269
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

فإنّك تتأذّى بما تجده منه، و ربّما ترتضخ۱ النفسُ منه خليقةَ سوء ؛ فإنّ النفس أسرق شيء لما ترى من الخير و الشرّ، فينطبع ذلك فيها من غير قصد صاحبها.

و في كلام أفلاطن: اتّق مجالسةَ شِرار الناس ؛ فإنّ طَبْعَكَ يَسرق مِن طِباعهم۲ و أنت لا تدري.۳

و فائدة الحديث: الأمر بإيثار الجليس الصالح، و الامتناع من مصاحبة جليس السوء.

و راوي الحديث: أبو موسى.

۸۴۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ مَثَلَ الصَّلاةِ المَكتُوبَةِ كَالمِيزانِ ؛ مَنْ أَوفَى استَوفَى.۴

مثّل صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الصلاة بالميزان، و شبّهها ؛ و ذلك لأنّ مَن كان له ميزانٌ مُعايَر۵ مقوَّم فأعطى به فإنّه إذا أخذ و استوفى۶ اُعطي بميزانه المقوَّم، و إن كان ناقصاً أخذ ناقصاً.

و في بعض الروايات تمام هذا۷ الحديث: و من طفّف فقدْ سمعتَ ما قال اللّه‏ تعالى۸ في المطفّفين.۹ يعني قوله تعالى: «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَ إِذَا

1.. «ألف» : يرتضح .

2.. في المصدر : لا تصحب الشرّير ؛ فإنّ طبعك يسرق من طبعه شرّا .

3.. عيون الأنباء ، ص ۸۳ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۹۰ ، ح ۱۳۸۳ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۳۷۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۲۱ ، ح ۵۱۸۸ ؛الدرّ المنثور ، ج ۱ ، ص ۲۹۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۷ ، ص ۲۸۴ ، ح ۱۸۸۹۲ .

5.. عَيَّر الميزانَ و المِكيالَ و عاوَرَهما و عايرهما و عاير بينهما مُعايَرَةً و عِيارا : قَدَّرهما و نظر ما بينهما . قال الأزهري : فرّق اليث بين عايرتُ و عيَّرت ، فجعل عايرتُ في المكيال و عيَّرت في الميزان . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۶۲۳ عير .

6.. «ب» : و استوقى .

7.«ألف» : ـ هذا .

8.. في المحلّى و الاستذكار ، ص ۶۷ : «الصلاة مكيال : فمن وفى وُفي له ، و من طَفّف فقد علمتم ما قيل» . و هكذا في الاستذكار ، ص ۸۲ إلاّ أنّه فيه : «ما قال اللّه‏ تعالى» بدل «ما قيل» . و هكذا في الفائق بدون «تعالى» . و في مجمع البيان : «الصلاة مكيال ، فمن وفى وفى اللّه‏ ، و من طفّف فقد سمعتم ما قال اللّه‏» .

9.. المحلّى لابن حزم ، ج ۲ ، ص ۲۴۰ ؛ الاستذكار ، ج ۱ ، ص ۶۷ ، ذيل الرقم ۲۰ ، و ص ۸۲ ، الفائق ، ج ۲ ، ص ۴۳۰ ؛ مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۲۹۱ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
268

فحَذَفَ المضافَ و أقام المضافَ إليه مقامه.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مثل الجليس الصالح كمثل الداريّ و هو العطّار منسوب إلى دارِين و هي فُرضة۱ بالبحرين، كانت بها سوق يُحمل إليها المسك من ناحية الهند فنُسب إليها، [و] العطّار /۴۱۵/إن لم يُعطِك مِن عِطره استرحتَ إلى رائحةِ متاعه، و علقك منها. و أحذيته: أعطيته، و الحُذياء اسم لما تعطيه، و يقال للقِسم من الغنيمة: الحُذياء.

ثمّ قال عليه‏السلام: «و مثل الجليس السَّوء كمثل الكير»، و هو المنفاخ الّذي يَنفخ به الحدّاد، و ربّما كان زِقّاً۲، و لذلك قال:

كأنّ حَفيفَ۳ مَنخرِه إذا ما

كَتَمنَ الرَّبْوَ۴ كيرٌ مُستعارُ

و الكُور هو مستوقد ناره، هذا هو الصحيح ؛ فشَبّه جليسَ السوء بالمنفاخ الّذي يهيِّج النارَ، و يُثير الشرار، و يدخِّن ؛ فقال عليه‏السلام: هو و إن لم يُحرقك بشرار۵ النار، آذاك بالدخان و النتن.

و في رواية اُخرى: كمثل صاحب الكير.۶

كذلك مثل الصالح من الجلساء و إن لم يُلجِئك إلى الخير و لا يعطيك خيره، فإنّه تَضوع۷ إليك رائحةُ صلاحِه و تَعْلق بك ؛ و بالعكس: الجليس الطالح إن لم يكلّفك الفساد،

1.. فُرضة البحر : مَحطّ السُّفُن ، و فرضة الجبل ما انحَدر من وسطه و جانبه . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۰۶ فرض .

2.. الزِّقّ من الاُهُب : كلّ وعاء اتُّخذ لشراب و نحوه ، و سِقاء أو جلد يُجَزّ شعره و لا ينتف نتف الأديم للشراب أو غيره . انظر :لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۴۳ زقق .

3.. «ألف» : خفيف . و الحَفيف : صوت الشيء تسمعه كالرَّنَّة أو الريح أو طيران الطائر أو الرمية أو التهاب النار و نحو ذلك . انظر : لسان العرب ،ج ۹ ، ص ۵۶ حفف .

4.. الربو و الربوة : البُهر و انتفاخ الجوف . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۰۷ ربو . و البيت لبشير بن أبي خازم .

5.. «ألف» : شرار .

6.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۰۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۴۲ ، ح ۴۸۲۹ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۸۸ و ۲۸۹ ، ح ۱۳۷۹و ۱۳۸۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۵۲۲ ، ح ۲۳۳۷ .

7.. «ألف» : تصوع .
و ضاعَ المِسكُ و تَضوّع و تضيّع : تحرّك فانتشرت رائحته . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۳۹ ضوع .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10901
صفحه از 465
پرینت  ارسال به