305
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

۸۶۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَو نَظَرتُم إِلَى الأَجَلِ وَ مَسيرِهِ لَأبغَضتُمُ الأَمَلَ وَ غُرورَهُ.۱

«الأجَل»: الوقت، و هو كناية عن الوقت الّذي يُقبَض فيه الإنسان ؛ ثمّ يسمّى الموتُ أجلاً لمكان أنّه في الأجل.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لو نَظَرتم إلى الموت و تَسارُعِه في التوجّه إليكم حاثّاً مبادراً لَسَلَوتم۲ عن الدنيا و ما فيها مِن الآمال و الأحوال، و لم تُغَرُّوا بالتسويف المهلك الّذي يُبطِّئ بالعبادة۳ من تسويل الشيطان.

و فائدة الحديث: النهي عن الاغترار بالدنيا و الاستناد إلى قاعدة تأميلها.

و راوي الحديث: خارجة بن زيد بن ثابت، و تمامه: و ما مِن أهلِ بَيتٍ إلاّ و مَلَكُ الموتِ يَتعاهدهم في كلّ يوم مَرَّةً، فمَن وجده۴ قد انقضى أجلُه قُبِض روحُه، فإذا بكى۵ أهلُه و جَزَعوا قال: لِمَ تَبكون و لِمَ تَجزَعون؟! فوَ اللّه‏ ما نقصتُ لكم عُمْراً، و لا حَبَستُ لكم رزقاً، و ما لي ذَنْبٌ، و لي إليكم عَودةٌ ثمّ عودة.

۸۶۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَو كانَ المُؤمِنُ في جُحْرِ فَأرَةٍ لَقَيَّضَ اللّه‏ُ لَهُ فِيهِ مَنْ يُؤذِيهِ.۶

هذا مَثَلٌ ؛ يعني صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ المؤمن في دار الدنيا لا يخلو من مُؤذٍ ؛ إمّا حاسدٍ، أو باغٍ، أو جارِ سَوءٍ، أو ظالم، أو غاصب، أو متطاول۷ عليه من غير موجب، أو كاذب يَكذِب عليه، أو

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۱۴ و ۳۱۵ ، ح ۱۴۳۵ و ۱۴۳۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۹۳ ؛ ح ۷۵۷۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ،ج ۴۷ ، ص ۷۲ . الدعوات للراوندي ، ص ۲۳۶ ، ح ۶۵۷ ؛ و عنه في بحار الأنوار ، ج ۷۹ ، ص ۱۷۲ ، ح ۶ .

2.. سَلا عنه و سَلِيَه : نَسِيَه . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۹۴ سلو .

3.. أي : يجعل العبادة بطيئا و مؤخَّرا . و بَطَّأَ عليه بالأمر و أبطَأَ به ، كلاهما : أخَّره . و بَطَّأَ فلانٌ بفلان : إذا ثَبَّطَه عن أمر عزم عليه . و ما أبطأ بك و بَطَّأ بك عنّا ، بمعنى . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۴ بطأ .

4.. «ألف» : وجد .

5.. «ألف» : بلى .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۱۵ و ۳۱۶ ، ح ۱۴۳۷ و ۱۴۳۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۱۵۶ ، ح ۷۸۱ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ،ص ۱۶۲ ، ح ۲۱۱۷ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۳ ، ص ۳۱۵ ، ح ۶۵۷۷ . بحار الأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۲۳۸ ، ح ۵۶ و فيه عن جامع الأخبار .

7.. «ب» : من يتناول .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
304

و قوله عليه‏السلام: «لضحكتم قليلاً» معناه: لم تضحكوا، و يجيء مثل هذا في كلامهم كثير، و يجوز أن يكون عليه‏السلام أراد به القليل من الضحك الّذي يكون عند العَجَب من الأمر، فنهاهم عنه ؛ «و لبكيتم كثيراً» من خشية اللّه‏ تعالى حتّى ينجيكم بفضله. و قد روي في غير هذه الرواية: و لَخَرَجتم إلى الصُّعُداتِ تَجأَرون ۱.۲ و الصُّعُدات: جمع صعيد، و هو الفلاة من الأرض. و تجأرون: تضجّون.

و فائدة الحديث: النهي عن الضحك الكثير خاصّةً، و الأمرُ بالبكاء مِن خشية اللّه‏، و قد تَقدَّم الكلام في البكاء.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۸۶۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَو تَعلَمُ البَهائِمُ مِنَ المَوتِ مَا يَعلَمُ ابنُ آدَمَ ما أَكَلْتُم سَمينا.۳

في الحديث استزادة مِن بني آدم، و إعلامُ أنّ البهائم لو كان لها عقل لكانت أضبَطَ منهم ؛ و ذلك لأنّها ليست بمكلَّفة عاقلة، و لو علمتْ بالموت لم تأكل و لم تشرب، و كانت تُهزَل، و ابن آدم يأكل و يشرب و يعلم أنّه غداً ميّت، و فيه تعيير۴ بالقصور عن البهائم في هذه الخَلّة خاصّةً، فعليك ـ أيّها الغافل ـ بالانتباه من سَنَةِ الغفلة ؛ فإنّ هذا الخطاب لك.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ البهائم الخُرس لو عَلِمَت الموتَ لَما سَمِنتْ بالرُّتوع /۵۰۹/ في المراتع، و لأمسكتْ عن الرعي.

و راوية الحديث: اُمّ صِبيةَ الجُهَنيّة.

1.. في كلّ المصادر : + «إلى اللّه‏» . و في بعضها : + «عزّ وجلّ» . و في بعضها : + «تعالى» .

2.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۸۳ ، ح ۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۳۸۱ ، ح ۲۴۱۴ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۵۱۰ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۲۰ و ۵۱۴ و ۵۷۹ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۷ ، ص ۵۲ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۱۴ ، ح ۱۴۳۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۳۰ ، ح ۷۴۳۳ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۱۵۴ ،ح ۲۰۹۷ ؛ سير أعلام النبلاء للذهبي ، ج ۷ ، ص ۲۵۷ ؛ تاريخ الإسلام للذهبي ، ج ۱ ، ص ۳۵۰ ؛ البداية و النهاية لابن كثير ، ص ۱۶۴ . كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۲ ، ص ۲۸۸ ، ح ۲۴۷۴ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۴۵۳ ، ح ۱۰۱۱ . بحار الأنوار ، ج ۶۱ ، ص ۴۶ ، ح ۲۰ عن الشهاب .

4.. «ألف» : «تعبير به» بدل «تعيير» .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10634
صفحه از 465
پرینت  ارسال به