35
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و راوي الحديث: أنس بن مالك رضى‏الله‏عنه.

۶۴۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ للّه‏ِِ عِبَاداً خَلَقَهُم۱ لِحَوائِجِ النَّاسِ.۲

«الحاجة إلى الشيء»: الفقر إليه، يقال: حاج إليه يَحُوج و احتاجَ، و تُجمَع حاجةٌ حاجا و حاجاتٍ و حِوَجا و حوائجَ على غير قياس كأنّه جمع حائجة، و أنكر الأصمعيّ حوائج و قال: إنّها مولَّدة۳، و لعلّه قال ذلك لخروجه عن القياس، و كم من خارج عن القياس قد استُعمل /۴۰۸/ و استُفتصح، و ذِكر الحوائج في كلامهم كثير لا يُنكَر، و قال الشاعر:

نهار المرء أمثلُ حين يُقضى

حوائجُه مِن الليل الطويل

و يقال للحاجة: الحَوجاء.۴

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: للّه‏ تعالى عباد يَقضي بهم حوائجَ الناس، و يرغِّبهم في النهوض بأعبائها و القيام بأثقالها.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى خلق عبادا ؛ بهم يقضي حاجاتِ الناس، و إليهم يَفزَعون في المعضلات، و برأيهم يَستضيؤون في المشكلات.

و تمام الحديث: يَفزع الناسُ إليهم في حوائجهم، اُولئك الآمنون يوم القيامة.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۶۵۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ حَقّاً عَلَى اللّه‏ِ تَعالَى أن لاَ يَرفَعَ شَيئاً۵ مِنَ الدُّنيا إِلاَّ وَضَعَهُ.۶

هذه إشارة إلى استعداد الدنيا للتغيّر و التبدّل و الانقلاب /۳۶۵/ بأهلها، و قد خلقها اللّه‏ تعالى

1.. «ألف» : + اللّه‏ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱۷ و ۱۱۸ ، ح ۱۰۰۷ و ۱۰۰۸ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۱۹۲ ؛ قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا ،ص ۴۷ ، ح ۴۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۲ ، ص ۲۷۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۴۴۴ ، ح ۱۶۴۶۴ . الرسالة السعديّة للحلّي ، ص ۱۶۰ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۳۷۳ ، ح ۸۶ .

3.. «ألف» : موكدة .

4.راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۰۸ حوج .

5.. في المصدر : لا يرتفع شيء .

6.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱۸ ، ح ۱۰۰۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۰۳ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۹۰ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۳۷ ، ح ۴۸۰۲ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۱۷ و ۲۵ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۶۳ ، ح ۱۱۵۶ . بحار الأنوار ، ج ۶۰ ، ص ۱۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
34

و روي: أنّ الربيعَ بنتَ معوِّذ ـ و كانت عمّةَ أنَس ـ كسَرتْ ثنيّةَ امرأةٍ فأمَرَها۱ رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بالقصاص۲، فقال أنس۳: و الّذي بَعثك بالحقّ لا تَكسِرْ ثنيَّتَها! فرضُوا بالأرش، و تَركوا القصاصَ، فقال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ مِن عباد اللّه‏ مَن لو أقسم على اللّه‏ لأبرّه.۴

و فائدة الحديث: إعلام أنّ للّه‏ تعالى خواصَّ مِن عباده لو عَزَموا على كرمه و فضله أن يَفعل فِعلاً فيه صلاحُ دين أو دنيا لأجابهم إلى ذلك و أبَرَّ قَسَمَهم.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۶۴۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ للّه‏ِِ عِباداً يَعرِفُونَ النَّاسَ بِالتَّوَسُّمِ.۵

يقال: «توسّمتُ» إذا تثبّتَّ في النظر إلى الشيء تعرف سِمَتَه و مِيسَمَه أي علامته، و يقال: تَوسّمتُ فيه الخيرَ إذا عرفتَ وسمَ ذلك فيه.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: للّه‏ تعالى عبادٌ شَرَحَ قلوبَهم، و أذكى أبصارهم، فهم يَتفرّسون الحقائقَ إذا نظروا إلى الشيء ؛ و ذلك ممّا أعطاهم اللّه‏ تعالى مِن حدّة الخاطر و إصابة الفكر و تحقيق الظنِّ۶، و هذا كما قال عليه‏السلام: إنّ المؤمن يَنظر بنور اللّه‏.۷

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى يَختصّ بعض عباده بما يريد من المزيَّة۸، و يُعطي مَن يشاء بغير حساب.

1.. في المصدر : فأمر .

2.«ألف» : + فقال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

3.. في المصدر : + يا رسول اللّه‏ .

4.. صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۲۰۵ ؛ أحكام القرآن لابن العربي ، ج ۲ ، ص ۶۳۱ ؛ أحكام القرآن للجصّاص ، ج ۱ ، ص ۱۷۲ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱۶ و ۱۱۷ ، ح ۱۰۰۵ و ۱۰۰۶ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۶۸ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ،ص ۲۰۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۵۸ ، ح ۲۳۴۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۱ ، ص ۸۸ ، ح ۳۰۷۳۲ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۴۲ ، ح ۸۰ . تفسير جوامع الجامع ، ج ۲ ، ص ۳۰۸ ؛ مجمع البيان ، ج ۶ ، ص ۱۲۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۴ ، ص ۱۲۳ .

6.. «ألف» : النظرة .

7.. بصائر الدرجات ، ص ۱۰۰ ، ح ۲ ؛ جامع البيان ، ج ۱۴ ، ص ۶۲ ؛ عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ، ج ۱ ، ص ۶۷ ، ح ۲۵۰ ؛ فضائلالشيعة ، ص ۲۶ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۴ ، ص ۱۰۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۱۶۵ ، ح ۸۲۳ .

8.. «ألف» : المزيد .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10550
صفحه از 465
پرینت  ارسال به