297
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

خلاق، ألا و إنّ عمل الجنّة حَزنةٌ۱ برَبوَة۲، ألا و إنّ عملَ۳ النارِ سهلةٌ۴ بشهوة،۵ ألا يا۶ رُبَّ شهوةِ ساعةٍ أورثَتْ۷ حُزناً طويلاً.۸

و لو لم يكن في هذا الكتاب إلاّ هذه الموعظةُ لكانت كافيةً ناهيةً عن الدنيا و التلبّسِ بما۹ فيها، و داعيةً إلى اُمور الآخرة و التمسّك بها.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: رُبَّ طاعمٍ ناعمٍ في الدنيا تَؤول عاقبته إلى فقر يوم القيامة، و بالعكس. ثمّ قال: ألا رُبّ مُهين لنفْسه و هو في تلك الإهانة لها مُكرِم أي يَبتذلها في الطاعة و العمل الصالح، و بالعكس ؛ و رُبّ متبجِّح۱۰ في مال الفَيء الّذي هو للنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يَأكل و يَشرب و يُنفِق كما يشاء، و لا نَصيبَ له يوم القيامة. و الخَلاق: النصيب الوافر من الخير، و قد تقدّم الكلام۱۱ في الحَزنة /۵۰۷/ و الربوة و السهوة.

ثمّ قال عليه‏السلام: «ألا يا رُبّ شهوةِ ساعةٍ أَورَثَتْ حزناً طويلاً»، و صَدَقَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ فقد يَرتكب الإنسان الشيءَ العظيم لشهوة۱۲ ساعة زمانيّة، فتورِثه الحزنَ الدائم، و تُعقِبه الهمَّ اللازم۱۳

1.. في الجامع الصغير و كنز العمّال : «حزن» .
و الحَزْن : الغليظ من الأرض . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۱۳ حزن .

2.. الرَّبوة هنا : الأرض المرتفع . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۰۶ ربو .

3.. في كنز العمّال : ـ عمل .

4.. في الجامع الصغير و كنز العمّال : سهل .

5.في الجامع الصغير : بسهوة .

6.. «ألف» : ـ يا .

7.. في الآحاد و المثاني : + صاحبها .

8.. الآحاد و المثاني ، ج ۵ ، ص ۱۴۵ ، ح ۲۷۰۳ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۰۸ ، ح ۱۴۲۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۴۵ ،ح ۲۸۸۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۸۸۳ ، ح ۴۳۵۰۲ .

9.. «ألف» : بها .

10.. «ألف» و «ب» : «متبحّج» ، و لم نجد له معنى محصّل ، و تَبَجَّح : افتخر و باهى بشيء ما . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۰۶ بجح .

11.. «ألف» : القول .

12.. «ألف» : بشهوة .

13.. «ألف» : الملازم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
296

الأمر، و الاعتصامُ بجماعة المسلمين ؛ فإنّ دَعوتَهم تُحيط مِن ورائِهم.۱

لا يَغِلّ ـ بفتح الياء ـ من الغِلّ وهو الضغن والحقد، يقول: لا يَدخل قلبَه حقدٌ يزيله من الحقّ ويُزِلُّه عن الصواب، و لا يُغِلُّ من الإغلال الّذي هو الخيانة، و المعنى أنّ هذه الخلال الثلاث ممّا لا يُخالِج فيها القلبُ رَيبٌ، و كان أبو اُسامةَ جُنادةُ بن محمّد الأزدي اللغوي۲ يرويه لا يَغُلُّ مِن الوُغول و هو الدخول في الشرّ، قال: و قَلَّما يقال: وَغَلَ في الخير.۳

و فائدة الحديث: أنّه قد يَحمِل۴ الحكمةَ غيرُ الحكيم، فيَحكم بها مَن يَسمع.

و راوي الحديث: مُعاذ بن جَبَل.

۸۵۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَلا رُبَّ نَفْسٍ طاعِمَةٍ نَاعِمَةٍ في الدُّنيا جَائِعَةٍ عاريَةٍ يَومَ القيامَةِ، أَلاَ رُبَّ نَفسٍ جَائعَةٍ عَاريَةٍ في الدُّنيا طاعمَةٍ ناعمَةٍ يَومَ القيامَة، ألا رُبَّ مُكرِمٍ لِنَفْسِه وَ هُوَ لَها مُهينٍ، ألا رُبَّ مُهينٌ لِنفسِه وَ هُوَ لَها مُكرِمٌ.۵

و تمام الحديث: ألا يا رُبَّ متخوِّض و متنعِّم۶ فيما۷ أفاءَ اللّه‏ُ۸ على رسولِه ما له عند اللّه‏۹ من

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۰۸ ، ح ۱۴۲۲ .

2.. كان مُكثِرا مِن حفظ اللغة ، أخَذَ عن الأزهريِّ و غيره ، و قَتَلَه الحاكم بأمر اللّه‏ في ۳۹۹ هـ . راجع : معجم الاُدباء ، ج ۷ ، ص ۲۰۹ .

3.. لم نعثر عليه .

4.. «ألف» : يحتمل .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۰۸ ، ح ۱۴۲۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۴۵ ، ح ۲۸۸۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۸۸۳ ،ح ۴۳۵۰۲ ؛ الطبقات الكبرى ، ج ۷ ، ص ۴۲۳ ، تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴ ، ص ۱۲۳ . عدّة الداعي ، ص ۱۰۹ و فيه من قوله «ألا ربّ مكرم» إلى «مكرم» ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۷ ، ص ۳۲۱ (و فيه مثل عدّة الداعي) .

6.. في الآحاد و المثاني : منفق .

7.. «ألف» : ممّا .

8.. في الآحاد و المثاني : + عزّ وجلّ .

9.. في الآحاد و المثاني : + «عزّ وجلّ» و في مسند الشهاب : + «تعالى» .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10830
صفحه از 465
پرینت  ارسال به