277
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

البعيرُ۱: سَمِنَ.۲

و قال غيره: معناه: تَحَرَّقَ مِن شدّة الغضب، يقال: شاطَ۳ السَّمْنُ۴ إذا نَضِجَ۵ حتّى كاد يَحترق،۶ و شَيّطتُ الأكارعَ۷ و الرؤوسَ إذا أشعلت فيها حتّى يتشيَّط ما عليها من الشَّعر و الصوف. و «السلطان»: الحاكم القاهر و الوالي، و السَّلاطة: القهر، و قد سلّطه اللّه‏ فتسلّط عليهم، و الاسم السُّلْطة، و السلطان أيضاً: الحجّة لقهرها القلبَ، و قد تقدّم القول في الشيطان.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا غَضِبَ الوالي القاهر، و الْتَهَبَ غضباً، غلب هواه رأيَه، فلم يَلُحْ له وجهُ الصواب، فتسلَّط۸ عليه الشيطانُ، و يأمره بكلّ قبيح، و يسوِّل له كلّ فاسد، فالأولى بالوالي و بكلّ إنسان أن يقرِّر مع نفسه حالةَ الرضا أن لا يتجاوز إذا غضب، و لا يقول ؛ بل۹ لا يتكلّم إلاّ بذكر اللّه‏ تعالى و الاستعاذة به ؛ لأنّه إذا غضب ظنّ الخطأ صواباً ؛ و ذلك لتغيّر رأيه الّذي هو مستشاره، فالأولى أن يَصمُت حتّى يَسكن، و لذلك قيل: إذا غضبت فاسكت. هذا في كلّ أحد فضلاً عن الوالي الّذي له الحكم و القهر ؛ فإنّه إذا ارتسم ما تأمره به دواعي الغضب لم يُبقِ و لم يَذَر.

1.. في المصدر : + أي .

2.. نقل عنه الجوهري في الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۳۹ شيط .

3.. الشَّوط : الجَري مَرَّةً إلى غاية ، كالمرّة الواحدة من الطواف حول بيت اللّه‏ ، و هو في الأصل مسافة من الأرض يَعدوها الفرس كالميدان و نحوه . و شاطَ يشوط شَوطا : إذا عدا شوطا إلى غاية . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۳۷ شوط .

4.. السَّمن : سِلاء اللبن . و السَّمن : سلاء الزبد . و بالفارسية : چربي كه از زدن شير گرفته شود ، كره . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۲۱۸ سمن ؛ فرهنگ أبجدي ، ص ۴۹۹ (السمن) .

5.. نَضِجَ اللحمُ قديدا و شِواءً ، و العنبُ و التمر و الثمر يَنضَج نُضجا و نَضجا : أدرَكَ . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۷۸ نضج .

6.. راجع : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۳۹ شيط .

7.. الكُراع من البقر و الغنم : بمنزلة الوظيف من الخيل و الإبل و الحُمُر و هو مُستدقّ الساق العاري من اللحم ، يذكّر و يؤنّث ، و الجمع أكرُع ثمّ أكارع . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۳۰۷ كرع .

8.. يُقرأ في «ألف» : يسلّط .

9.. «ألف» : و .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
276

لشهواته و تهويناً لحسابه و تخفيفاً عنه، كما أنّ من به الاستسقاء مثلاً يَحميه أهلُه الماء الّذي لا قدر له محافظةً عليه و تخفيفا عنه۱، لا ضَنّا۲ بالماء۳ عليه۴، و إنّما يفعل اللّه‏ تعالى ذلك۵ بمن أكرمه من خلقه.

و روي عن الصادق عليه‏السلام: إنّ الفقر خزانة /۵۰۰/ لا يملِّكها اللّه‏ تعالى إلاّ الخلّصَ من عباده. أو كما قال عليه‏السلام.۶

و هذا كلّه تسليةً للفقراء و المساكين عن الدنيا حتّى لا تَضيقَ صدورُهم إذا نظروا إلى تنعُّم الظلمة.

و فائدة الحديث: تطييب قلوب الفقراء، و ترغيبهم عن الدنيا.

و راوي الحديث: رافع بن خديج.

۸۴۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِذَا استشَاطَ السُّلطَانُ تَسَلَّطَ الشَّيطانُ.۷

«استشاط» أي احتَدَم۸ من الغضب و التهب.

قال الأصمعي: هو من قولهم: ناقةٌ مِشياط إذا أسرع۹ فيها السِّمَن،۱۰ و استشاط

1.. «ألف» : ـ و تخفيفا عنه .

2.. الضنّ : البخل . و ضَنَنتُ أضِنُّ و ضِنّا و ضِنَّةً و مَضَنَّةً و مَضِنَّةً و ضَنانةً : بَخِلت به ، و هو ضنين به .

3.. «ألف» : ـ بالماء .

4.. «ب» : ـ عليه .

5.«ألف» : ـ ذلك .

6.. لم نعثر عليه ، نعم روي عنه عليه‏السلام قال : أربعة لم يفل منها الأنبياء و لا الأوصياء و لا أتباعهم : الفقر في المال ، و المرض فيالجسم ، و كافر يطلب قتلهم ، و منافق يقفو أثرهم . أعلام الدين للديلمي ، ص ۲۷۸ .

7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۹۷ ، ح ۱۳۹۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۲۶ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۴ ، ص ۱۹۴ ؛ و ج ۵ ،ص ۲۳۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۷ ، ص ۱۶۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۸ ، ح ۴۲۶ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۸۱ ، ح ۱۹۹ .

8.. «ألف» : احتذم .
و احتَدَمَ صدرُ فلان غيظا و احتَدم علَيَّ غيظا و تَحَدَّم : تَحَرَّقَ ، و كلّ شيء التهب فقد احتدم . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۱۷حدم .

9.. في المصدر : «و هي التي يسرع» بدل «إذا أسرع» .

10.. في المصدر : + و إبل مشاييط .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10891
صفحه از 465
پرینت  ارسال به