329
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

لهذا الاسم و تخصيصاً، و لذلك قال تعالى: «هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّا»۱. و قيل: قُطعت الهمزة لأنّه يُنوى الوقفُ على حرف النداء.

و قيل: هو من وَلِهَ يَولَه وَلَهاً و وَلَهاناً إذا تحيّر ؛ و ذلك لأنّ الخلق متحيّرون في عظمته فكلّهم يوله إليه، فأصله وِلاهٌ، فاُبدلت من الواو۲ الهمزةُ مثل وِجاج و إجاج للستر. و «اللّهمّ» معناه يا اللّه‏، فاُبدل من حرف النداء في أوّله الميمان، و خُصّ ذلك بدعاء اللّه‏ تعالى، وربّما يجتمع البدل و المبدل منه، قال:

إنّي إذا ما حَدَثٌ أَلَمَّا

أقول: يا اللّهمّ يا اللّهما

و قيل: هو «يا اللّه‏، اُمَّنا۳ بالخير۴» فرُكّبا، و هذا شَوط بَطين.۵

استعاذَ عليه‏السلام باللّه‏ ـ عزّ و جلّ ـ /۵۱۹/ من الضلال و الإضلال، و إذا روي «اُضَلَّ» فالمعنى: أن يُضِلَّني الشيطانُ و غيره مِن المضلّين. و المعنيّ بذلك طَلَبُ التوفيق من اللّه‏ عزّ و جلّ.

ثمّ قال عليه‏السلام: «و أذِلَّ أو اُذَلَّ»، عاذ عليه‏السلام باللّه‏ تعالى من الذلّ و من أن يُذلّه غيره.

ثمّ قال عليه‏السلام: «أو أظلم أو اُظلَم»، و استعاذ۶ مِن أن يَظلم غيرَه أو أن يظلمه غيره.

1.. مريم۱۹ : ۶۵ .

2.«ألف» : + و .

3.. أي اُقصُدنا . و أَمَّه يَؤُمُّه أمّا : قَصَدَه . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۲ أمم .

4.. قال الأزهري : أمّا إعراب اللهمَّ فضمّ الهاء و فتح الميم لا اختلاف فيه بين النحويّين في اللفظ ؛ فأمّا العلّة و التفسير فقداختلف فيه النحويّون ، فقال الفرّاء : معنى اللهمّ : يا اللّه‏ اُمَّ بخير . و قال الزجّاج : هذا إقدام عظيم لأنّ كلّ ما كان من هذا الهمز الّذي طرح فأكثر الكلام الإتيان به . راجع : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۴۷۰ أله .
و قال صاحب بن عبّاد : اختلفوا في معنى اللهم ، فقالوا : معناه : [أ] يا اللّه‏ اُمَّنا بخير . راجع : المحيط في اللغة ، ج ۴ ، ص ۶۵ أله .

5.. أي الكلام في هذا الباب طويل ، و الشَّوط : الجري مَرّةً إلى غاية ، و المرّة الواحدة من الطواف حول البيت ، و هو في الأصل مسافة من الأرض يَعدوها الفَرس كالميدان و نحوه . و في حديث سليمان بن صرد قال لعليٍّ عليه‏السلام : يا أمير المؤمنين ، إنّ الشوط بطين ، و قد بقي من الاُمور ما تعرف صديقك من عدوّك ؛ البطين : البعيد ؛ أي إنّ الزمان طويل يمكن أن أستدرك فيه ما فرّطت . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۳۷ شوط .

6.. «ألف» : استعاذه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
328

وجه صاحبه و لا يستجاب.

و سئل النبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أيُّ الساعات أسمع۱؟ فقال عليه‏السلام: جوفُ الليل الأخير۲.۳ أي أخلَقُ للدعاء و أرجى۴ للإجابة.

ثمّ قال عليه‏السلام: أعوذ بك من شرّ هؤلاء الأربع. فاستعاذَ باللّه‏ تعالى منها ؛ و إنّما قال «الأربع» و لم يقل «الأربعة» لأنّ العِلم في معنى المعرفة، و القلب جارحة على الجملة و آلة، و۵ الدعاء في معنى الدعوة، و النفس مؤنّثة، أو أراد هذه الذوات، و اللّه‏ أعلم.

و راويه: أنس بن مالك، قال: كان هذا من دعاء رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

۸۸۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اَللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَو أُضَلَّ، أَو أَذِلَّ أَو أُذَلَّ، أَو أَظْلِمَ أَو أُظلَمَ، أَو أَجهَلَ أَوْ يُجهَلَ عَلَيَّ.۶

قوله عليه‏السلام: «اللّهمّ» قال سيبَوَيهِ: أصل اسم «اللّه‏» تعالى: لاهٌ، و لاهَ يَليه لَيها إذا تَسَتَّر، اُدخلتْ عليه الألف و اللام فجرى مجرى الاسم العَلَم كالحسن و العبّاس، و يخالف الأعلام من حيث كان صفةً.۷

و قال غيره: أصله إلاهٌ من قولك: أَلَهَ يَألَه إلاهَةً: عَبَدَ، فدخل عليه الألف و اللام، و حُذِفَت الهمزة تخفيفاً لكثرة تردّده في الكلام، و قُطعت الهمزة في النداء للزومها تفخيماً

1.. في مسند الشاميّين و تاريخ مدينة دمشق : + للدعاء .

2.. في كلّ المصادر : الآخر .

3.. كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۵۸ ، ح ۱۲۹ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۲ ، ص ۳۱ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۴ ، ص ۵۳ ؛ الفائق ، ج ۲ ، ص ۱۵۸ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۶ ، ص ۲۶۳ .

4.. «ألف» : إرجاء .

5.. «ب» : «من» بدل «و» .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۳۳ ، ح ۱۴۶۹ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۹۷ ، ح ۵۰۹۴ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۱۲۹ ؛المعجم الكبير ، ج ۲۳ ، ص ۳۲۰ ؛ و ج ۲۴ ، ص ۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۳۲۹ ، ح ۶۶۵۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۷ ، ص ۱۴۴ ، ح ۱۸۴۲۰ . كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۱ ، ص ۳۳۷ ، ح ۹۸۲ ؛ المصباح للكفعمي ، ص ۱۲۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲ ، ص ۶۲ ، ح ۹ .

7.. الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۴۸ ليه مع تفاوت يسير .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10725
صفحه از 465
پرینت  ارسال به