309
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

۸۷۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَو لَم تُذنِبُوا لَجاءَ اللّه‏ُ ـ عَزَّ و جَلَّ ـ بِقَومٍ يُذنِبُونَ، فَيَغفِرُ لَهُم فَيُدخِلُهُمُ الجَنَّةَ.۱

هذه غايةُ كَرَمِ اللّه‏ِ ـ عزّ وجلّ۲ ـ يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لو كنتم ـ يا بني آدم ـ معصومين من الذنوب و الخطايا لا تُلِمّون۳ بشيء منها، لأتى اللّه‏ُ تعالى /۵۱۱/ بقومٍ آخَرين يذنبون فيغفر لهم حتّى يبين۴ فضله و مغفرته و رحمته، فسبحان مَن هذا تحنُّنه و تعطّفه على عباده العاصين.

و اعلم أنّ مَن هلك۵ مَعَ سَعَةِ رَحْمَةِ اللّه‏ِ تعالى شَقِيَ.

و روي عن الحسن البصري: ليس العَجَبُ مِمّن هَلَكَ كيفَ هَلَكَ ؟! إنّما العَجَبُ ممّن نَجا كيفَ نجا؟! فسَمِعَهُ سيّدُ العابِدِينَ عَليُّ بنُ الحُسَيْنِ عليهماالسلام /۴۲۲/فقال: ليسَ العَجَبُ ممّن نجا كيف نجا؟! إنّما العجب ممّن هلك كيف هلك مع كثرة الدلالات و وفور البيّنات۶؟!۷

و فائدة الحديث: إعلام أنّه ـ عزّ وجلّ ـ يَغفر الذنوب، و لو لم يُذنِب بنو آدم لخَلَق خَلقاً آخرين يذنبون فيَرحمهم ليَبين فضلُه.

و راوي الحديثِ: عَبْدُ اللّه‏ِ بْنُ عُمَرَ.

۸۷۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَو لَم تُذنِبُوا لَخَشِيتُ عَلَيكُم ما هُوَ أَشَدُّ مِن ذَلكَ العُجبَ العُجبَ.۸

بَيَّنَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بذلك أنّ العُجب أشدُّ من الذنب، و هو الإعجاب بما يَعمله، و لَعَمري إنّه لَقبيح، و

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۲۰ ، ح ۱۴۴۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۰۵ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۱۵ ؛ المصنّف لابنأبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۰۵ ، ح ۳ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۱ ، ص ۳۱۸ ، ح ۳۰۱ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۶ ، ص ۳۹۶ ، ح ۷۳۸۵ .

2.. «ب» : سبحانه و تعالى .

3.. الإلمام و اللَّمَم : مقاربة الذنْب ، و ألمَّ به : نَزَل ، و ألمَّ به : زاره غِبّا . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۵۰ لمم .

4.. «ألف» : «تبين» .

5.. «ب» : يهلك .

6.. في المصدرين : + مع سعة رحمة اللّه‏ تعالى .

7.. الأمالي للسيّد المرتضى قدس‏سره ، ج ۱ ، ص ۱۱۳ ؛ إعلام الورى للطبرسي قدس‏سره ، ج ۱ ، ص ۴۸۹ مع تفاوت يسير .

8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۲۰ ، ح ۱۴۴۷ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۱۶۴ ، ح ۲۱۲۱ ؛ كتاب المجروحين ، ج ۱ ، ص ۳۴۰ ؛ميزان الاعتدال ، ج ۲ ، ص ۱۸۰ ، ح ۳۳۵۰ ؛ تاريخ الإسلام للذهبي ، ج ۱۱ ، ص ۱۴۰ . بحار الأنوار ، ج ۶۹ ، ص ۳۲۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
308

و فائدة الحديث: الحثّ على۱ القناعة و الرضا و التسليم، و النهي عن الحرص و طول الأمل.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۸۶۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَو أَنَّكُم تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللّه‏ِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُم كَما يَرزُقُ الطَّيرَ ؛ تَغدُوا خِماصاً، وَ تَرُوحُ بِطَاناً.۲

«خِماصاً»: جمع خَميص، و هو الضامر البطن مِن قلّة الطعام و من جهة۳ الخلقة. و «البِطان»: جمع بطين، و هو۴ الشبعان الّذي ملأ بطنه.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لو توكّلتم ـ يا بني آدم ـ على اللّه‏ تعالى كما ينبغي أن يُتوكّل عليه، و أسندتم ظهورَكم إليه، و اعتمدتم عليه، لرزقكم من غير تعب و نصب، كما يَرزق الطيرَ ما لها مِلكٌ و لا عَقار و لا ذهب و لا فضّة، يَأكلنَ مِن بَيدَر۵ الرحمن كما يَشَأن۶، لا خراج عليهنّ و لا تقسيط و لا توزيع ؛ و لكنّكم لِسوء ظنَّكم تُسيئون ظنونَكم، و لا تعتمدون على كرم ربّكم.

و فائدة الحديث: التحديث بقلّة توكّل بني آدم و حرصهم و سوء ظنّهم.

و راوي الحديث: عمر بن الخطّاب.

1.. «ألف» : ـ الحثّ على .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۱۹ ، ح ۱۴۴۴ و ۱۴۴۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۰ و ۵۲ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۹۴ ،ح ۴۱۶۴ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۴ ، ح ۲۴۴۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۱۸ . عوالي اللآلي ، ج ۴ ، ص ۵۷ ، ح ۲۰۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۸ ، ص ۱۵۱ ، ح ۵۱ و فيه عن جامع الأخبار .

3.. «ألف» : خفّة .

4.. «ألف» : + أنّ .

5.. البَيدَر : الموضع الّذي يداس فيه الطعام . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۰ بدر .

6.. «ألف» : «أي بستان» بدل «كما يشأن» .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10575
صفحه از 465
پرینت  ارسال به