31
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

رداءته، و دينار مفتون، و يعبَّر /۴۰۶/ عن البلاء بالفتنة.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ إعطاء هذا المال فتنة و بلاء مِن حيثُ إنّ الّذي يعطي ماله يَفتقر و يُضطرّ و يَقع في بلاء و محنة، و ربّما لا يصبر على الفقر فيَتضاعَف كدُّه و يَتزايد جهده، و إمساكه أيضا محنة و عذاب ؛ و ذلك لأنّه يَحتاج أن يُخرِج منه حقوقَ اللّه‏ تعالى، فربّما يَتقاعد عن أدائها فيَستوجب العِقابَ فضلاً على اللائمة، و تَلزَمُه حقوقُ الإخوان، فيقصِّر فيها فيقع في الأفواه، فهو بَينَ خصلتين ما فيهما حظٌّ لمجتاز۱: العقابُ من اللّه‏ تعالى، و العتابُ من الخلق ؛ و خير الأحوال أن يَرجع الإنسانُ إلى كفافٍ يَحفظ عليه ماءَ وجهه فلا يَحتاج إلى السؤال، و يتفرّغ معه إلى عبادة اللّه‏ ذي الجلال، و لذلك قيل: خير الاُمور أوساطها.۲

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الفقر مَذلّة و محنة، و الغنى مَشغلة و فتنة.

و راوي الحديث: مُطرِّف بن عبد اللّه‏، عن صحابيٍّ.

۶۴۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ عَذابَ هَذِهِ الاُمَّةِ جُعِلَ في دُنياها.۳

هذا إشارة إلى أنّ۴ ما يُدفَع العبدُ إليه مِن همّ أو غمّ أو مَرَض أو مصيبةٍ مِن مصائبِ الدنيا فيَصبر عليه يصير۵ كفّارةً لذنوبه و تمحيصا لسيّئاته كما قال عليه‏السلام: حُمّى لَيلَةٍ۶ كفّارةُ سَنَةٍ.

1.. «ب» : ما فيها حطٌّ لمختار .
و الاجتياز : السلوك ، و المُجتاز : مُنجاب الطريق و مُجيزه ، و المجتاز أيضا : الَّذي يحبّ النَّجاءَ . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۲۷ جوز .

2.. قد روي في بعض المصادر عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال : «خير الاُمور أوسطها» . راجع : تفسير الرازي مفاتيح الغيب ، ج ۴ ،ص ۱۰۸ ؛ المحصول للرازي ، ج ۴ ، ص ۶۹ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۲ ، ص ۱۵۴ ؛ و ج ۶ ، ص ۲۷۶ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۹۶ ، ح ۱۹۹ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ، ح ۱۰۰۰ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۹ ؛ و ج ۴ ، ص ۲۵۴ ؛ العلل لابن حنبل ، ج ۳ ،ص ۴۴۰ ، ح ۵۸۷۲ ؛ إمتاع الأسماع للمقريزي ، ج ۱۲ ، ص ۳۲۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۵۱ ، ح ۵۴۱۰ .

4.. في «ب» : ـ أنّ .

5.. في «ألف» : فيصير .

6.. في «ألف» : يوم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
30

فقد عَرفتَ أنّ جريان الشيطان من ابن آدمَ معناه الملازمةُ لا المداخلة حقيقةً.

و في كلام بعضهم: احترسْ مِن الشيطان ؛ فإنّه عدوٌّ مبين يراك و لا تراه، و يَكيدك و أنت لا تعلم، و هو قديم و أنت حديث، و أنت سليم الصدر و هو خبيث، فاستعن باللّه‏ عليه.۱

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الشيطان يلازمك و يراصدك من حيث لا تعلم، فعليك بالاحتراز منه و التوقّي من مكره و كيده و وسوسته.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۶۴۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ أَشكَرَ النَّاسِ للّه‏ِِ أَشكَرُهُم لِلنَّاسِ.۲

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أشكَرُ الناس للناس أشكرهم للّه‏ ؛ و ذلك لأنّه إذا شَكَرَ النزْرَ التافِهَ الّذي يَزلُّ عن يد عبد، كان أشكرَ للّه‏ تعالى على النعم الجسيمة و المنن العظيمة، و قد مضى بأشرَحَ مِن ذلك عند قوله عليه‏السلام: لا يشكر اللّه‏َ مَن لا يَشكر الناس.۳

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الشاكر للناس أشكرُ الناس للّه‏ تعالى.

و راوي الحديث: الأشعث بن قيس.

۶۴۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ إِعطاءَ هَذَا المالِ فِتنَةٌ، وَ إِمساكَهُ فِتنَةٌ.۴

«الفتنة»: الامتحان و الاختبار، يقال: «فَتنتُ الذهَبَ» إذا أدخلتَه النارَ لتَعرِف جَودَتَه من

1.. اُنظر : كتاب الصدوق أو الطريق السالمة ، ص ۱۸ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱۳ ، ح ۹۹۶ ـ ۹۹۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۱۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۶ ، ص ۱۸۲ ؛المعجم الكبير ، ج ۱ ، ص ۱۷۱ ، ح ۴۲۵ ؛ ضعفاء العقيلي ، ج ۳ ، ص ۱۱۱ ، ح ۱۰۸۳ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۳۱۱ ؛ و ج ۵ ، ص ۳۳۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۶۳ ، ح ۱۰۷۳ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۵ ، ح ۸۲۹ و ۸۳۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۹۵ و ۳۰۳ و ۳۸۸ و ۴۶۱ ؛ و ج ۳ ، ص ۷۴ ؛ وج ۵ ، ص ۲۱۱ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۲۹ ، ح ۴۸۱۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۶ ، ص ۱۸۲ . كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۴، ص ۳۸۰، ح ۵۸۱۵ ؛ الأمالي للطوسي، ص ۳۸۳، ح ۸۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۳۱۳ ، ح۲۱۶۳۷.

4.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱۴ ، ح ۹۹۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۵۸ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۳ ، ص ۸۷ و ۹۶ ؛ الآحاد والمثاني ،ج ۵ ، ص ۳۴۴ ، ح ۲۹۱۰ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10650
صفحه از 465
پرینت  ارسال به