ۲۸۹۲۸ ؛ البداية و النهاية ، ج ۱۰ ، ص ۱۴۵ .
2.. في المصادر : أندابه .
3.. «ألف» : المشي على أصله. و في المصادر : «إغباطنا الميس على أصلابه» . و الشعر لحميد الأرقط . و نسبه ابن برّي إلىأبي النجم . راجع : ترتيب إصلاح المنطق ، ص ۴۶ و ۳۳۵ ؛ الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۳۱ نسف ؛ لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۶۱ (غبط) .
4.. «ألف» : ـ إذا .
5.. نقل عنه الجوهري في الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۳۱ نسف .
6.. «ألف» : المنتف .
7.. «ألف» : يدلك به الرجُل .
8.. «ألف» : قوقهنّ .