لهذا الاسم و تخصيصاً، و لذلك قال تعالى: «هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّا»۱. و قيل: قُطعت الهمزة لأنّه يُنوى الوقفُ على حرف النداء.
و قيل: هو من وَلِهَ يَولَه وَلَهاً و وَلَهاناً إذا تحيّر ؛ و ذلك لأنّ الخلق متحيّرون في عظمته فكلّهم يوله إليه، فأصله وِلاهٌ، فاُبدلت من الواو۲ الهمزةُ مثل وِجاج و إجاج للستر. و «اللّهمّ» معناه يا اللّه، فاُبدل من حرف النداء في أوّله الميمان، و خُصّ ذلك بدعاء اللّه تعالى، وربّما يجتمع البدل و المبدل منه، قال:
إنّي إذا ما حَدَثٌ أَلَمَّا
أقول: يا اللّهمّ يا اللّهما
و قيل: هو «يا اللّه، اُمَّنا۳ بالخير۴» فرُكّبا، و هذا شَوط بَطين.۵
استعاذَ عليهالسلام باللّه ـ عزّ و جلّ ـ /۵۱۹/ من الضلال و الإضلال، و إذا روي «اُضَلَّ» فالمعنى: أن يُضِلَّني الشيطانُ و غيره مِن المضلّين. و المعنيّ بذلك طَلَبُ التوفيق من اللّه عزّ و جلّ.
ثمّ قال عليهالسلام: «و أذِلَّ أو اُذَلَّ»، عاذ عليهالسلام باللّه تعالى من الذلّ و من أن يُذلّه غيره.
ثمّ قال عليهالسلام: «أو أظلم أو اُظلَم»، و استعاذ۶ مِن أن يَظلم غيرَه أو أن يظلمه غيره.
1.. مريم۱۹ : ۶۵ .
2.«ألف» : + و .
3.. أي اُقصُدنا . و أَمَّه يَؤُمُّه أمّا : قَصَدَه . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۲ أمم .
4.. قال الأزهري : أمّا إعراب اللهمَّ فضمّ الهاء و فتح الميم لا اختلاف فيه بين النحويّين في اللفظ ؛ فأمّا العلّة و التفسير فقداختلف فيه النحويّون ، فقال الفرّاء : معنى اللهمّ : يا اللّه اُمَّ بخير . و قال الزجّاج : هذا إقدام عظيم لأنّ كلّ ما كان من هذا الهمز الّذي طرح فأكثر الكلام الإتيان به . راجع : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۴۷۰ أله .
و قال صاحب بن عبّاد : اختلفوا في معنى اللهم ، فقالوا : معناه : [أ] يا اللّه اُمَّنا بخير . راجع : المحيط في اللغة ، ج ۴ ، ص ۶۵ أله .
5.. أي الكلام في هذا الباب طويل ، و الشَّوط : الجري مَرّةً إلى غاية ، و المرّة الواحدة من الطواف حول البيت ، و هو في الأصل مسافة من الأرض يَعدوها الفَرس كالميدان و نحوه . و في حديث سليمان بن صرد قال لعليٍّ عليهالسلام : يا أمير المؤمنين ، إنّ الشوط بطين ، و قد بقي من الاُمور ما تعرف صديقك من عدوّك ؛ البطين : البعيد ؛ أي إنّ الزمان طويل يمكن أن أستدرك فيه ما فرّطت . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۳۷ شوط .
6.. «ألف» : استعاذه .