«إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ»۱، و قال تعالى: «سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ»۲، و قال جلّ و علا: «وَ جَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيرا»۳.
و قال مالك بن دينار: كانت امرأة تختلف إلى مجلسي، فقالت /۴۲۵/ لي ذاتَ يوم: ما ذا يُعطي اللّهُ الصابرين؟ فجَعلتُ أعُدُّ عليها، فقالت: تَعالَ معي. فأدخلَتْني بيتاً فيه أعمى أشَلُّ أصَمُّ كاللحم على الباريَّة۴، فقالت: هذا و اللّهِ أخدِمه و لا أشكو! قلت: و هل خطر ببالك عافِيته۵؟ قالت: نعم. فقلت: لستِ من الصابرين. فشهقتْ شهقةً فماتت، فدفنتُها و رأيتها في المنام على سرير و عليها ثيابُ حرير، فقالت: يا مالك بن دينار، آيستَني من الباب، فدخَلتُه۶ مِن غير علم الحُجّاب.۷
و قال الشاعر:
و ما يُغني التأوُّهُ إذ تَوَلّى
و هل ما فات مرتجَعٌ بآهِ
فإقراراً و تسليماً و صبراً
على ما كان مِن قَدَر الإلهِ۸
و معنى الكلام و اللّهُ أعلم: الحثّ على الصبر في المصيبة و النازلة تُنزَل، و إعلام أنّ ثوابه مسامحة الحساب.
و راويه: أنس بن مالك.
۸۸۲.قوله تَعالَى جَدُّه: الكِبرياءُ رِدائي، وَ العَظَمَةُ إِزاري، فَمَن نَازَعَني وَاحِداً مِنهُما أَلقَيتُهُ في النَّارِ.۹
و روي: فَمَنْ نازَعَني في شَيءٍ۱۰ مِنهما قَصَمتُه.۱۱
1.. البقرة۲ : ۱۵۳ .
2.الرعد(۱۳) : ۲۴
3.الإنسان(۷۶) : ۱۲ .
4.. الباريّ و البارِيَاء : الحصير المنسوج ، و قيل : الطريق ، فارسي معرّب . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۷۰ بري .
5.. «ألف»: عاقبته.
6.«ألف»: فدخلت.
7.لم نعثر عليه.
8.لم نعثر عليه.
9.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۳۰ ، ح ۱۴۶۳ ـ ۱۴۶۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۴۸ و ۴۱۴ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ،ص ۱۳۹۷ ، ح ۴۱۷۴ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۲۶۸ ، ح ۴۰۹۰ ؛ مسند الحميدي ، ص ۴۸۶ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۱ ، ص ۳۰۵ ، ح ۲۸۵ . بحار الأنوار ، ج ۷۰ ، ص ۱۹۲ ، ذيل ح ۱ .
10.. في المفردات و تفسير القرطبي «في واحد» . و في العهود المحمدية : «واحدا» .
11.. المفردات للراغب ، ص ۶۹۸ كبر ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱۸ ، ص ۴۷ ؛ العهود المحمديّة ، ص ۴۳۸ .