و روي عن أبي العبّاس ثَعلبٍ۱ عن رجل تَعرَّى في داره، فقيل له في ذلك، فقال: داري إزاري!۲
و قال عمّار بن ياسر: إذا بنى الرجُلُ فوق سبع أذرُعٍ نادى منادٍ من السماء: يا أفسَقَ الفاسقين! أين تريد؟ أين تريد؟!۳
و قال النبيّ صلىاللهعليهوآله:۴ كُلُّ بِناءٍ وَبالٌ على صاحبه، إلاّ ما [لا، إلاّ ما لا]۵ ـ يعني إلاّ ما لا بدّ منه ـ.۶
و مرّ أبو ذرّ بأبي الدرداء و هو يَبني بيتا من خُوص۷ فلم يسلِّم عليه، فلحقه فقال: يا أخي، لم تركتَ السلامَ علَيَّ؟ قال: لأنّي رأيتك قد تَجرّدتَ للدنيا، و قد أذِنَ اللّهُ في خَرابها!۸ و أنشد:
و مشيِّدٍ دارا ليَسكُنَ دارَه
سَكَنَ القبورَ و دارَه لم يَسكُن۹
و مرّ الحسن البصري بقصرٍ فقال: رَفَعوا الطينَ، و هَدموا الدينَ، و غَرَسوا الرياحينَ، و أشبَهوا الدهاقينَ، فصاروا بذلك مَلاعينَ، «فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا»۱۰.۱۱
1.. في المصدر : حكي عن ابن الأعرابي .
2.لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۱ ، ذيل مادّة «أزر» .
3.. نعم نقل ما يقرب من هذا عن عامر بن عمّار في بعض المصادر ، و عن ابن أبي عمّار في آخر . راجع : العهود المحمّديّة ،ص ۷۴۰ ؛ فيض القدير ، ج ۵ ، ص ۱۹ ، الرقم ۶۲۸۸ ؛ نهاية الأرب في فنون الأدب ، ج ۵ ، ص ۲۶۶ حكاه عن عمرو بن دينار ، وفي ربيع الأبرار للزمخشري ، ج ۱ ، ص ۳۰۰ هكذا : إذا زاد البناء على ستّة أذرع نادى منادٍ من السماء : يا أفسق الفاسقين أين تريد ؟
4.. في المصدر : + أما إنّ .
5.أضفناه من المصادر .
6.. سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۵۲۷ ، ح ۵۲۳۷ ؛ فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۷۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۳۹ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۳۸ ، ح ۲۴۲۴ و في آخره : إلاّ ما لا . أي ما لا بدّ للإنسان منه ممّا يكنّه من الحرّ و البرد و العدوّ .
7.. «ألف» : يبني ببناء من خص .
و الخُوص : ورق المُقل و النخل و النارجيل و ما شاكلها ، واحدته خوصة . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۲ خوص .
8.. شعب الإيمان للبيهقي ، ج ۷ ، ص ۳۹۷ ، ح ۱۰۷۳۷ ؛ حلية الأولياء ، ج ۱ ، ص ۱۶۳ مع تفاوت يسير .
9.. الشعر لأبي صالح . راجع : البيان و التبيين ، ج ۳ ، ص ۱۲۳ .
10.. مريم ۱۹ : ۵۹ .
11.. شعب الإيمان ، ج ۷ ، ص ۴۰۳ ، ح ۱۰۷۶۱ ؛ نثر الدرّ في المحاضرات ، ج ۵ ، ص ۱۲۲ ، نعم نقل عنه أنّه قال : «نظر الحسنإلى قصور لبعض المهالبة ، فقال : يا عجبا ، رفعوا الطين ، و ركبوا البراذين ، واتّخذوا البساتين ، و تشبّهوا بالدهاقين ، نذرهم في غمرتهم حتّى حين» . راجع : محاضرات الأدباء ، ج ۲ ، ص ۶۲۸ .