۸۷۰.قوله صلىاللهعليهوآله: لَو لَم تُذنِبُوا لَجاءَ اللّهُ ـ عَزَّ و جَلَّ ـ بِقَومٍ يُذنِبُونَ، فَيَغفِرُ لَهُم فَيُدخِلُهُمُ الجَنَّةَ.۱
هذه غايةُ كَرَمِ اللّهِ ـ عزّ وجلّ۲ ـ يقول صلىاللهعليهوآله: لو كنتم ـ يا بني آدم ـ معصومين من الذنوب و الخطايا لا تُلِمّون۳ بشيء منها، لأتى اللّهُ تعالى /۵۱۱/ بقومٍ آخَرين يذنبون فيغفر لهم حتّى يبين۴ فضله و مغفرته و رحمته، فسبحان مَن هذا تحنُّنه و تعطّفه على عباده العاصين.
و اعلم أنّ مَن هلك۵ مَعَ سَعَةِ رَحْمَةِ اللّهِ تعالى شَقِيَ.
و روي عن الحسن البصري: ليس العَجَبُ مِمّن هَلَكَ كيفَ هَلَكَ ؟! إنّما العَجَبُ ممّن نَجا كيفَ نجا؟! فسَمِعَهُ سيّدُ العابِدِينَ عَليُّ بنُ الحُسَيْنِ عليهماالسلام /۴۲۲/فقال: ليسَ العَجَبُ ممّن نجا كيف نجا؟! إنّما العجب ممّن هلك كيف هلك مع كثرة الدلالات و وفور البيّنات۶؟!۷
و فائدة الحديث: إعلام أنّه ـ عزّ وجلّ ـ يَغفر الذنوب، و لو لم يُذنِب بنو آدم لخَلَق خَلقاً آخرين يذنبون فيَرحمهم ليَبين فضلُه.
و راوي الحديثِ: عَبْدُ اللّهِ بْنُ عُمَرَ.
۸۷۱.قوله صلىاللهعليهوآله: لَو لَم تُذنِبُوا لَخَشِيتُ عَلَيكُم ما هُوَ أَشَدُّ مِن ذَلكَ العُجبَ العُجبَ.۸
بَيَّنَ صلىاللهعليهوآله بذلك أنّ العُجب أشدُّ من الذنب، و هو الإعجاب بما يَعمله، و لَعَمري إنّه لَقبيح، و
1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۲۰ ، ح ۱۴۴۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۰۵ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۱۵ ؛ المصنّف لابنأبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۰۵ ، ح ۳ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۱ ، ص ۳۱۸ ، ح ۳۰۱ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۶ ، ص ۳۹۶ ، ح ۷۳۸۵ .
2.. «ب» : سبحانه و تعالى .
3.. الإلمام و اللَّمَم : مقاربة الذنْب ، و ألمَّ به : نَزَل ، و ألمَّ به : زاره غِبّا . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۵۰ لمم .
4.. «ألف» : «تبين» .
5.. «ب» : يهلك .
6.. في المصدرين : + مع سعة رحمة اللّه تعالى .
7.. الأمالي للسيّد المرتضى قدسسره ، ج ۱ ، ص ۱۱۳ ؛ إعلام الورى للطبرسي قدسسره ، ج ۱ ، ص ۴۸۹ مع تفاوت يسير .
8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۲۰ ، ح ۱۴۴۷ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۱۶۴ ، ح ۲۱۲۱ ؛ كتاب المجروحين ، ج ۱ ، ص ۳۴۰ ؛ميزان الاعتدال ، ج ۲ ، ص ۱۸۰ ، ح ۳۳۵۰ ؛ تاريخ الإسلام للذهبي ، ج ۱۱ ، ص ۱۴۰ . بحار الأنوار ، ج ۶۹ ، ص ۳۲۹ .