قَلَّتْ و أدبرتْ، و كلّ شيء إذا ولّى و أدبر يقال له: تقارَبَ، و يقال للقصير: متقارِب.
قال:
أظُنُّ صديقي۱ مَن تَقارَبَ شخصُه۲
يَعَضُّ القُرادُ بِاسْتِه و هو قائمُ۳
البيت۴، و المعنى: إذا كان آخر الزمان أعدى۵ الموتُ بخيار الاُمّة، فليَلتقطُهم كالتقاط الرُّطَب إذا اختاره الآكِلُ، و هذا مِن فعل اللّه تعالى ؛ و ذلك لأنّ الموت اختلفوا فيه۶ في كونه عَرَضاً أم عبارةً عن فقدان الحياة؟ و ما يُشكّ في كونه ذاتاً فضلاً عن شيء آخر، كيف يُنسَب الفعلُ إليه؟ بل هو مَجاز، و الفاعل لذلك اللّهُ ربُّ العالمين، و المعنى كثرة الشِّرار و قلّة الخيار حتّى لا يَبقى فيهم خيرٌ، فتقوم الساعةُ على شرار الناس، و ذُكر أنّ خيار الاُمّة هم العلماء يموتون، و يَبقى الجُهّال، فيُفتون بالجهل فيَضِلّون و يُضِلّون.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ في آخر الزمان يَقلُّ /۵۰۲/ الخيار، و تكثر الشِّرار.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۸۴۹.قوله صلىاللهعليهوآله: إِذَا اشتَكَى المُؤمِنُ أَخلَصَهُ ذلكَ مِنَ الذُّنوبِ كَما يُخلِصُ الكِيرُ الخَبَثَ مِنَ الحَديدِ.۷
«الخَبَث»: ما تَنفيه النارُ من الحديد، و هو الحَجَر الّذي بقي۸ فيه.
1.. في الحيوان و العيون و العقد الفريد : «يكاد خليلي» . و في المحاضرات «رأيت» بدل «يكاد» .
2.. «ألف» : «يقارب خطوَه» . «ب» : + «البيتَ» .
3.. الحيوان ، ج ۵ ، ص ۲۳۴ ؛ عيون الأخبار ، ج ۴ ، ص ۵۴ ؛ العقد الفريد ، ج ۴ ، ص ۴۴ ؛ محاضرات الاُدباء ، ج ۲ ، ص ۳۱۰ ؛التذكرة الحمدونية ، ج ۵ ، ص ۱۶۵ .
4.«ب» : ـ البيت .
5.. «ب» : «اُخرى» . و يقرأ أيضا في «ألف» : «أعوى» أو «أعرى» .
و أعداني شرّا : أصابني بشرّه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۴۲ عدو .
6.. «ب» : ـ فيه .
7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۰۰ ، ح ۱۴۰۶ و ۱۴۰۷ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۷ ، ص ۱۹۸ ؛ الأدب المفرد ، ص ۱۱۰ ، ح ۵۰۵ ؛أمثال الحديث للرامهرمزي ، ص ۱۲۷ ، ح ۹۵ ؛ الاستذكار ، ج ۸ ، ص ۴۰۹ ، ح ۱۷۵۲ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۲۴ ، ص ۵۸ . الدعوات للراوندي ، ص ۱۷۲ ، ح ۴۸۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۱۸۹ .
8.. «ألف» : يبقى .