281
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا اشتكى المؤمنُ ـ أي التاثَ۱ جسمُه مِن مرض ـ جعله اللّه‏ تعالى كفّارةً لذنوبه، فأخلصتْه تلك الشكوى و الالتياث من الذنوب، كما يخلِّص الكيرُ۲ الّذي يُمِدُّ النارَ بالريح و يُلهيها حتّى ينقِّي۳ الحديدَ مِن الغِشّ الّذي يكون فيه رحمةً من اللّه‏ تعالى و رأفةً بعباده حتّى يَبرؤوا طاهرين.

و هذا الحديث الآخر عن اللّه‏ تعالى: أيّما عبد أمرضتُه۴ في الدنيا، أبدلتُه لحماً خيراً من لحمه، و دماً خيراً من دمه. قيل: و ما ذاك اللحم و الدم؟ قال: لحمٌ لم يُذنِب و دَمٌ لم يذنب. أو كما قال عليه‏السلام.۵

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الشكوى الَّتي تنزل بالعبد تمحيصٌ للذنوب و تكفير للسيّئات.

و راوية الحديث: عائشة.

۸۵۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِذَا أَرادَ اللّه‏ُ تَعالَى إِنفاذَ۶ قَضائِهِ وَ قَدَرِهِ، سَلَبَ ذَوِي العُقولِ عُقولَهُم حَتَّى يُنفِّذَ۷ فِيهِم قَضاءَهُ وَ قَدَرَهُ.۸

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا أراد اللّه‏ أن يُمضي على عبده قضاءَه و حُكمه و قَدَرَه الّذي قدّره۹ عليه،

1.. التاثَ : من اللُّوثة أي الاسترخاء و البط‏ء و الضعف و التمكُّث . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۸۵ لوث .

2.. الكِير : كير الحدّاد ، و هو زِقٌّ أو جلد غليظ ذو حافات . قال ابن سيّده : الكير : الزِّقّ الّذي يَنفخ فيه الحدّاد . و الكير بالفارسية : دم آهنگري . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۵۷ كير ؛ فرهنگ أبجدي ، ص ۷۴۱ (الكير) .

3.. «ألف» : يتقى .

4.. «ألف» : أبليته .

5.. راجع : مسند الرضا عليه‏السلام ، ص ۶۵ ، ح ۳۰ ؛ الدعوات للراوندي ، ص ۱۶۸ ، ح ۴۶۶ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۲ ، ص ۲۴۳ .

6.. «ألف» : إنفاد .

7.. «ألف» : «ينفد» ، و هكذا المورد الآتي .

8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۰۱ ، ح ۱۴۰۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۵ ، ح ۴۰۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۱۰۹ ، ح ۵۰۹ ؛كشف الخفاء ، ص ۷۹ ، ح ۱۹۵ ؛ ميزان الاعتدال للذهبي ، ج ۴ ، ص ۳۰ ، ح ۸۱۴۱ ؛ لسان الميزان ، ج ۵ ، ص ۳۶۶ ، ح ۱۱۹۳ .

9.. «ألف» : قدّر .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
280

قَلَّتْ و أدبرتْ، و كلّ شيء إذا ولّى و أدبر يقال له: تقارَبَ، و يقال للقصير: متقارِب.

قال:

أظُنُّ صديقي۱ مَن تَقارَبَ شخصُه۲

يَعَضُّ القُرادُ بِاسْتِه و هو قائمُ۳

البيت۴، و المعنى: إذا كان آخر الزمان أعدى۵ الموتُ بخيار الاُمّة، فليَلتقطُهم كالتقاط الرُّطَب إذا اختاره الآكِلُ، و هذا مِن فعل اللّه‏ تعالى ؛ و ذلك لأنّ الموت اختلفوا فيه۶ في كونه عَرَضاً أم عبارةً عن فقدان الحياة؟ و ما يُشكّ في كونه ذاتاً فضلاً عن شيء آخر، كيف يُنسَب الفعلُ إليه؟ بل هو مَجاز، و الفاعل لذلك اللّه‏ُ ربُّ العالمين، و المعنى كثرة الشِّرار و قلّة الخيار حتّى لا يَبقى فيهم خيرٌ، فتقوم الساعةُ على شرار الناس، و ذُكر أنّ خيار الاُمّة هم العلماء يموتون، و يَبقى الجُهّال، فيُفتون بالجهل فيَضِلّون و يُضِلّون.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ في آخر الزمان يَقلُّ /۵۰۲/ الخيار، و تكثر الشِّرار.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۸۴۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِذَا اشتَكَى المُؤمِنُ أَخلَصَهُ ذلكَ مِنَ الذُّنوبِ كَما يُخلِصُ الكِيرُ الخَبَثَ مِنَ الحَديدِ.۷

«الخَبَث»: ما تَنفيه النارُ من الحديد، و هو الحَجَر الّذي بقي۸ فيه.

1.. في الحيوان و العيون و العقد الفريد : «يكاد خليلي» . و في المحاضرات «رأيت» بدل «يكاد» .

2.. «ألف» : «يقارب خطوَه» . «ب» : + «البيتَ» .

3.. الحيوان ، ج ۵ ، ص ۲۳۴ ؛ عيون الأخبار ، ج ۴ ، ص ۵۴ ؛ العقد الفريد ، ج ۴ ، ص ۴۴ ؛ محاضرات الاُدباء ، ج ۲ ، ص ۳۱۰ ؛التذكرة الحمدونية ، ج ۵ ، ص ۱۶۵ .

4.«ب» : ـ البيت .

5.. «ب» : «اُخرى» . و يقرأ أيضا في «ألف» : «أعوى» أو «أعرى» .
و أعداني شرّا : أصابني بشرّه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۴۲ عدو .

6.. «ب» : ـ فيه .

7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۰۰ ، ح ۱۴۰۶ و ۱۴۰۷ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۷ ، ص ۱۹۸ ؛ الأدب المفرد ، ص ۱۱۰ ، ح ۵۰۵ ؛أمثال الحديث للرامهرمزي ، ص ۱۲۷ ، ح ۹۵ ؛ الاستذكار ، ج ۸ ، ص ۴۰۹ ، ح ۱۷۵۲ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۲۴ ، ص ۵۸ . الدعوات للراوندي ، ص ۱۷۲ ، ح ۴۸۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۱۸۹ .

8.. «ألف» : يبقى .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10762
صفحه از 465
پرینت  ارسال به