275
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

الّتي خلق منها.۱

و عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ قال: مَرَّ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بجنازة وُضعتْ، فقال: مَن هذا؟ قالوا: فلان الحبشي. فقال: لا إلهَ إلاّ اللّه‏ ؛ سِيقَ مِن أرضِه و سَمائِه إلى تربته الّتي خُلِقَ منها!۲

و قال الشاعر:

إذا ما حِمام المرء كان۳ ببلدةٍ

دَعَتهُ إليها حاجةٌ أو تَطَرُّبُ۴ و۵

و فائدة الحديث: أنّ اللّه‏ تعالى يقدِّر ما يشاء كما يشاء ؛ «لاَ يُسْٔلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ»۶، «وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ»۷.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۸۴۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِذَا أَحَبَّ اللّه‏ُ عَبداً حَماهُ الدُّنيا كَما يَظَلُّ أَحَدُكُم يَحمِي سَقيمَهُ الماءَ.۸

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا أحبّ اللّه‏ تعالى عبداً ضيّق عليه المعاش في الدنيا حتّى ينبسط۹ فيها قمعاً

1.. لم نعثر عليه ، نعم روي عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال : لمّا خلقّ اللّه‏ آدم اشتكت الأرض إلى ربّها لما اُخذ منها ، فوعد أنّ يردّ فيها ما اُخذمنها ، فما من أحد إلاّ يدفن في التربة التي خلق منها . راجع : تفسير الثعالبي ، ج ۳ ، ص ۲۳۴ ؛ روضة الواعظين ، ص ۴۹۰ ؛تفسير البغوي ، ج ۱ ، ص ۳۸۰ .

2.. المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۳۶۷ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۰ ، ص ۲۱۴ ؛ تعزية المسلم عن أخيه ، ص ۶۷ ؛ إمتاعالأسماع ، ج ۱۰ ، ص ۳۴۲ ؛ عمدة القاري ، ج ۸ ، ص ۲۲۲ ، سبل الهدى و الرشاد ، ج ۳ ، ص ۳۱۶ .

3.. في المحاظرات و المحاورات للسيوطي ، ص ۶۴۶ : حمّ .

4.. في ربيع الأبرار و روض الأخيار و المستطرف : «فيطير» بدل «أو تطرّب» . و في المحاضرات : «و تطرّب» .

5.. محاضرات الاُدباء ، ج ۲ ، ص ۵۱۰ و ۶۴۶ ؛ ربيع الأبرار ، ج ۵ ، ص ۱۴۰ ؛ المستطرف ، ص ۵۰۱ ؛ روض الأخيار ،ص ۴۴۰ .

6.. الأنبياء ۲۱ : ۲۳ .

7.. الأنعام ۶ : ۱۸ و ۷۳ ؛ سبأ (۳۴) : ۱ .

8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۹۶ و ۲۹۷ ، ح ۱۳۹۷ و ۱۳۹۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۵۸ ، ح ۲۱۰۷ ؛ مسند أبي يعلى ،ج ۱۲ ، ص ۲۷۸ ، ح ۶۸۶۵ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۴۴۳ ، ح ۶۶۸ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۸۵ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۶ ، ص ۱۵۹ .

9.. «ألف» : يبسط .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
274

و قال ابن الأنباري: هذا مَثَلٌ ؛۱ أي وفّقه اللّه‏ تعالى لعمل صالح يُتحِفه به كما يُتحِف الرجلُ أخاه إذا أطعمه العسل، و عَسَلتُ الطعامَ أعسِله إذا عمله بالعسل، فكأنّه /۴۱۶/ جعل فيه العسل من العمل الصالح كما يُعْسَل الطعامُ.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى إذا أراد الخير بعبده، وفّقه للخير قبل أن يفارق الدنيا، و أطاب ثناءه في الناس.

و راوي الحديث: أبو اُمامة الباهلي.

و روى هو: قالوا: يا رسول اللّه‏، و ما عسله؟ قال: يَهدِيه لِعملٍ صالح يَقبِضه عليه.

۸۴۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِذَا أَرادَ اللّه‏ُ قَبضَ عَبدٍ بِأَرضٍ جَعَلَ لَهُ فيها حَاجَةً.۲

و روي: بها حاجةً.۳ يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ اللّه‏ تعالى يقضي كما يشاء، و «يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ»۴ ؛ فإذا أراد اللّه‏ إماتة عبد بأرض، جعل له فيها حاجةً، فيشتاق إليها، و يُضطرّ إلى دخولها، فيقبض روحه بها على موجب مراده، و هو الفعّال لما يريد، فينبغي أن يكون العبد في جميع الأحوال مستعدّاً للموت في سفره و حضره و في كلّ حال.

و روي: أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله خرج يوماً إلى البقيع، فوقف على قبر فقال: سبحانَ اللّه‏ ؛ وُلِدَ هذا بأرض الحَبَشَة۵، و دُفِنَ في تربته! قيل: و ما تربته؟ قال عليه‏السلام: إنّ الأرض لمّا أخذ اللّه‏ُ۶منها ما أَخَذَ شَكَتْ إليه، فوَعَدَها أن يَردّ إليها ما أخذ منها، فليس مِن أحد إلاّ و يُدفَن في تربته

1.. لم نعثر عليه .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۹۴ ـ ۲۹۶ ، ح ۱۳۹۱ ـ ۱۳۹۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۴۲۹ ؛ الأدب المفرد ، ص ۱۶۹ ،ح ۸۰۱ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۲ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۷ ، ص ۱۹۶ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۲ ، ص ۲۲۸ ، ح ۹۲۷ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۴ ، ص ۱۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲۲ ، ص ۲۷۶ .

3.. مسند أبي داود الطيالسي ، ص ۱۸۸ ؛ الأدب المفرد ، ص ۱۶۹ ، ح ۸۰۱ ، و ص ۲۷۳ ، ح ۱۳۱۸ ؛ الآحاد و المثاني ، ج ۲ ، ص ۳۰۷ ، ح ۱۰۶۹ ؛ المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۸ ، ص ۲۰۶ .

4.. المائدة ۵ : ۱ .

5.. «ألف» : «بالحبشة» بدل «بأرض الحبشة» .

6.. «ألف» : ـ اللّه‏ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10695
صفحه از 465
پرینت  ارسال به