33
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و راوي الحديث: عبيد اللّه‏ بن يزيد الخَطمِيُّ۱.

۶۴۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۳۶۴/ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحرَمُ الرِّزقَ بِالذَّنبِ يُصيبُهُ.۲

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ الذنب شُؤمٌ، و ربّما يكون في سابقِ عِلمِ اللّه‏ تعالى أنّه سيَرزُقُ العبدَ رزقا إن تَصَوَّنَ و كَفَّ نفسَه عن المحارم ؛ فإذا عَصَى اللّه‏َ تعالى، و انتهك حرمته، حَرَمَه إيّاه، /۴۰۷/ و ذَكَرَ ذلك صلى‏الله‏عليه‏و‏آله زجرا للعبد و لُطفا له ؛ ليَأتمِرَ أمرَه، و يَنتهيَ عن نَهيِه.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الذنب مَحرَمةٌ للرزق و مَقطَعَةٌ للخير.

و راوي الحديث: ثَوبانُ مولى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

۶۴۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ مِن عِبادِ اللّه‏ِ مَن لَو أَقْسَمَ عَلَى اللّه‏ِ لَأَبَرَّهُ.۳

«أقسَمَ»: حَلَفَ، و أصله مِن القَسامة و هي الأيمان تُقسَم على الأولياء في الدم، و القَسَم: اليمين، و الإقسام على اللّه‏ تعالى أن يقول: يا ربّ، بعزّتك و كرمك أن تفعل كذا و كذا.

و «أبرّه»: صدّقه، تقول: بَرِرتُ في يميني أبَرُّ إذا صدقتَ.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ للّه‏ تعالى۴ عبادا يَعبدونه حقّ العبادة، و يحبّهم اللّه‏ تعالى، و يستجيب دعاءَهم، و يَسمع نداءهم ؛ حتّى إنّ أحدَهم لو أقسَمَ عليه بأسمائه الحسنى أو صفاته العلى أن يفعل كذا لفعل ـ عزّ و علا ـ إكراما لعبده و استجابةً لدعائه.

1.. «ألف» : الحطمي .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ، ح ۱۰۰۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۷۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۳۴ ، ح ۴۰۲۲ ؛المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۹۳ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۳ ، ص ۱۵۳ . الأمالي للطوسي ، ص ۵۲۸ ، ح ۱ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۵ ، ص ۱۷۷ ، ح ۹ و فيه عن ابن أبي جمهور في درر اللئالي .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱۶ ، ح ۱۰۰۲ ـ ۱۰۰۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۲۸۴ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۰۶ ؛ صحيح البخاري ،ج ۳ ، ص ۱۶۹ و ۲۰۵ ؛ و ج ۵ ، ص ۱۵۴ و ۱۸۸ ؛ و ج ۶ ، ص ۷۲ ؛ و ج ۷ ، ص ۹۰ و ۲۲۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۵ ، ص ۱۰۶ ؛ و ج ۷ ، ص ۱۸۹ ؛ و ج ۸ ، ص ۳۶ . الأمالي للصدوق ، ص ۴۷۰ ، ح ۶ ؛ روضة الواعظين ، ص ۲۹۶ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۵۳۹ ، ح ۱ ؛ مكارم الأخلاق للطبرسي ، ص ۴۷۱ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۱۵۲ .

4.. «ألف» : ـ تعالى .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
32

و قال عليه‏السلام: ما يصيبُ المؤمنَ وَصَبٌ و لا نَصَبٌ و لا هَمٌّ و لا غَمٌّ حتّى الشَّوكةِ يُشاكُها إلاّ كان له۱كفّارةً.۲ أو كما قال عليه‏السلام.۳

و روي عن أبي بُردةَ قال: كنت جالسا عند عُبَيدِ اللّه‏ بنِ زيادٍ، فجَعَلَ يُختلفُ إلَيه برُؤوسِ قَومٍ،۴ كُلَّما جِيءَ برأسٍ۵ قلت: إلى النار.۶ فقال۷ عبد اللّه‏۸ بنُ يزيدَ يعني الخَطمِيَّ۹: ۱۰ أ لا۱۱ تعلم يا ابن أخي أنّي سَمعتُ رسولَ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ عذابَ هذه الاُمّة جُعل في دنياها۱۲؟۱۳ و هذا إشارة مِن عُبَيدِ اللّه‏ إلى أنّ الّذين يُقتَلون مظلومون، و ليس لعُبَيدِ اللّه‏ الظالم ذلك! فقتلُها عذابُها في الدنيا، و اللّه‏ أعلم.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏َ تعالى يَمتَحِنُ عبدَه في الدنيا بما يصفّيه۱۴ من الذُّنوبِ۱۵ و يَغسله من العيوب حتّى يَلقى اللّه‏ تعالى طاهرا من كلّ رِجسٍ، فيُدخِله الجنّةَ آمنا لا تَبِعَةَ عليه.

1.. في «ب» : ـ له .

2.. نقل بالمعنى كما هو ظاهر .

3.. راجع : مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۰۳ ؛ و ج ۳ ، ص ۴۸ و ۸۱ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۶ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۳ ،ح ۸۲۵ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۳۷۳ .

4.. في المصادر غير المسند : «فأتي برؤوس الخوارج» . و في المسند : «الخوارج» بدل «قوم» .

5.. في العلل و المستدرك : «كلّما جاء رأس» . و في ذكر أخبار أصبهان : ـ «كلّها جيء برأس» .

6.. في ذكر أخبار أصبهان : ـ «قلت : إلى النار» . و في المسند : + «قال» .

7.. في العلل و ذكر أخبار أصبهان : + لي .

8.. في المخطوطتين : عبيد اللّه‏ . و هو سهو .

9.«ألف» : الحُطمي .

10.. في العلل و ذكر أخبار اصبهان : ـ «يعني الخطمي» . و في المستدرك : «الأنصاري» بدل «يعني الخطمي» . و في المسند : «الخطمي» . و هو من الصحابة شهد بيعة الرضوان ، و كان عامل عبد اللّه‏ بن الزبير على الكوفة .

11.. في العلل و المستدرك : «أولا» . و في ذكر أخبار أصبهان : ـ «ألا» .

12.. في العلل و ذكر أخبار أصبهان : في أوّلها .

13.. العلل لأحمد بن حنبل ، ج ۳ ، ص ۴۴۰ ، ح ۵۸۷۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۹ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ، ح ۱۰۰۰ ؛ ذكر أخبار أصبهان ، ج ۱ ، ص ۶۶ .

14.. «ب» : يصنيه .

15.. «ألف» : ـ الذنوب .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10525
صفحه از 465
پرینت  ارسال به