و قال ابن الأنباري: هذا مَثَلٌ ؛۱ أي وفّقه اللّه تعالى لعمل صالح يُتحِفه به كما يُتحِف الرجلُ أخاه إذا أطعمه العسل، و عَسَلتُ الطعامَ أعسِله إذا عمله بالعسل، فكأنّه /۴۱۶/ جعل فيه العسل من العمل الصالح كما يُعْسَل الطعامُ.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه تعالى إذا أراد الخير بعبده، وفّقه للخير قبل أن يفارق الدنيا، و أطاب ثناءه في الناس.
و راوي الحديث: أبو اُمامة الباهلي.
و روى هو: قالوا: يا رسول اللّه، و ما عسله؟ قال: يَهدِيه لِعملٍ صالح يَقبِضه عليه.
۸۴۴.قوله صلىاللهعليهوآله: إِذَا أَرادَ اللّهُ قَبضَ عَبدٍ بِأَرضٍ جَعَلَ لَهُ فيها حَاجَةً.۲
و روي: بها حاجةً.۳ يقول صلىاللهعليهوآله: إنّ اللّه تعالى يقضي كما يشاء، و «يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ»۴ ؛ فإذا أراد اللّه إماتة عبد بأرض، جعل له فيها حاجةً، فيشتاق إليها، و يُضطرّ إلى دخولها، فيقبض روحه بها على موجب مراده، و هو الفعّال لما يريد، فينبغي أن يكون العبد في جميع الأحوال مستعدّاً للموت في سفره و حضره و في كلّ حال.
و روي: أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله خرج يوماً إلى البقيع، فوقف على قبر فقال: سبحانَ اللّه ؛ وُلِدَ هذا بأرض الحَبَشَة۵، و دُفِنَ في تربته! قيل: و ما تربته؟ قال عليهالسلام: إنّ الأرض لمّا أخذ اللّهُ۶منها ما أَخَذَ شَكَتْ إليه، فوَعَدَها أن يَردّ إليها ما أخذ منها، فليس مِن أحد إلاّ و يُدفَن في تربته