51
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

بخاصّته مَدَى عُواءِ الكلب لا يَشرَكه فيه غيرُه، و هو يَشرَكهم في سائر ما يَرعَون، فذلك حِمى ذلك الشريف.

و «المَحارم»: جمعُ مَحْرَمة، و هي الحُرمَة، و معناها ما لا يَحِلُّ انتهاكُه، و المَحرُمة ـ بضمّ الراء ـ أيضا لغة، و أصل «ح ر م» أيضا: المنع، و الحَرام: الممنوع المحظور.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لكلّ مَلِكٍ حِمًى يَمنع الناسَ الإلمامَ به۱ و الرُّتوعَ فيه و الإصابةَ مِن أكلائه، و محارم اللّه‏ تعالى و مناهيه الّتي حَظَرَ على الناس انتهاكها هي حماه، فلا تقربوها و لا تنتهكوا حرمتَها.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ المَحارم و المحظورات هي حِمَى اللّه‏ تعالى الّذي أحماه و مَنَعَ الناسَ عن مُلابَسَتِها و الإصابةِ منها.

و راوي الحديث: النُّعمان بن بشير.

۶۶۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ لِكُلِّ صَائِمٍ دَعوَةً۲.۳

«الصَّوم» هو الإمساك، و حَبَسَه الشرعُ على إمساك مخصوص في وقت مخصوص. و «الدَّعوة»: المَرّة الواحدة من دعاء العبد ربّه تعالى في خير يصيبه أو شرّ يَدفعه عنه.

و تمام الحديث: إنّ لكلّ صائم دعوةً، فإذا أراد أن يُفطِرَ فليَقُلْ عند أوّلِ لقمةٍ: يا واسِعَ المَغفرةِ اغفِرْ لي.

1.. الإلمام : النزول ، و قد ألَمَّ أي نزل به . و لَمَّ به و ألَمَّ و التَمَّ : نَزَل . و الإلمام : الزيارة غِبّا ، و الفعل : ألمَمتُ به و ألمَمتُ عليه . و الإلمام أيضا : التقارب يقال : ألَمَّ يفعل كذا يعني كاد ، و اللَّمَم بمعنى المتقارِب من الذنوب الكثيرة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۴۹ لمم .

2.. في بعض المصادر : + مستجابة .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۲۸ ، ح ۱۰۳۱ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۲۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲ ، ص ۲۸۷ ؛الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۱۵ ، ح ۷۳۲۴ ؛ الفتوحات المكّيّة ، ج ۴ ، ص ۵۰۷ ؛ الدعوات للراوندي ، ص ۲۶ ، ح ۴۴ ؛ و عنه في بحار الأنوار ، ج ۹۰ ، ص ۳۶۰ ، ح ۲۱ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
50

خِصالٍ: أن يُعطِيَ مِن نفسه ما هو سائلُه من الناس، و لا يَعيبَ أخاه۱ بعيب فيه حتّى يَبدأَ بإصلاح ذلك من نفسه، و لا يُرسِلَ عُضوا مِن أعضائه إلى أمر حتّى /۳۶۹/ يَنظرَ أ ذلك له أم عليه؟ فيكفّ ۲عمّا عليه /۴۱۴/، و يمضي فيما له.۳

و فائدة الحديث: إعلام أنّ كلّ كلام يَحتاج إلى ما يصدّقه، و كلّ حقّ يحتاج إلى ما يحقّقه.

و راوي الحديث: أنس بن مالك، قال: دَخَلَ مُعاذُ بنُ جبلٍ على رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و هو متّكئ، فقال: كيف أصبحتَ يا معاذ؟ قال: أصبحتُ باللّه‏ِ مؤمنا يا رسول اللّه‏. فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذلك في حديث طويل.۴

۶۶۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ لِكُلٍّ مَلِكٍ حِمًى، وَ إِنَّ حِمَى اللّه‏ِ مَحارِمُهُ.۵

«المَلِكُ»: الحاكم المطلَقُ حُكمُه في الناس نفعا و ضَرّا، و هو أعَمُّ مِن المالك. و «الحِمى»: ما يَحظُره المَلِكُ على غيره أن يُرعى۶، و هو فِعَلٌ، و أحمَيتُ المكانَ إذا مَنعتَه غيرَك، و أصل «ح م ي»: المنع، تقول: حَمَيتُه أي دَفعتُ عنه، و حَمَيتُ المريضَ الطعامَ، و حَمَيتُ عن كذا إذا أَنِفْتَ منه۷، و كان الشريف في الجاهليّة إذا نَزَلَ بلدا استعوى۸ كَلْبا فحَمَّى

1.. «ألف» : أحدا .

2.«ب» : فكيف .

3.. راجع : البيان و التبيين للجاحظ ، ج ۳ ، ص ۹۲ مع اختلاف .

4.. راجع : ضعفاء العقيلي ، ج ۲ ، ص ۲۹۱ ؛ طبقات المحدّثين بأصبهان ، ج ۴ ، ص ۱۸۳ ، الرقم ۶۰۷ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ،ص ۱۲۷ ، ح ۱۰۲۸ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۸ ، ص ۴۱۶ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۲۷ و ۱۲۸ ، ح ۱۲۰۹ و ۱۰۳۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۷۰ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۴۵ ؛صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۱۹ ؛ صحيح مسلم ، ج ۵ ، ص ۵۱ . الأمالي للطوسي ، ص ۳۸۱ ، ح ۶۹ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۸۹ ، ح ۲۴ ؛ و ج ۲ ، ص ۸۳ ، ح ۲۲۳ ؛ كنز الفوائد ، ص ۱۶۴ .

6.. و قال ابن منظور : [قال] الليث : الحِمى : موضع فيه كَلَأٌ يُحمى من الناس أن يُرعى . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۹۹ حمي .

7.. أَنِفَ من الشيء يَأنَف أَنَفا إذا كرهه و شَرُفَت عنه نَفْسُه . لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۵ أنف .

8.. عَوى الكلبُ و الذئب عُواءً : صاحَ ، و استعوى الكلبَ : طلب منه العُواءَ ، و استعوى فلان جماعةً إذا نَعَقَ بهم إلى الفتنة يَستعوي القومَ : يستغيث بهم ، و العَيّ : اللَّيُّ و العَطف ، و عَواه : لَواه ، و استعويتُه أنا إذا طلبتَ منه ذلك . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۰۸ و ۱۰۹ عوي .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10718
صفحه از 465
پرینت  ارسال به