مَن ابنُ آدم و ما عملُه حتّى يَظنَّ أنّه عَمِلَ شيئاً؟! حاشا الأنبياء و الأئمّة و الأولياء ؛ فإنّ أفعالهم مصونة من شوب الكدر، و مع ذلك فإنّهم لا يعتدّون بها و لا يظنّونها أعمالاً ؛ فيقول صلىاللهعليهوآله: لو لم يُذنِب ابن آدم لأُعْجِبَ بنفسه، و من حيث لم يذنب وقع فيما هو شرّ من ذنب و هو العُجب.
و من كلام إبليس: ابنُ آدمَ۱ إذا ظَنَّ أنّه تَخَلَّصَ منّي و احترز كلّ الاحتراز وقع في حبالتي. قيل: و كيف ذلك؟ قال: إنّه إذا فعل ذلك وقع في العُجب، و يكفيني منه ذلك.۲
و إنّما كَرّر لفظَ العُجب لعِظَم موقعه من الذنب و سخط اللّه تعالى.
و روي أنّ بعض المَخانيث قال: و لا تنظر إلى من قال، و انظر إلى ما قال. قال: لَأن ألقى اللّهَ تعالى عاجزاً مسكيناً مستحياً بائساً أحبُّ إليّ مِن۳ أن ألقاه مُدِلاًّ بأنّي عبدتُه و أطعته۴.۵
و فائدة الحديث: إعلام أنّه إن لم يذنب ابن آدم اُعْجِب بنفسه، فوقع في عين ما فرّ منه.
و راوي الحديث: أنس بن مالك.