313
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

الملائكةُ في غَرْس الأشجار، فربّما يَقِفُ بعضُ الملائكة فقال لهم: لِمَ وَقفتم؟ فيقولون: فَتَرَ صاحبُنا.۱

و على الجملة فحُسنُ الظنّ إنّما يُجدي مع حسن العمل، و إلاّ فالّذي۲ يَجمع الذنوبَ على نفسه بعضَها على بعض و۳ يقول: «إنّي حَسَنُ الظنِّ باللّه‏!»، فإنّما۴ يَستهزئ بنفسه، و أخاف۵ أن يكون هذا الظَّنُّ مِنَ الّذي ذَكَرَه اللّه‏ عزّ و علا: «وَ ذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ»۶.

نعوذ باللّه‏، و نلوذ بكرمه و عفوه.

و معنى الكلام و اللّه‏ أعلم: الأمر بحسن الظنّ مع العمل الصالح، و الأمر بذكره عزّ و علا.

۸۷۳.قوله تَعالَى وَ تَقدَّسَ: وَجَبَت مَحَبَّتي لِلمُتَحابِّينَ فِيَّ وَ المُتَجالِسينَ فِيَّ، وَ المُتَباذِلينَ فِيَّ، وَ المُتَزاوِرينَ فِيَّ.۷

يقول عزّ وعلا: وَجبتْ مَحبّتي لمن أَحَبَّ أخاه المؤمنَ لمحبّتي، و لمن جالَسَ أخاه المؤمنَ لرضائي، و لمن أعطى أخاه المؤمن لأجلي، و لمن زار أخاه المؤمن خالصةً

1.. كتاب الف باء في أنواع : الآداب و فنون المحاظرات ، ج ۲ ، ص ۱۸۶ ؛ الرسالة القشيرية ، ص ۳۳۵ . و روي عنالمعصومين عليهم‏السلام مع تفاوت يسير . راجع : عدّة الداعي ، ص ۲۳۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۷ ، ص ۱۵۲ ، ح ۸۹۷۸ .

2.. «ألف» : الّذي .

3.. «ألف» : ـ و .

4.. «ألف» : ـ فإنّما .

5.. «ألف» : أخافه .

6.. فصّلت ۴۱ : ۲۳ .

7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۲۲ ، ح ۱۴۴۹ و ۱۴۵۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۲۹ و ۲۳۹ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ،ص ۲۳۳ ؛ مسند أبي داود ، ص ۷۸ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۳۳۵ . إرشاد القلوب، ج ۱، ص ۱۹۹؛ مشكاة الأنوار ، ص ۳۶۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۲۱ ، ح ۶ فيه مع تفاوت عن إرشاد القلوب للديلمي .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
312

و قوله عزّ وعلا: أنا مع عبدي ـ أي بالنصرة۱ و الرحمة و المغفرة ـ كلّما ذكرني ۲.۳

و قال تعالى: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ»۴.

و يقول اللّه‏ عزّ و علا: فإن ذَكَرني في نَفْسِه ذَكَرتُه في نفسي، و إن ذكرني في ملإٍ ذكرتُه في ملإٍ خيرٍ منهم، و إن اقتَرب إلَيَّ شِبراً اقتَربتُ إليه ذِراعاً، و إن اقتَربَ إليّ ذِراعاً اقتَربت إليه باعاً۵، و مَن أتاني يَمشي أتيتُه هَروَلَةً.۶

و «الاقتراب۷» لا يُتصوَّر في حقّه عزّ وعلا، بل هو المنزلة۸ و الإجابة و الحُظوة. و معنى «الهَرولَة»: الإسراع في الإجابة.

و قوله عزّ و علا: «في نفسي» تقريب۹، و نفسه ذاته عزّ و علا.

و قال أبو سليمان الدارانيُّ۱۰: إنّ للجنّة قيعاناً۱۱، فإذا أَخَذَ الذاكرُ في الذِّكر أخَذَت

1.. «ألف» : بالشفقة .

2.. في بعض المصادر : «حين يذكرني» و في بعضها : «إذا ما يذكري» . و في بعضها : «إذا هو ذكرني» . و في بعضها : «ماذكرني» .

3.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۵۱ و ۵۴۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۸ ، ص ۲۰۸ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۲۴۶ ، ح ۳۷۹۲ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۳ ، ص ۹۷ ؛ المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۶ ، ص ۳۶۳ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۱ ، ص ۳۲۰ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۹۶ .

4.. البقرة ۲ : ۱۵۲ .

5.. الباع و البَوع و البُوع : مسافة ما بين الكفَّين إذا بَسَطتَهما . و في الحديث : إذا تقرَّب العبدُ منِّي بَوعا أتيته هرولةً ؛ البَوع و الباع سواء ، و هو قدر مدّ اليدين و ما بينهما من البدن ، و هو هاهنا مثل لقرب ألطاف اللّه‏ من العبد إذا تقرَّب إليه بالإخلاص و الطاعة . و باعَ يَبوع بَوعا : بَسَطَ باعَه . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۱ بوع .

6.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۸۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۸ ، ص ۱۷۱ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۶۲ و ۶۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ،ص ۱۲۵۶ ، ح ۳۸۲۲ مع تفاوت يسير .

7.. «ألف» : الإقراب .

8.. «ألف» : المبرة .

9.. «ألف» : تقربت .

10.. «ألف» : الداري .

11.. القاع : أرض واسعة سهلة مطمئنّة ، قد انفرجت عنها الجبال و الآكام . يقال : هذه قاع ، و ثلاث أقوُع ، و أقواع كثيرة . و يُجمَع : القيعة و القيعان . انظر : تهذيب اللغة ، ج ۳ ، ص ۲۳ ؛ لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۳۰۴ قوع .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10808
صفحه از 465
پرینت  ارسال به