البابُ الحادي عَشَر
۸۲۶.قوله صلىاللهعليهوآله: مَثَلُ أَهلِ بَيتي مَثَلُ سَفينَةِ نوحٍ ؛ مَن رَكِبَ فيها نَجا، وَ مَن تَخَلَّفَ عَنها غَرِقَ.۱
المِثل و «المَثَل» كالشِّبه و الشَّبَه، و المَثَلُ يكون للوصف كقوله تعالى: «مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ /۴۹۱/ فِيهَا أَنْهَارٌ»۲، و كقوله تعالى: «مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ»۳ الآية، و كقوله عز و جل: «وَ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ»۴ الآية. «أهل البيت» هم أولاد النبيّ من فاطمة الزهراء عليهمالسلام و أقرباؤه، و قيل: أهل البيت هم الّذين تحرم عليهم الزكاة، و أهل بيت الرجل مَن يناسبهم و يناسبونه، فإذا اُطِلق و قيل «أهل البيت» لم يقع إلاّ على اُسرة النبيّ صلىاللهعليهوآله أولاده و أقاربه عليهمالسلام ؛ و شبّههم بسفينة نوح عليهالسلام لأنّ مَن لم يركب السفينة غَرِقَ بالطوفان، و من لم يركب سفينة مودّتهم يحرق بالنيران ؛ فكما أنّه لم يكن ملاذ في الأوّل إلاّ سفينة نوح، فكذلك لا ملاذ في الآخرة إلاّ محبّتهم و ولاؤهم، و لذلك قال اللّه تعالى: «قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»۵، فحبّهم ثَمَنُ۶ الدعوة إلى