الملائكةُ في غَرْس الأشجار، فربّما يَقِفُ بعضُ الملائكة فقال لهم: لِمَ وَقفتم؟ فيقولون: فَتَرَ صاحبُنا.۱
و على الجملة فحُسنُ الظنّ إنّما يُجدي مع حسن العمل، و إلاّ فالّذي۲ يَجمع الذنوبَ على نفسه بعضَها على بعض و۳ يقول: «إنّي حَسَنُ الظنِّ باللّه!»، فإنّما۴ يَستهزئ بنفسه، و أخاف۵ أن يكون هذا الظَّنُّ مِنَ الّذي ذَكَرَه اللّه عزّ و علا: «وَ ذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ»۶.
نعوذ باللّه، و نلوذ بكرمه و عفوه.
و معنى الكلام و اللّه أعلم: الأمر بحسن الظنّ مع العمل الصالح، و الأمر بذكره عزّ و علا.
۸۷۳.قوله تَعالَى وَ تَقدَّسَ: وَجَبَت مَحَبَّتي لِلمُتَحابِّينَ فِيَّ وَ المُتَجالِسينَ فِيَّ، وَ المُتَباذِلينَ فِيَّ، وَ المُتَزاوِرينَ فِيَّ.۷
يقول عزّ وعلا: وَجبتْ مَحبّتي لمن أَحَبَّ أخاه المؤمنَ لمحبّتي، و لمن جالَسَ أخاه المؤمنَ لرضائي، و لمن أعطى أخاه المؤمن لأجلي، و لمن زار أخاه المؤمن خالصةً