55
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و اللّه‏ُ تعالى قادر على كلّ شيء، و خزائنُ رحمته تَسَعُ أكثَرَ مِن ذلك.

و روي: إنّ مَن قرأ طه و يس صباحا، كان في أمان اللّه‏ تعالى حتّى يُمسِيَ، فإن۱ قرأها مساءً كان في أمانه حتّى يُصبح.۲

و فائدة الحديث: تشريف سورة يس، و الحثّ على قراءتها.

و راوي الحديث: أنس بن مالك. و في آخِر۳ الحديث: فمَن قرأ سورة۴ يس كُتِبَ له بقراءَتها قراءةُ القرآنِ عَشْرَ مَرّاتٍ. و قد تَكَلَّمَ بعضُ أهل العلم في تعليل ذلك أعني كثرةَ۵ ثواب قارئها، و لا اُريد أن أشرَع فيه ؛ لأنّه لا يَعلمه إلاّ اللّه‏ تعالى و مَن يعلّمه ـ عزّ و جلّ ـ ذلك.

۶۶۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعوَةً، وَ إِنِّي اختَبَأتُ دَعوَتي شَفاعَةً لاُمَّتي يَومَ القيامَةِ.۶

«الخَب‏ء»: السِّتر، و خَبَأتُ ذلك: سَترته، و جارية مُخَبَّأة: مستورة في خِبائها، و المَخبَأ: المَخدَع، و المشهور في «اختبأ»۷ غير التعدّي ؛ لأنّه يقول: اختبأ أي استتر ؛ فإمّا أن يكون هنا في معنى خَبَأَ، كقَطَعَ و اقتَطَعَ، و كَسَحَ و اكتَسَحَ۸ ؛ و إمّا أن يكون على أنّه اختبأ به ؛

1.. «ألف» : + من .

2.. لم نعثر عليه هكذا ؛ نعم ورد : «إنّ لكلّ شيء قلبا ، و إنّ قلب القرآن يس ، و من قرأها قبل أن ينام ، أو في نهاره قبل أنيمشي ، كان في نهاره من المحفوظين و المرزوقين حتّى يمسي ، و من قرأها في ليلة قبل أن ينام ، وكّل اللّه‏ به ألف ملك يحفظونه . . .» . ثواب الأعمال ، ص ۱۱۱ ، و عنه في وسائل الشيعة ، ج ۶ ، ص ۲۴۷ ، ح ۷۸۵۵ .

3.. «ألف» : + آخر .

4.«ب» : ـ سورة .

5.. «ألف» : ـ كثرة .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۳۱ - ۱۳۴ ، ح ۱۰۳۷ ـ ۱۰۴۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ح ۱۳۲ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۴ ،ص ۷۶ ؛ فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۸۲ ؛ عمدة القاري ، ج ۲۲ ، ص ۲۷۷ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۱۰ ، ص ۴۵ .

7.. «ألف» : أخبأ .

8.. «ألف» : «كهج و نسج» بدل «كسح و اكتسح» .
و كسَحَ البيتَ و البئر : كَنَسَه ، و اكتَسَح أموالَهم : أخذها كلّها . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۷۱ كسح .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
54

الّذي يَخرج من رأسها، حتّى قيل: عربيٌّ قلبٌ أي خالص.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ لكلّ شيء خالصا، و خالص القرآن يس. و هذا تشريف لها.

و روي عن اُبيِّ بن كعب، قال: قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ لكلّ شيء قلبا، و إنّ قلب القرآن يس، و مَن قَرَأَ يس و هو يريد بها اللّه‏َ عزّ و جلّ، غَفَرَ اللّه‏ُ له، و اُعطِيَ من الأجر كأنّما قرأ القرآنَ اثنَتَي عَشرَةَ مَرّةً ؛ و أيُّما مُسلِمٍ قُرِئ عنده إذا نَزل به مَلَكُ الموت سورةُ يس نَزل بكلّ حرفٍ من سورة يس عَشَرَةُ أملاكٍ يَقومون بين يديه صُفوفا يصلّون عليه، و يستغفرون له، و يَشهدون غسله، و يشيّعون جنازته، و يصلّون عليه، و يَشهدون دفنه ؛ و أيُّما مسلمٍ قرأ يس و هو في سكرات الموت، لم يَقبِضْ مَلَكُ الموت رُوحَه حتّى يَجيئَه رضوانُ خازنُ الجنّة بشربةٍ مِن شراب الجنّة يَشرَبها۱ و هو على فراشه، فيَقبِض مَلَكُ الموت عليه‏السلام /۴۱۶/ رُوحَه و هو رَيّان۲، و يَمكث۳ في قبره و هو ريّان، و يُبعَث يوم القيامة و هو ريّان، و يحاسَب و هو ريّان،۴ و لا يَحتاج إلى حوضٍ مِن حياض الأنبياء عليهم‏السلام حتّى يَدخُلَ الجَنّةَ و هو ريّان.۵

فهذه رواية اُبيِّ بن كعب، اكتَتبتُه من مُسنَد القضاعي للشهاب۶، و قد نُزِكَتْ۷ هذه الروايةُ،

1.. في المصدر : فيشربها .

2.. «ألف» : ديان .
و الرَّيّان : ضدّ العطشان ، يقال : رَوِي من الماء ـ بالكسر ـ و من اللبن يَروى رَيّا و رِوًى ، و تَروَّى و ارتَوى ، و الاسم الرَّيّ أيضا و قد أرواني . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۴۵ روي .

3.. في المصدر : فيمكث .

4.. في المصدر : ـ و يحاسب و هو ريّان .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۳۱ ، ح ۱۰۳۶ ، و انظر : مجمع البيان في تفسير القرآن ، ج ۸ ، ص ۲۵۴ ؛ مستدرك الوسائل ،ج ۴ ، ص ۳۲۲ ؛ كشف الخفاء للعجلوني ، ج ۲ ، ص ۳۸۹ .

6.. «ألف» : الشهاب .

7.. «ألف» : نزلت .
و نَزَكه أي طَعَنَ عليه و عابه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۹۸ نزك .
وجه الطعن في هذه الرواية أنَّ راويها مخلّد بن عبد الواحد . قال ابن حبّان : منكَر الحديث جدّا ، ثم روى هذا الحديث ثم قال : فما أدري مَن وضعه إن لم يكن مخلدٌ افتراه؟! راجع : المجروحين لابن حبّان ، ج ۳ ، ص ۴۳ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۴ ، ص ۸۳ ؛ لسان الميزان ، ج ۳ ، ص ۸ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10883
صفحه از 465
پرینت  ارسال به