257
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و الزهرة و الفرقدين، شبّه أصحابه بالكواكب المضيئة الّتي يَهتدي بها المسافرون، و حقّ لهم ذلك، و هم لكلّ ذلك أهل، و إنكار حقوقهم جهل.

و فائدة الحديث: تشريف أصحابه رضي اللّه‏ عنهم.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۸۲۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَثَلُ أَصحابي في اُمَّتي كَالمِلحِ في الطَّعامِ، لا يَصلُحُ الطَّعَامُ إِلاَّ بِالمِلحِ.۱

و هذا الحديث أيضا۲ قد ورد في شأن الصحابة۳ ؛ و إنّما شبّههم بالملح لأنّ الملح سيّد الإدام، و هو الّذي لا يصلح الطعام إلاّ به، كذلك الصحابة سادة الناس، و لا تصلح محبّة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلاّ بمحبّتهم.

و فائدة الحديث: إعلام الاُمّة بفضل الصحابة رضوان اللّه‏ عليهم.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۸۲۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَثَلُ اُمَّتي مَثَلُ المَطَرِ مَا يُدرَى أَوَّلُهُ خَيرٌ أم آخِرُهُ.۴

شَبَّهَ اُمَّتَه بالمطر الّذي هو خير كلّه، و لا يُدرى ما الّذي هو أنفع منه؟ فإنّ مطر الشتاء خير و نفعٌ، و ربّما كان مطر الربيع أنفع منه، بل هو أجدى و أنفع ؛ لأنّ الأوّل يُنبِت، و الثاني يربِّي ؛ كذاك أوّل الاُمّة /۴۹۳/ ذكروا و أسّسوا القواعد، ثمّ عَقَبَهم آخِرُ الاُمّة ففَرَّعوا ما أصّلوا، و رفعوا ما أثبتوا، و عملوا بما رسموا، و كلٌّ خير، و لا يدرى أيّهما خير الخيرين؟ و هم أفضل الاُمم ؛ و لذلك قال تعالى: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۷۵ و ۲۷۶ ، ح ۱۳۴۷ و ۱۳۴۸ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۱۸ ؛ الاستيعاب ، ج ۱ ، ص ۱۶ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱۱ ، ص ۵۳۷ ، ح ۳۲۵۱۰ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۱۹۷ ، ح ۲۲۶۴ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۱ ، ص ۲۵۰ ، ح ۹۴۵ .

2.. «ألف» : ـ أيضا .

3.. «ألف» : أصحابه .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۷۶ و ۲۷۷ ، ح ۱۳۴۹ ـ ۱۳۵۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۳۰ و ج ۳ ، ص ۱۴۳ ؛ صحيح مسلم ،ج ۳ ، ص ۲۶ ؛ مسند أبي داود ، ص ۹۰ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۶ ، ص ۱۹۱ ، ح ۴۳۷۵ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
256

الأرؤس، و فارَقوا أهاليَهم، و عادوهم في طلب مراضيه، و لو لا اُولئك السادة و الأكابر لَما استقرّ الإسلام، و لا نُصبتْ له الأعلام، و لا استَمرّ به۱ النظام، و لتَهوّرتْ منه القواعد، و لم تَتناصر لتقويته۲ الأعضاد و السواعد ؛ و لكن أفرطوا في النصرة، و ساعدوا في الهجرة، و بذلوا الأموال و الذخائر، و فارقوا الأقرباء و العشائر، مؤثِرين رضا ربّ العالمين على رضاهم، مُقوِّين هَوى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على هواهم، فلم يزالوا ناصرين ضرباً بالسيوف الّتي في مَضاربها الحُتوفُ، و طعناً بالرِّماح الّتي في أسنّتها۳ النجاح۴، حتّى استقام للإسلام عمودُه، و أورَقَ عُودُه ؛ «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»۵ ؛ فرضي اللّه‏ عنهم و أرضاهم، و أحسَنَ منقلبهم و مثواهم، و ماذا يقال في من يقول اللّه‏ تعالى: «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّه‏ِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ»۶ الآية، و يقول لهم رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لو أنفقتم مِثلَ اُحُدٍ ذَهَباً، ما بلغتم۷ مُدَّ أَحَدِهم و لا نَصيفَه.۸

و شبّههم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بالنجوم الّتي يُهتدى بها في ظلمات البرّ و البحر، و كلّ نجم إذا أردتَ أن تهتدي على ضوئه أمكنك الاهتداء به، فكذلك أصحابه ـ رضي اللّه‏ عنهم ـ كُلٌّ منهم طريق إليه دالّ عليه يُهتدى به۹ إلى دينه أي طريقه، و لمّا شبّه نفسه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بالشمس، و آلَه عليهم‏السلام بالقمر

1.. «ألف» : له .

2.«ألف» : و لم يتناصر لقويته .

3.. الأسنّة : جمع سِنان للرمح ، و هو نصل الرمح ، و السِّنان يختصّ بما يركّب في رأس الرمح . و بالفارسية السنان : پيكان نيزه ، سر نيزه . و سَنُّ الحديد : إسالته و تحديده . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۲۲۰ ؛ القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۳۲ سنن ؛ فرهنگ أبجدي ، ص ۵۰۰ (السنان) .

4.. النُّجْع و النَّجاح : الظَّفَر بالشيء ، و يقال : «نَجَحَ فلانٌ» إذا أصاب طَلِبَتَه و نَجَحَتْ طَلِبَتُه و أنجَحَتْ . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۱۱ نجح .

5.. الصفّ ۶۱ : ۹ .

6.. الفتح ۴۸ : ۲۹ .

7.. في بعض المصادر : «لو أنفق أحدكم مثل اُحد ما بلغ» . و كذا في بقيّة المصادر مع تفاوت يسير .

8.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۱ و ۵۴ و ۶۴ ؛ و ج ۶ ، ص ۶ ؛ صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۱۹۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۱۸۸ ؛سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۷ ، ح ۱۶۱ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۰۴ ، ح ۴۶۵۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۳۵۸ ، ح ۳۹۵۲ .

9.. «ب» : بها .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10926
صفحه از 465
پرینت  ارسال به