41
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

السؤال أمر عظيم.

و روي عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَأن يَحتطبَ أحدُكم حُزْمَةً۱ على ظَهرِه خيرٌ له مِن أن يَسألَ أحدا فيُعطيَه أو يَمنَعَه.۲

و قال الشعبي: كَسبُهُ رَفعُه يَدَيه إلى اللّه‏ سبحانه بالسؤال.۳

و قال عليه‏السلام: لو يَعلَمُ السائلُ ما عَلَيه ما سَأَلَ، و لو يَعلم المسؤولُ ما لَه ما بَخِلَ.۴

و فائدة الحديث: الحثّ على الكسب، و الترغيبُ في الأكلِ مِن كَدّ اليدين، و الرخصةُ في تَناوُل مالِ الولد بالجميل.

و راوية الحديث: عائشة.

۶۵۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ المَسأَلَةَ لاَ تَحِلُّ۵ إِلاَّ لِفَقرٍ مُدقِعٍ، أَو غُرمٍ مُفظِعٍ.۶

«الدَّقْعاء»: التراب، و كذلك الدَّقعَم.

و قال ابنُ الأنباري: الدَّقاع: الأرض،۷ و الدَّقَع: سوءُ۸ احتمال الفقر.

و في الحديث: إذا جُعتُنَّ دَقِعتُنَّ.۹ و دَقِعَ أي۱۰ لَصِقَ بالتراب، و «أدقَعَه» ألصَقَه، و الفقرُ

1.. حَزَمَ الشيءَ يَحزِمه حَزما : شَدَّه ، و الحُزمة ما حُزم . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۳۱ حزم .

2.. صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۸۰ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۱ ، ص ۳۶۲ .

3.. لم نعثر عليه .

4.. لم نعثر عليه ، نعم روي ما يقرب من هذا . راجع : الكافي ، ج ۴ ، ص ۲۰ ، ح ۲ ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۲ ، ص ۷۱ ،ح ۱۷۵۷ ؛ تحف العقول ، ص ۳۰۰ ؛ الأمالي للطوسي قدس‏سره ، ص ۶۶۴ ، ح ۱۳۸۸ .

5.. «ألف» : + السؤال .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۲۰ ، ح ۱۰۱۴ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۳ ، ص ۱۰۰ ، ح ۳ ؛ تاريخ ابن معين ، ج ۱ ، ص ۲۳ ،ح ۷۴ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۱ ، ص ۳۶۳ . بحار الأنوار ، ج ۹۳ ، ص ۱۵۶ ؛ معارج اليقين في اُصول الدين ، ص ۳۷۹ ، ح ۱۰۶۲ .

7.. لم نعثر عليه .

8.. «ألف» : + و .

9.. العين ، ج ۴ ، ص ۱۶۰ ، ذيل مادّة «خجل» ؛ غريب الحديث لابن سلام ، ج ۱ ، ص ۱۱۹ ؛ الفائق ، ج ۱ ، ص ۳۷۳ ، ذيل مادّة «دقع» ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۳۷۷ ، ح ۱۶۱۳۶ ؛ و ج ۱۶ ، ص ۶۰۵ ، ح ۴۶۰۲۹ .

10.. «ب» : إذا .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
40

۶۵۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ أَفضَلَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِن كَسبِهِ، وَ إِنَّ وَلَدَه مِن كَسْبِه.۱

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أفضَلُ ما يَأكله الرجُلُ كَسبه الّذي هو مِن كَدّ يده و قد تَعِبَ فيه إذا كان ممّا يَحِلّ له.

و لذلك كان سليمانُ عليه‏السلام /۳۶۶/ يَعمل سَفائف الخُوص۲ بيده، و يقول لأصحابه:۳ أيُّكم يَكفِيني بَيعَها؟! فيَأكل۴ قُرصَ الشَّعيرِ مِن ثَمنَها ؛ /۴۱۰/ و هذا في كلامٍ لأمير المؤمنين عليه‏السلام.۵ و كذلك أبوه داود عليه‏السلام كان لا يأكل إلاّ من عمل يديه.

ثمّ قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «و إنّ وَلَده من كسبه» لأنّه نتيجتُه، فكأنّه كَسبُه، و قال اللّه‏ تعالى: «مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَ مَا كَسَبَ»۶، قيل: معناه۷: ما أغنى عنه ماله و ولده.۸ و يعني بقوله عليه‏السلام: «و إنّ ولده من كسبه» أنّ الأب له أن يَتقوّتَ مِن مال وَلَده، و يُجْبَرُ الوَلَدُ على نفقة والده إذا كان محتاجا.

و في الحديث الرخصة في الكسب و أنّه لا يُضادُّ التوكُّلَ على اللّه‏ تعالى ؛ بل الكسبُ هو عين التوكُّل ؛ لأنّه يَكسِب متوكِّلاً عليه أن يَرزُقَه منه. و لذلك قال عليه‏السلام: كَسبُ الحلال فريضةٌ بَعْدَ الفَريضة.۹ و إنّما تحرّى بذلك استغناءه عن سؤال۱۰ الناس و الإلحاف عليهم ؛ فإنّ

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۲۰ ، ح ۱۰۱۲ و ۱۰۱۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۳۱ و ۴۲ و ۱۲۷ و ۱۹۳ و ۲۲۰ ؛ سنن ابنماجة ، ج ۲ ، ص ۷۲۳ ، ح ۲۱۳۷ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ ، ح ۳۵۲۸ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۴ ، ص ۴ ح ۶۰۴۵ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۴۶ . مستدرك الوسائل ، ج ۱۳ ، ص ۹ ، ح ۱۲ و فيه مرسلاً عن الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

2.. سَفيفة من خُوص : نَسيجة من خُوص . و الخوص : ورق المُقل و النخل و النارَجيل و ما شاكلها ، واحدتها خوصة . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۲ خوص ؛ و ج ۹ ، ص ۱۵۳ (سفف) .

3.. في المصدر : لجلسائه .

4.في المصدر : و يأكل .

5.. نهج البلاغة، الخطبة ۱۶۰. قاله عليه‏السلام في حقّ داود النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

6.. المسد۱۱۱ : ۲ .

7.«ب» : ـ معناه .

8.. نقل عن مجاهد في جامع البيان ، ج ۳۰ ، ص ۴۴۱ ، ح ۲۹۵۹۲ .

9.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۴ ، ح ۱۲۱ .

10.. «ألف» : السؤال من .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10565
صفحه از 465
پرینت  ارسال به