و معنى الكلام و اللّهُ أعلم: تعظيم المؤمنين، و عزّتهم /۵۱۶/ على اللّه تعالى و مكانتهم عنده، و تعظيم أمر الزهد في الدنيا و أداء الفرائض الّتي افترضها اللّه تعالى۱ على عباده.
و راويه: أنَس بن مالك.
۸۷۹.قوله تَبارَكَ اسمُهُ: يا مُوسَى، إنَّهُ لَم يَتَصَنَّعِ المُتَصَنِّعُونَ لي بِمِثلِ الزُّهدِ فِي الدُّنيا، وَ لَم يَتَقَرَّبْ إِلَيَّ المُتَقَرِّبُونَ بِمِثلِ الوَرَعِ عَمَّا حَرَّمتُ عَلَيهِم، وَ لَم يَتَعَبَّد لِيَ۲ المُتَعَبِّدونَ بِمِثلِ البُكاءِ مِن خِيفَتي.۳
«التصنُّع»: تكلُّفُ حُسن السيرة و السَّمت، و يقال: «تَصَنَّعَت المرأةُ» إذا تَكلَّفتْ في التزيُّن، و كأنّ معناه تكلُّفُ العبادة.
فيقول۴ عزّ و علا: ما تَكلَّفَ العبدُ عبادةً أفضلَ من الزهد في الدنيا، فارفضها ـ يا ابن آدم ـ و أنت المزيّن الظريف، فكأنّ ترك الدنيا أفضل العبادات النوافل.
ثمّ قال عزّ و علا۵: «و لم يتقرّب إليّ۶ المتقرّبون بمثل الورع عمّا حرّمت عليهم» ؛ و المعنى: أفضل التقرّب الورع عن المعاصي۷ و المحارم ؛ و المعنى: إذا تباعد من المحارم قَرُبَ مِن رحمتي، و صار لي وليّاً.
ثمّ قال عزّ و علا: «و لم يتعبّد المتعبّدون بمثل البكاء من خيفتي»، و البكاء غاية تضرّع العاجز۸، فكأنّه عَرْضُ العجز على اللّه تعالى، و هو نهاية الخشوع و فرط الخضوع، و قد
1.. «ب» : ـ اللّه تعالى .
2.. «ألف» : ـ لي .
3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۲۸ و ۳۲۹ ، ح ۱۴۵۸ ـ ۱۴۶۰ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۲۰۳ ؛ و ج ۶ ، ص ۲۹۶ ؛ المعجمالكبير ، ج ۱۲ ، ص ۹۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۷۲۳ ، ح ۸۵۷۸ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۶۱ ، ص ۱۱۲ . ثواب الأعمال ،ص ۱۷۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۳ ، ص ۳۴۹ ، ح ۳۷ و فيه عن ثواب الأعمال .
4.. «ب» : يقول .
5.. «ألف» : جلّ .
6.. «ألف» : ـ إليّ .
7.. «ألف» : التورّع عن المناهي .
8.. «ألف» : غاية التضرّع للعبد .