مقبِّح عليه فعله و إن كان حسناً ؛ فلمّا كان في دار الدنيا /۴۲۱/الّتي هي ملك اللّه تعالى، و كان المؤذي من خلقه تعالى، جعله مقيِّضاً له. و «التقييض»: الإتاحة و التسبيب، فعليه بالصبر و المقاساة۱ ؛ فإنّ انتظار الفرج بالصبر عبادة.
و فائدة الحديث: إعلام أنّه لا بدّ للمؤمن في دار الدنيا من الأذى، و الأمر بالصبر.
و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليهالسلام.
۸۶۷.قوله صلىاللهعليهوآله: لَو كانَتِ الدُّنيا تَزِنُ عِندَ اللّهِ جَناحَ بَعُوضَةٍ ما سَقَى كافراً مِنها شَربَةَ ماءٍ.۲
«تَزِنُ» مِن وازنتُه فوَزَنتُه أَزِنُه أي غَلَبتُه بالوَزن.
و المعنى: لو كانت الدنيا مِن حيثُ القَدْر و القيمة في ملك اللّه تعالى تقع في مقابلة۳ جَناح بعوضة، لم يَسقِ الكافرَ منها شربةَ ماء ؛ لأنّه لا يستحقّ ؛ و لكنَّ الدنيا لا قَدْرَ لها عند اللّه تعالى، يَأكل منها البَرُّ و الفاجر، و هذا بالنظر إلى الدنيا مضافةً إلى مقدوره تعالى، و إلاّ فمِن حيث هي مزرعة الآخرة، و لا تُقتنى الآخرة إلاّ فيها، فقدرها عظيم، و بلاؤها جسيم، و لذلك مَنَّ اللّه تعالى بها على عباده، و هو غنيّ عنها و عن غيرها، لا حاجة له بتّةً، و إنّما خلقها لتدريج الخلق۴ بالطاعة و المعصية إلى الجنّة و النار.
و فائدة الحديث: تقليل قدر الدنيا مَقيسةً إلى مُلك اللّه تعالى و إلى نَعيم الجنّة، و فيه أنّ الكافر /۵۱۰/ لا قيمة له.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب.