39
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

فيَظُنُّ السامعُ أنّه قال: فَكَلَّمَتْني. و للمُفَجَّع۱ البَصْري كتابٌ في ذلك.

و روي عن أبي نُعَيم الفضل بن دُكَين أنّه قال: عَجِبتُ لِمن يَعرف المعاني كيف يَكذِب۲؟!۳

و قال البخاري: مِن معاريضه أنّ أنَسا قال: كان النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في مسير له فَحَدا الحادي، فقال عليه‏السلام ۴: اُرفُقْ يا أَنْجَشَةُ، وَيحَك بالقَوارير! قال أبو قلابة: يَعني النساءَ.۵

و في رواية أُخرى: يا انجشةُ ـ لغلام له۶ ـ لا تَكسِرِ القَواريرَ۷.۸

و فائدة الحديث: الأمر۹ بتجنّب الكذب على كلّ حال، و التعريضُ بما۱۰ يُخرِجُك عن الإثم.

و راوي الحديث: عِمرانُ بن حُصَين.

1.. صاحب قصيدة الأشباح .

2.. أقبلَ رَسُول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مردفاً أبا بَكر عام الهجرة ، فقيلَ لأبي بكر : مَن هَذَا قدّامك؟ قَالَ : رجلٌ يهديني السبيل راجع : تذكرةالحفّاظ ، ج ۱ ، ص ۳۶۵ ، الرقم ۳۵۸ ؛ تاريخ الإسلام ، ج ۱ ، ص ۳۳۸ تَعريضاً بأنّه يَهديه سَبيل الحَقّ ، و قَالَ عليه‏السلامللرجُل الَّذي سأله : ممَّن أنتَ؟ فَقالَ من الماء . (لم نعثر عليه) . و ما حكى اللّه‏ تَعالَى من قول إبراهيم : «إِنِّي سَقِيمٌ» ، وَ قَولهُ : «فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ» . و ما روي عنه أنّه قَالَ لامرأته : هذه اُختي . (راجع : صحيح ابن حبّان ، ج ۱۳ ، ص ۴۵ ؛ الكشّاف ، ج ۲ ، ص ۴۹۳ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۸ ، ص ۱۴۸) . كلّ ذلك تعريضٌ ، وَ قيلَ في قوله : «لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ» من معاريض الكلام ، و لم يكُن قد نَسيَ ما عهدَ عليه . (راجع : جامع البيان ، ج ۱۵ ، ص ۳۵۳ ، ح ۱۷۵۰۲ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۶ ، ص ۱۸۶ ؛الكشّاف ، ج ۲ ، ص ۴۹۳ ؛ مجمع البيان ، ج ۶ ، ص ۳۶۹ . نقل فيها عن اُبيّ بن كعب) .

3.. لم نعثر عليه ، نعم نقل عن بعضهم : «عجبت لمن يعرف لحن الكلام كيف يكذب؟!» . تفسير السمعاني ، ج ۵ ، ص ۱۸۳ .

4.. في المصدر : فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

5.. صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۲۱ .

6.. في المصادر : الغلام له .

7.. في المصادر : + قال قتادة : يعني ضعفة النساء .

8.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۲۵۲ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۲۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۷۹ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ،ج ۱۰ ، ص ۲۲۷ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۶ ، ص ۱۳۵ ، ح ۱۰۳۶۱ .

9.. «ألف» : ـ الأمر .

10.. «ألف» : ما .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
38

كقولك: مَصدوقةُ الحال أي صِدقُها، و إنّك لفي نُدحَةٍ و مندوحةٍ أي سَعَة.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ لك في المعاريض الّتي يَسمع السامعُ منها شيئا، و تقصدُ۱ إلى شيءٍ آخَرَ، مُتَّسَعا عن الكذب. و إنّما بَيَّنَ ذلك رأفةً و رحمةً و تعطُّفا على المؤمنين، و ربّما يُضطَرُّ المَرءُ إلى شيءٍ مِن ذلك، فإن۲ كَذِبَ أَثِمَ، و إن صَدَقَ غَرِمَ۳، فَرَخَّصَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله للمؤمن بما ظاهِرُه مرادُ المخاطب، و باطنُه صِدقٌ يُنْجِي المتكلّمَ عن الإثم.

و هذا كما وَقَعَ لبعض أهل العلم و قد كان بعض الخلفاء يحلّفه على شيء، فقال: قد عاهَدتُك على ذلك، و عَلَيَّ عهدُ اللّه‏ أن أفعَلَ ذلك، و لا أفعَلُ إلى قيامي الساعة. فأوهَمَ الخليفةَ أنّه يَقولُ: إلى قيامِ الساعة، فتَخَلَّصَ بذلك.۴ و كما تقول: ما لي صدقةٌ. و تكون «ما»۵ للنفي. و كقول۶ القائل: و اللاهِ۷ لم أفعَلْ ذلك. يعني اللاهِيَ. و كقولك: و اللّه‏ِ ما رَأَيتُ زَيدا ؛ أي ما أصَبتُ رِئتَه، و لا كَلَمتُه أي لم أجرَحْه.۸

و قال الشاعر:

وَقَفتُ على الديارِ «فكَلَّ مَتْني»

و لا و اللّه‏ِ ما نَطَقتُ بِحَرْفِ۹

1.. «ألف» : يقصد .

2.. «ألف» : و إن .

3.. غَرِمَ في تجارته : مثل خَسِرَ خلاف رَبِحَ ، و أيضا الغُرم : الدَّين ، و رجُل غارِمٌ : عليه دَين ، يقال : غَرِمَ يَغرَم غُرما و غَرامةً : لَزِمَ عليه أداء الدَّين ، و أغرَمه و غرَّمه . راجع : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۳۶ ؛ المصباح المنير ، ج ۲ ، ص ۴۴۶ غرم .

4.. روي نحوه في رجل تخلّف زمن الرشيد عن البيعة . راجع : التذكرة الحمدونية ، ج ۸ ، ص ۲۲۳ ؛ نثر الدرر في المحاضرات ، ج ۴ ، ص ۷۶ .

5.. «ألف» : + لي .

6.. «ألف» : «يقول» بدون النقطتين للياء .

7.. «ألف» : و اللاهي .

8.. «ألف» : «جرحته» بدل «لم أجرحه» .

9.. في المصدر : «فما ملكت مدامعها القلوص» . و الشعر للحارثي . راجع : الموشّح للمرزباني ، ص ۲۳۳ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11041
صفحه از 465
پرینت  ارسال به