307
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

۸۶۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَو أَنَّ لاِبنِ آدَمَ وادِيَينِ مِن ذَهَبٍ لاَبْتَغَى إِلَيهِما ثالِثاً، وَلا يَملأُ جَوفَ ابنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرابُ، وَ يَتُوبُ اللّه‏ُ عَلَى مَن تابَ.۱

يَصِفُ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ابنَ آدم و حرصَه و تَهالُكَه على الدنيا، فيقول: لو كان۲ للآدمي واديان من صنوف الأموال لَما رَضي بهما مالاً، و أراد أن يَستضيف إليهما وادياً آخر.

ثمّ قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «و لا يَملأ جوفَ ابنِ آدم إلاّ الترابُ» يعني تراب القبر.

و قد حَكى لي بعض الناس قال: رأيتَ تاجراً معه مال كثير في بعض الفلوات، فقُطع عليه الطريق، و ضُرب ضربةً على بطنه أَخرجتْ حِشوَته، قال۳: فجعل يحشوه بالتراب۴! قال: فقلت له: ماذا تصنع؟! قال: أملَؤه بالتراب حتّى يَشبع! قال: و كان له مال كثير، فأغاروا عليه و ذهبوا به، و مات حريبا۵ سليبا.

روى هذا الحديث على هذا الوجه أنَسُ بن مالك، و رواه أبو واقدٍ اللَّيثيُّ أنّ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال: قال اللّه‏ تعالى۶: إنّا أنزلنا المال لإقام۷ الصلاة و إيتاء الزكاة، و لو كان لابن آدمَ وادٍ لأحبّ أن يكون له واديان، و لو كان له واديان لأحبّ أن يكون له۸ ثالث، و لا يَملأ بطنَ ابن آدمَ إلاّ التراب، و يتوب اللّه‏ على من تاب.۹

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۱۷ و ۳۱۸ ، ح ۱۴۴۱ ـ ۱۴۴۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۲۲ و ۱۷۶ و ۳۴۱ ؛ سنن الدارمي ،ج ۲ ، ص ۳۱۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۷۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۹۹ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۳۶۸ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۳۲ ، ح ۱۵ .

2.. «ألف» : ـ لو كان .

3.«ألف» : ـ قال .

4.. «ب» : ترابا .

5.. «ألف» : حزينا .
و حريبة الرجُل : ماله الّذي يعيش به ، و الحريب الّذي سُلبت حريبته ؛ قاله الخليل . و قال ابن منظور : حريبة الرجل : مالهالَّذي سُلبه ، لا يسمّى بذلك إلاّ بعد ما يُسلبه . انظر : العين ، ج ۳ ، ص ۲۱۴ ؛ لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۰۲ حرب .

6.. في المصدر : عزّ وجلّ .

7.. «ألف» : «لإقامة» . و في المصدر : لإقام .

8.. في المصدر : إليهما .

9.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۱۸ ، ح ۱۴۴۲ . و راجع : مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۱۹ ؛ علل الدارقطني ، ج ۶ ، ص ۲۹۸ ، ح ۱۱۵۳ ؛ المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۳ ، ص ۵۲ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
306

مقبِّح عليه فعله و إن كان حسناً ؛ فلمّا كان في دار الدنيا /۴۲۱/الّتي هي ملك اللّه‏ تعالى، و كان المؤذي من خلقه تعالى، جعله مقيِّضاً له. و «التقييض»: الإتاحة و التسبيب، فعليه بالصبر و المقاساة۱ ؛ فإنّ انتظار الفرج بالصبر عبادة.

و فائدة الحديث: إعلام أنّه لا بدّ للمؤمن في دار الدنيا من الأذى، و الأمر بالصبر.

و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليه‏السلام.

۸۶۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَو كانَتِ الدُّنيا تَزِنُ عِندَ اللّه‏ِ جَناحَ بَعُوضَةٍ ما سَقَى كافراً مِنها شَربَةَ ماءٍ.۲

«تَزِنُ» مِن وازنتُه فوَزَنتُه أَزِنُه أي غَلَبتُه بالوَزن.

و المعنى: لو كانت الدنيا مِن حيثُ القَدْر و القيمة في ملك اللّه‏ تعالى تقع في مقابلة۳ جَناح بعوضة، لم يَسقِ الكافرَ منها شربةَ ماء ؛ لأنّه لا يستحقّ ؛ و لكنَّ الدنيا لا قَدْرَ لها عند اللّه‏ تعالى، يَأكل منها البَرُّ و الفاجر، و هذا بالنظر إلى الدنيا مضافةً إلى مقدوره تعالى، و إلاّ فمِن حيث هي مزرعة الآخرة، و لا تُقتنى الآخرة إلاّ فيها، فقدرها عظيم، و بلاؤها جسيم، و لذلك مَنَّ اللّه‏ تعالى بها على عباده، و هو غنيّ عنها و عن غيرها، لا حاجة له بتّةً، و إنّما خلقها لتدريج الخلق۴ بالطاعة و المعصية إلى الجنّة و النار.

و فائدة الحديث: تقليل قدر الدنيا مَقيسةً إلى مُلك اللّه‏ تعالى و إلى نَعيم الجنّة، و فيه أنّ الكافر /۵۱۰/ لا قيمة له.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر بن الخطّاب.

1.. المقاساة : مكابدة الأمر الشديد . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۸۱ قسو .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۱۶ و ۳۱۷ ، ح ۱۴۳۹ و ۱۴۴۰ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۷۷ ، ح ۴۱۱۰ ؛ سنن الترمذي ،ج ۳ ، ص ۳۸۳ ، ح ۲۴۲۲ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۸۸ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۲۸ ، ح ۲۳ . الكافي ، ج ۲ ، ص۲۴۶، ح۵و فيه عن الصادق عليه‏السلام؛كتاب من لا يحضره الفقيه، ج۴، ص۳۶۳؛ الأمالي للصدوق، ص ۳۰۵، ح۳۴۸.

3.. «ألف» : يقع في مقابله .

4.. «ب» : الحلق .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10767
صفحه از 465
پرینت  ارسال به