259
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

وسَّطها۱ اليعسوبُ۲ جزاءَ وقوعه على القَذَر... في كلام طويل وَصَفَ النحلَ به.

و فائدة الحديث: أمر المؤمن بطلب الحلال.

و راوي الحديث: أبو رَزينٍ العُقَيليُّ.

۸۳۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَثَلُ المُؤمِنِ وَ الإيمانِ۳ كَمَثَلِ الفَرَسِ ؛ يَجُولُ في آخِيَّتِهِ، ثُمَّ يَرجِعُ إلَى آخِيَّتِهِ.۴

«الآخيّة» ـ بالمدّ و التشديد۵ ـ: ما يُربَط إليه الدابّة، و هو أن يُدفَن طَرَفا قِطعةٍ من الحبل في الأرض، و فيه عُصَيَّة۶ أو حُجَير، فيظهر منه مثل العروة تُشَدّ إليه الدابّة، و قد أخَّيتُ لفَرَسي تَأخِيَةً، و ربّما يُعمَد إلى قطعة خَشَبٍ فتُستوثق۷ في المعلف يُشدّ إليه الدابّة، و يقال لها أخيّة أيضا، و يقال لها: إدرَون، و الجمع أدارِين۸، و هي فاعولة من أخ.

و شَبَّه المؤمن بالفرس، و الإيمان بالآخيَّة ؛ و ذلك لأنّ الفرس و إن طاف حوالي۹ المعلف و نَفَرَ، لم يُمكِنه أن يفارق الآخيّة، كذلك المؤمن و إن ارتكب ما لا يُرتضى مع

1.. التوسيط : أن تجعل الشيء في الوسط ، و التوسيط : قطعُ الشيء نصفين . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۴۳۰ وسط .

2.. اليعسوب : أمير النحل و ذَكرها ، ثمّ كثُر ذلك حتّى سَمّوا كلّ رئيس يعسوبا . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۵۹۹ عسب .

3.. «ألف» : ـ و الإيمان .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۷۸ و ۲۷۹ ، ح ۱۳۵۵ و ۱۳۵۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۸ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ،ص ۱۳۱ ، ح ۴۶ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۲ ، ص ۴۹۲ ، ح ۱۳۳۲ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۳۸۱ ح ۶۱۵ ؛ أمثال الحديث للرامهرمزي ، ص ۸۱ .

5.. الأخِيَة و الأخيَّة و الآخيَّة ـ بالمدّ و التشديدَ ـ واحدة الأواخي : عود يُعرَّض في الحائط ، و يُدفن طرفاه فيه ، و يصير وسطه كالعروة تُشَدُّ إليه الدابّة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۳ أخأ .

6.. عُصَيَّة : مُصَغَّر عَصا ، و الحُجَير : مصغَّر حَجَر .

7.. «ألف» : فيستوثق .

8.. «ألف» : أذرون و الجمع أذارين .
و الإدرَون : المَعْلَف . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۵۴ درن .

9.. «ألف» : حول .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
258

تَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ»۱.

و فائدة الحديث: تفضيل اُمّته على الاُمم.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۸۳۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَثَلُ المُؤمِنِ كَمَثَلِ النَّحْلَةِ۲ ؛ لا تَأكُلُ إِلاَّ طَيِّباً، وَ لا تَضَعُ إِلاَّ طَيِّباً.۳

«النَّحْل»۴ هي۵ الدَّبْر۶ العَسّالة، و الواحد «نَحلة» تقع على الذَّكَر و الاُنثى، فإذا قلت يَعسوبٌ اختصّ بالذَّكر.

شَبّه رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله المؤمن بالنحلة۷ في طهارة طعامها و طيب عملها، و هي لا تكاد تَقَع على قذر و خبث، و الّذي تضعه هو العسل ؛ فهي طيّبة، و أكلها طيّب، و عملها طيّب ؛ كذلك العبد المؤمن طَيِّب في نفسه، ينبغي أن يكون طُعمه طيّباً من وجه حلال۸ طاهر، /۴۱۳/ و ما يدّخره لنفسه و عياله يحتاج أن يكون من وجه طاهر طيّب، و إنّما مثّله بالنحلة۹ لأنّها لا تأكل و لا تدّخر إلاّ طيّباً، يقول: فكذلك۱۰ فليكن۱۱ المؤمن في تحرّزه و اختياره.

و سَمعتُ بعضَ العاسلين۱۲ أنّ النحلة إن وَقعتْ غَلَطاً على قذر، و عادت إلى الخليّة۱۳،

1.. آل عمران۳ : ۱۱۰ .

2.«ألف» : النخلة .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۷۷ و ۲۷۸ ، ح ۱۳۵۳ و ۱۳۵۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۹۹ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۴۱ ، ح ۱۱۳ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۶ ، ص ۳۷۶ ، ح ۱۱۲۷۸ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱ ، ص ۴۸۲ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۹ ، ص ۲۰۴ . بحار الأنوار ، ج ۶۱ ، ص ۲۳۸ .

4.. «ألف» : النخل .

5.«ب» : هو .

6.. الدَّبْر : الزنابير . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۷۵ دبر .

7.. «ألف» : النخلة .

8.. «ألف» : طيّب .

9.. «ألف» : بالنخلة .

10.. «ب» : فلدلك ؟ .

11.. «ألف» : ـ فليكن .

12.. مفرده عاسل الذي يشتار العسل .

13.. «ألف» : النخليَّة .
و الخَليَّة و الخليُّ : ما تُعَسِّل فيه النحل من غير أن يعالَج لها من العَسّالات ، و قيل : الخَليَّة ما تعسِّل فيه النحل من راقود أو طين أو خشبة منقورة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۴۰ خلو .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10758
صفحه از 465
پرینت  ارسال به