325
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

«إِنَّ اللّه‏َ مَعَ الصَّابِرِينَ»۱، و قال تعالى: «سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ»۲، و قال جلّ و علا: «وَ جَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيرا»۳.

و قال مالك بن دينار: كانت امرأة تختلف إلى مجلسي، فقالت /۴۲۵/ لي ذاتَ يوم: ما ذا يُعطي اللّه‏ُ الصابرين؟ فجَعلتُ أعُدُّ عليها، فقالت: تَعالَ معي. فأدخلَتْني بيتاً فيه أعمى أشَلُّ أصَمُّ كاللحم على الباريَّة۴، فقالت: هذا و اللّه‏ِ أخدِمه و لا أشكو! قلت: و هل خطر ببالك عافِيته۵؟ قالت: نعم. فقلت: لستِ من الصابرين. فشهقتْ شهقةً فماتت، فدفنتُها و رأيتها في المنام على سرير و عليها ثيابُ حرير، فقالت: يا مالك بن دينار، آيستَني من الباب، فدخَلتُه۶ مِن غير علم الحُجّاب.۷

و قال الشاعر:

و ما يُغني التأوُّهُ إذ تَوَلّى

و هل ما فات مرتجَعٌ بآهِ

فإقراراً و تسليماً و صبراً

على ما كان مِن قَدَر الإلهِ۸

و معنى الكلام و اللّه‏ُ أعلم: الحثّ على الصبر في المصيبة و النازلة تُنزَل، و إعلام أنّ ثوابه مسامحة الحساب.

و راويه: أنس بن مالك.

۸۸۲.قوله تَعالَى جَدُّه: الكِبرياءُ رِدائي، وَ العَظَمَةُ إِزاري، فَمَن نَازَعَني وَاحِداً مِنهُما أَلقَيتُهُ في النَّارِ.۹

و روي: فَمَنْ نازَعَني في شَيءٍ۱۰ مِنهما قَصَمتُه.۱۱

1.. البقرة۲ : ۱۵۳ .

2.الرعد(۱۳) : ۲۴

3.الإنسان(۷۶) : ۱۲ .

4.. الباريّ و البارِيَاء : الحصير المنسوج ، و قيل : الطريق ، فارسي معرّب . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۷۰ بري .

5.. «ألف»: عاقبته.

6.«ألف»: فدخلت.

7.لم نعثر عليه.

8.لم نعثر عليه.

9.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۳۰ ، ح ۱۴۶۳ ـ ۱۴۶۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۴۸ و ۴۱۴ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ،ص ۱۳۹۷ ، ح ۴۱۷۴ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۲۶۸ ، ح ۴۰۹۰ ؛ مسند الحميدي ، ص ۴۸۶ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۱ ، ص ۳۰۵ ، ح ۲۸۵ . بحار الأنوار ، ج ۷۰ ، ص ۱۹۲ ، ذيل ح ۱ .

10.. في المفردات و تفسير القرطبي «في واحد» . و في العهود المحمدية : «واحدا» .

11.. المفردات للراغب ، ص ۶۹۸ كبر ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱۸ ، ص ۴۷ ؛ العهود المحمديّة ، ص ۴۳۸ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
324

و معنى الكلام و اللّه‏ُ أعلم: تعظيم أمر الإسلام۱، و الأمرُ بالسخاء و الكرم و حسن الخلق.

و راويه: جابر بن عبد اللّه‏ رضى‏الله‏عنه.

۸۸۱.قوله جَلَّ ثَناؤُه: إِذَا وَجَّهتُ إِلى عَبدٍ مِن عَبيدي مُصيبَةً في بَدَنِه أَو مالِهِ أَو۲ وَلَدِهِ، ثُمَّ استَقبَلَ ذلكَ بِصَبرٍ جَميلٍ، استَحيَيتُ مِنهُ يَومَ القيامَةِ أَنْ أَنصِبَ لَهُ ميزاناً أَو۳ أَنشُرَ لَهُ ديواناً.۴

يقول عزّ و علا: إذا ابتَليتُ عبداً لي بمصيبة أو نازلة في بدنه أو ماله أو ولده، ثمّ سَلّم /۵۱۷/ الأمر و لم يجزع، و أحسن الصبر مستقبلاً به المصيبةَ، «استحييت» أي لم أرضَ ـ و هو مَجاز لا يجوز على اللّه‏ تعالى۵ حقيقةً، و قد تقدّم القول فيه ـ «أن أَنصِب له ميزاناً» أي أن اُحاسبه، «أو أنشُرَ له ديواناً» فأعرِضَ أعمالَه عليه، بل أرحَمُه و أتجاوزه و اُدخِله الجنّةَ بفضلي مِن غير مناقشة حساب.

و الصبر عظيم الموقع في العبادات، و قد ذَكر اللّه‏ُ تعالى الحسنةَ بعشر أمثالها۶ إلى سبعمئة ضِعفٍ۷، إلاّ۸ الصبر ؛ فإنّه ـ عزّ وعلا ـ قال: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»۹، و قال عزّ و علا: «وَ جَعَلْنَا مِنْهُمْ۱۰ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا»۱۱، و قال تعالى:

1.. ب : الإنسان .

2.«ألف» : ـ ماله أو .

3.. «ألف» : و .

4.. مسند الشهاب ، ج۲ ، ص۳۳۰ ، ح۱۴۶۲ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۷ ، ص ۱۵۰ ، ح ۲۰۶۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص۲۴۲،ح ۶۰۴۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۸۲ ، ح ۶۵۶۱ . الدعوات للراوندي ، ص ۱۷۲ ، ح ۴۸۴ (و فيه عن الإمام الصادق عليه‏السلام) ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۲۰۹ (و فيه عن الدعوات) .

5.«ألف» : ـ تعالى .

6.. «مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ‏عَشْرُ أَمْثَالِهَا» ؛ الأنعام۶ : ۱۶۰ .

7.. «مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» ؛ البقرة۲ : ۲۶۱ .

8.. «ألف» : ـ إلاّ .

9.الزمر۳۹ : ۱۰ .

10.. «ألف» و «ب» : «و جعلناهم» خطأً ، و هو من آية : «وَ جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَ أَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَ إِقَامَ الصَّلَوةِ وَ إِيتَاءَ الزَّكَوةِ وَ كَانُوا لَنَا عَابِدِينَ»«الأنبياء۲۱ : ۷۳» .

11.. السجدة۳۲ : ۲۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10602
صفحه از 465
پرینت  ارسال به