بُثَينَ الزَمي «لا» إنّ۱ لا لَزِمتِه
على كثرةِ الواشينَ أيُّ مَعونِ۲
و قال الفَرّاء: هو جمع مَعونة كتَمرة و تَمْر،۳ و قد تقدّم الكلام فيها.
و «المؤونة»: مَفعُلة أيضا مِن الأين و هو التعب و الشدّة، و قيل: هو مفعُلةٌ من الأون /۴۰۴/ و هو الخَرْج و العِدل، و كُلٌّ منهما ثِقل على حامله، و قد مضى الكلامُ فيها مشروحا فلا وجه لإعادته.
فيقول صلىاللهعليهوآله: إنّ اللّه تعالى لا يَبتلي العبدَ بما عليه لمكانه مؤونةٌ و ثقلٌ إلاّ و يُعينه بقدر ذلك، فإن كانت المحنةُ عظيمةً كانت المعونة بقدرها، و إن كانت دون ذلك فبقدرها، و كذلك الصبر يَنزل مِن اللّه تعالى على العبد في المصيبة و النازلة تنزل به على قدرها فيصبّره، و لو لا تصبير اللّه تعالى العبدَ عند النازلة و۴ العظيمة تصيبه، و ذلك كُلُّه بيد اللّه تعالى يَفعل ما يشاء و يَحكم ما يريد، و يَكنُف العبدَ بكرمه و فضله، و يُمِدّه بما يُصلِحه.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ كرم اللّه تعالى على الرَّصَد للممتحنين ؛ فيُمِدّ المكروبين بالرَّوح، و المُصابين بالصبر.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۶۴۱.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّ أَبَرَّ البِرِّ أنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أَهلَ وُدِّ أَبيهِ بَعدَ أن تَوَلَّى الأَبُ.۵
«البِرّ»: الطاعة، فيقول صلىاللهعليهوآله: إنّ أبلَغَ الطاعة و أوقعَها و أقربها إلى القبول صلةُ الرجل