و فائدة الحديث: التحذير من اتّباع الشهوتين، و الحَثُّ على اتّباع التقوى و اختيارها و إيثار الخُلق الحَسَن.
و راوي الحديث: أبو هريرة، قال: قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله /۳۷۳/لأصحابه:۱ تَدرُون ما أكثَرُ ما يُدخِل الناسَ النار؟ قالوا: اللّهُ و رسوله أعلم. قال: فإنّ أكثر ما يُدخِل الناسَ النارَ الأجوَفانِ الفَرْجُ و الفَم، أ تدرون۲ ما أكثرُ ما يُدخِل الناسَ الجنّةَ؟ قالوا: اللّه و رسوله أعلم. قال: فإنّ أكثرَ ما يُدخِل الناسَ الجنّةَ تقوى اللّهِ و حُسنُ الخُلق.۳
۶۷۲.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَريباً، وَ سَيَعُودُ۴ كَما بَدَأَ، فَطُوبَى لِلغُرَباءِ.۵
بَدْؤُ الدين غريبا لِقِلَّة المستأنسين به ؛ و ذلك لأنّه بَدَأَ و الخَلقُ إمّا عُبّادُ أصنامٍ، أو يهود أو نصارى مُحرِّفون مبدِّلون لدينهم، فلمّا ظَهَرَ و صَدَعَ به رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله كان غريبا فيما بينهم، و لذلك كانوا يَشمئزّون منه و يَستنكِفون من قبوله و التزامِ أحكامه، و يقولون: لا نترُك دينَ آبائنا الّذي /۴۲۰/ نَشَأْنا عليه إلى أن قَوّاه اللّهُ تعالى، و استقَرَّ في القلوب، و ظَهَرَ على الأديان، و غَلَبَ كُلَّ نِحلة، كما قال تعالى: «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»۶، و كم قاساهم النبيُّ صلىاللهعليهوآله تارةً يَدعونه الساحرَ، و اُخرى الشاعرَ، و تارةً الكاهنَ! فلم يَزَلْ يَحتملُ و يُلايِنهم طَورا بحُسن المَسّ و طورا بحرّ۷ الحسّ حتّى استَنزلهم عن عبادة
1.. في المصدر : لأصحابه .
2.. في المصدر : «تدرون» بدون همزة الاستفهمام .
3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۳۷ ، ح ۱۰۵۰ .
4.. «ب» : + الدين .
5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۳۷ و ۱۳۸ ، ح ۱۰۵۱ ـ ۱۰۵۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۸۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۲۹ ،ح ۲۷۶۵ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۳۴ ، ح ۶۷ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۱۵۶ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۷ ، ص ۱۶ مع اختلاف يسير في الجميع عدا الأوّل .
6.. التوبة ۹ : ۳۳ .
7.. «ألف» : بجز .