الفسق و التهتّك من أعمال الضلالة، و التصوُّن من أعمال الهُدى.
فيقول صلىاللهعليهوآله: أعمى العمى الفُجورُ بعد الصلاح، و هذا أيضاً وجهٌ، و وصفُ العمى بالأعمى مبالغةٌ كما يقال: جُنَّ جُنونُه، و إلاّ فالجنون لا يُجَنّ.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ الضلالة بَعد الهُدى مِن عَمى القلب و سوء الاختيار.
و راوي الحديث: عقبة بن عامر، قال: خرجنا مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فخَطَبَنا۱ خطبةً، و كان فيها: أعمى العمى الضلالةُ بعد الهُدى، و مِن أعظَمِ الخَطايا اللِّسانُ الكَذوبُ.
۸۲۵.قوله صلىاللهعليهوآله: مَا مَلَأَ آدَميٌّ وِعاءً شَرّاً مِن بَطنٍ.۲
و ذلك لأنّه إذا امتلأ بطنه تَثاقل عن الطاعات۳، و كسل عن العبادات، و ثارت شهواته ؛ فإن تَبِعَها هلك، و إن منعها و جاهدها تأذّى، فالأولى أن لا يزيد في الطعام على ما يُمسِك الرمقَ و يُمِدّ القوّةَ ؛ و۴ قال الشاعر و أحسن:
و أنت۵ إذا۶ أعطيتَ۷ بطنَك۸ سُؤلَهُ۹
و فرجَك نالا منتهى الذمّ أجمعا۱۰
1.. «ألف» : فخطب .
2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۷۱ ، ح ۱۳۴۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۳۲ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۱۱۱ ، ح ۳۳۴۹ ؛سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۸ ، ح ۲۴۸۶ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۴۴۹ ؛ و ج ۱۲ ، ص ۴۱ ، ح ۵۲۳۵ . بحار الأنوار ، ج ۳ ، ص ۳۳۰ ، ح ۳ و فيه عن عدّة الداعي ؛ و ج ۶۳ ، ص ۳۳۱ ، ح ۴ (و فيه عن مسند الشهاب) .
3.. «ألف» : الصلاة .
4.. «ب» : ـ و .
5.. «ألف» : كنت .
6.. في التمهيد و تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۱ و البداية : و إنّك إن .
7.. في بقيّة المصادر : إنّك مهما تعط .
8.. في تاريخ بغداد و تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۸ : نفسك .
9.. «ألف» : سؤلها .
10.. التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۲۳ ، ص ۱۸۰ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۲ ، ص ۳۸۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۱ ، ص ۳۷۴ ؛ و ج ۴۸ ،ص ۲۳۰ ؛ الدعوات للراوندي قدسسره ، ص ۱۳۸ ، ذيل ح ۳۴۰ ؛ البداية و النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۷۳ .