47
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لكلّ ساعٍ في أمرٍ غايةٌ، و لكلّ مجتهدٍ نهاية، و لا بدّ أن يَنجَز۱ كلُّ شغل، و ينقضي كلُّ عمل، و ينتهي كلّ سعي، و غاية كلّ عامل و ساعٍ و كادٍّ و كادحٍ الموتُ، و هو خاتمة الأمر.

و روى أبو أيّوب الأنصاريّ رضى‏الله‏عنه قال: خَرَجَ علينا رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يوما فأخذ بعِضادَتَي /۳۶۸/ بابِ المسجد فنادى بأعلى صوته: يا أيّها الناسُ، يا أهل الإسلامِ، جاء الموت بما جاء، جآء بالرَّوح و الرحمة و الكَرَّة المباركة لأولياء اللّه‏، جاء الموت بما جاء، جاء۲ بالحَسرة و النَّدامة و الكَرَّة الخاسرة لأولياء الشيطان من أهل دار الغرور الّذين كان سعيُهم و رغبتهم فيها ؛ ألا إنّ لكلّ ساعٍ غايةً، و غايةُ كلِّ ساعٍ الموتُ.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الأمر ينتهي إلى الموت، و هذا حثٌّ على كسب الخير و اجتناب الشرّ ؛ فإنّ الموت /۴۱۳/ كائن لا مَحالةَ.

و راوي الحديث: أبو أيّوب الأنصاري رضى‏الله‏عنه۳.

۶۶۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ لِكُلِّ عَائِدٍ شِرَّةً، وَ لِكُلِّ شِرَّةٍ فَترَةً.۴

«الشَّرّ»: نقيض الخير، و قد شَرِرتَ يا۵ هذا شَرّا و شَرَرا۶ و شَرارةً، و «الشِّرَّة»: الحالة

1.. «ألف» : ينجر .
و نَجَزَ و نَجِزَ الشيءُ : فَنِيَ و ذَهَبَ . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۴۱۴ نجز .

2.. «ب» : ـ جاء .

3.. «ب» : ـ الأنصاري .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۲۶ ، ح ۱۰۲۶ و ۱۰۲۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۵۸ و ۱۶۵ ؛ صحيح ابن خزيمة ، ج ۳ ،ص ۲۹۴ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۶۲ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲ ، ص ۲۸۵ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۸۶ ، ح ۲ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۳ ، ص ۲۹۶ ، ح ۷۳ مع اختلاف يسير في الجميع ، و في الأخيرين عن الإمام الصادق عليه‏السلام .

5.. «ألف» : ـ يا .

6.. «ب» : ـ شررا .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
46

و يخيِّل إليهم أنّهم إن لم يَرقِّحوا۱ معاشهم هلكوا، و صَوَّرَ لهم أنّه إن لم يُركَم۲ بعضُه على بعضٍ أدّى إلى الفقر المُدقِع، فإن اتّفق أن يَجتمع لبعض المؤمنين مالٌ كثير من وجه حلال ـ و هيهات ـ فليمزِّقه يمينا و شمالاً، و ليذعذعه۳ حتّى لا يصيرَ عليه وبالاً، و ليُنفقه في وجوه الصلاح من برّ۴ الإخوان و صلة الرحم و وجوه الخير، و ما أحسَنَ ما قال أميرُ المؤمنين عليه‏السلام: لك في مالك شريكان: الحادث و الوارث، فلا تَكُنْ أخَسَّ الثلاثةِ نصيبا.۵ و إن لم يَفعل انتهى أمرُه إلى أن يصير كَيّا۶ على أعضائه، كما قال تعالى: «يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ»۷ الآية.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ المالَ فتنةٌ يَغترّ به الإنسانُ ما لم يَصرفه في وجوهِه و أمسَكَه.

و راوي الحديث: كعب بن عياض.

۶۶۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ لِكُلِّ سَاعٍ غَايَةً، وَ غَايَةُ كُلِّ سَاعٍ المَوتُ.۸

«الغاية»: المَدى و النهاية، و الجمع: غايٌ مثل ساعة و ساعٍ، و هو من «غ ي ي».

1.. «ألف» : لم يَرفحوا .
و الترقيح و الترقُّح : إصلاح المعيشة ، و تَرَقَّح لعياله : كَسَبَ و طَلَبَ و احتال . و ترقيح المال : إصلاحه و القيام عليه . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۵۱ رقح .

2.. رَكَمَ الشيءَ يَركُمه : إذا جَمَعه و ألقى بعضَه على بعض ، و ارتَكَم الشيءُ و تَراكَمَ : إذا اجتمع . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۵۱ ركم .

3.. «ألف» : و ليدغدغه .
و الذعذعة : التفريق ، و ذعذعهم الدهرُ : فرَّقهم . مجمع البحرين ، ج ۴ ، ص ۳۳۸ ذعذع .

4.. «ب» : ـ برّ .

5.. لم نعثر عليه ، نعم روي ما يقرب من هذا عن أبي ذرّ الغفاري رحمه‏الله . راجع : معدن الجواهر ، ص ۲۷ ؛ نهاية الإرب في فنون الأدب ، ج ۳ ، ص ۲۰۶ .

6.. الكَيّ : معروف إحراق الجلد بحديدة و نحوها ، كَواه كيّا . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۳۵ كوي .

7.. التوبة ۹ : ۳۵ .

8.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۵ ، ح ۱۰۲۵ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۶ ، ص ۳۷۹ ؛ اُسد الغابة ، ج ۱ ، ص ۲۹۲ ؛ الجامع الصغير ،ج ۱ ، ص ۳۶۹ ، ح ۲۴۱۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۴۱۶ ، ح ۱۷۶۵ ؛ و ج ۱۵ ، ص ۵۵۰ ، ح ۴۲۱۳۱ . الدعوات للراوندي ، ص ۲۳۶ ، ح ۶۵۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۹ ، ص ۱۷۲ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10633
صفحه از 465
پرینت  ارسال به