۸۶۵.قوله صلىاللهعليهوآله: لَو نَظَرتُم إِلَى الأَجَلِ وَ مَسيرِهِ لَأبغَضتُمُ الأَمَلَ وَ غُرورَهُ.۱
«الأجَل»: الوقت، و هو كناية عن الوقت الّذي يُقبَض فيه الإنسان ؛ ثمّ يسمّى الموتُ أجلاً لمكان أنّه في الأجل.
فيقول صلىاللهعليهوآله: لو نَظَرتم إلى الموت و تَسارُعِه في التوجّه إليكم حاثّاً مبادراً لَسَلَوتم۲ عن الدنيا و ما فيها مِن الآمال و الأحوال، و لم تُغَرُّوا بالتسويف المهلك الّذي يُبطِّئ بالعبادة۳ من تسويل الشيطان.
و فائدة الحديث: النهي عن الاغترار بالدنيا و الاستناد إلى قاعدة تأميلها.
و راوي الحديث: خارجة بن زيد بن ثابت، و تمامه: و ما مِن أهلِ بَيتٍ إلاّ و مَلَكُ الموتِ يَتعاهدهم في كلّ يوم مَرَّةً، فمَن وجده۴ قد انقضى أجلُه قُبِض روحُه، فإذا بكى۵ أهلُه و جَزَعوا قال: لِمَ تَبكون و لِمَ تَجزَعون؟! فوَ اللّه ما نقصتُ لكم عُمْراً، و لا حَبَستُ لكم رزقاً، و ما لي ذَنْبٌ، و لي إليكم عَودةٌ ثمّ عودة.
۸۶۶.قوله صلىاللهعليهوآله: لَو كانَ المُؤمِنُ في جُحْرِ فَأرَةٍ لَقَيَّضَ اللّهُ لَهُ فِيهِ مَنْ يُؤذِيهِ.۶
هذا مَثَلٌ ؛ يعني صلىاللهعليهوآله أنّ المؤمن في دار الدنيا لا يخلو من مُؤذٍ ؛ إمّا حاسدٍ، أو باغٍ، أو جارِ سَوءٍ، أو ظالم، أو غاصب، أو متطاول۷ عليه من غير موجب، أو كاذب يَكذِب عليه، أو
1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۱۴ و ۳۱۵ ، ح ۱۴۳۵ و ۱۴۳۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۹۳ ؛ ح ۷۵۷۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ،ج ۴۷ ، ص ۷۲ . الدعوات للراوندي ، ص ۲۳۶ ، ح ۶۵۷ ؛ و عنه في بحار الأنوار ، ج ۷۹ ، ص ۱۷۲ ، ح ۶ .
2.. سَلا عنه و سَلِيَه : نَسِيَه . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۹۴ سلو .
3.. أي : يجعل العبادة بطيئا و مؤخَّرا . و بَطَّأَ عليه بالأمر و أبطَأَ به ، كلاهما : أخَّره . و بَطَّأَ فلانٌ بفلان : إذا ثَبَّطَه عن أمر عزم عليه . و ما أبطأ بك و بَطَّأ بك عنّا ، بمعنى . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۴ بطأ .
4.. «ألف» : وجد .
5.. «ألف» : بلى .
6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۱۵ و ۳۱۶ ، ح ۱۴۳۷ و ۱۴۳۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۱۵۶ ، ح ۷۸۱ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ،ص ۱۶۲ ، ح ۲۱۱۷ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۳ ، ص ۳۱۵ ، ح ۶۵۷۷ . بحار الأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۲۳۸ ، ح ۵۶ و فيه عن جامع الأخبار .
7.. «ب» : من يتناول .