249
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و قد هَلِعَ ـ بكسر اللام ـ فهو هَلِعٌ و هَلوع، و «الشُّحُّ الهالع»۱: الّذي يَجزع فيه العبد و يحزن كقولك: يوم عاصف، و ليل قائم، و نهار صائم ؛ و لا يبعد أن يكون «هالع» لمكان «خالع» ؛ ليَزدَوِجا۲. و«الخالع»: الّذي كأنّه يَخلع فؤادهَ /۴۹۰/ لشدّته، و الهاء راجعة إلى الجبن.۳

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: شرّ ما في الرجُل من الأخلاق: بخلٌ متجاوز مع حرص ؛ فإنّه إذا كان كذلك لم يشبع، و جبنٌ متناهٍ يكاد يخلع قلبَه من صدره.

و فائدة الحديث: ذمّ هاتين الخلّتين، و النهي عنهما.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۸۲۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَعمَى العَمَى الضَّلالَةُ بَعدَ الهُدَى.۴

يجوز أن يكون على ظاهره، فيكون المعنى: أعمى العمى الارتداد عن الإسلام و الضلالُ بعد الدِّين ؛ على أنّ مَن وَصَل إلى ربّه تعالى بالنظر و الدليل لا يكاد ينفتل۵ عنه، و لِمَ ينفتل۶ ـ ليت شعري ـ إلاّ أن يكون مقلِّداً مبحّتاً۷؟! فحينئذٍ تَزِلُّ قدمُه و هي غير ثابتة، و ما أحسَنَ ما قال بعض الزهّاد: «إنّ الّذين انصرفوا انصرفوا عن الطريق لا عن الصَّديق ؛ فإنّهم لو وَصلوا ما انفصلوا»۸. و يجوز أن يكون المعنى الفسق بعد العفّة و التصوّن ؛ و ذلك أنّ

1.. «ألف» : الهلع .

2.. وهو ما يسمىَّ أيضا بـ «المشاكلة» .

3.. «ب» : ـ و الهاء راجعة إلى الجبن .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۷۰ ، ح ۱۳۳۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۱۶۸ . و نقل في الأخير عن خطّ الشهيد رحمه‏الله .

5.. «ألف» : ينتقل . و في «ب» : يقرأ أيضا : ينفتك .
و انفتل أي انصرف . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵۱۴ فتل .

6.. في «ألف» يقرأ : «يتقبل» و شبه ذلك . و «ألف» : + عليه .

7.. البَحْت : الخالص من كلّ شيء ، يقال : عربيٌّ بحت ، كقولك محض . لكن لم نجده من باب التفعيل و باب الإفعال في اللغة . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۹ بحت .

8.. منهاج البراعة للقطب الراوندي ، ج ۳ ، ص ۲۲۵ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
248

و راوي الحديث: أبو عبد اللّه‏، قال القضاعي رحمه‏الله: أظنّه حُذَيْفَة بنَ اليَمان.۱

۸۲۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: شَرُّ الاُمُورِ مُحدَثاتُها.۲

هذا كلام في خطبة له/۴۱۱/ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، و بَعده: و شَرُّ العَمى عَمى القَلب، و شرّ المعذرةِ حينَ يَحضُر الموتُ، و شرّ النَّدامة يوم القيامة، و شرّ المآكل مال اليتيم، و شرّ المكاسب كسب الربا.

و «المحدَثات»: البِدَع و كلّ ما ليس في كتاب و لا سنّة، و لذلك قال عليه‏السلام: كُلُّ مُحدَثةٍ بِدعةٌ، و كلُّ بدعةٍ ضَلالةٌ.۳

و فائدة الحديث: النهي عن ابتداع الأشياء في الدِّين ممّا لم يَرِد به الشرع.

و راوي الحديث: عُقبة بن عامر، قال: «خرجنا مع رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في غزوة تبوك»، و ذكر حديثاً طويلاً و خطبةً فيها جميع هذا الكلام.

۸۲۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: شَرُّ ما فِي الرَّجُلِ شُحٌّ هَالِعٌ أَوْ۴ جُبنٌ خَالِعٌ.۵

«الشُّحّ»: بُخلٌ مع حرص، و قد شَحَحتَ ـ يا رجل ـ و أنت تَشِحُّ [و شَحِحتَ تشَحُّ] و شَحَحتَ تشُحُّ، فأنت شحيح من قوم شِحاح و أشِحَّة و أشِحّاء. و «الهَلْع» أفحش الجزع،

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۶۹ ؛ تخريج الأحاديث و الآثار ، ج ۱ ، ص ۴۸ ، الرقم ۲۷ وصرَّح بذلك أبو داود في سننه ،ج ۲ ، ص ۴۷۱ ، ح ۸۰ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۶۹ ، ح ۱۳۳۷ فيه : «كسب الزِّنا» بدل «كسب الرِّبا» ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۱۸ ، ح ۴۶ ؛مسند أبي يعلى ، ج ۴ ، ص ۸۵ ، ح ۲۱۱۱ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱ ، ص ۱۸۶ ؛ المعجم الكبير ، ج ۹ ، ص ۹۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۹۸ ، ح ۲۶۰۶ . الخصال ، ص ۶۳۲ ، تحف العقول ، ص ۱۲۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲ ، ص ۲۹۸ ، ح ۱۹ (و فيه عن الأمالي للصدوق) .

3.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۲۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۱۸ ، ح ۴۶ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۳۹۳ ، ح ۴۶۰۷ ؛ السننالكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۲۱۴ ؛ الأمالي للطوسي قدس‏سره ، ص ۳۳۷ ، ح ۶۸۶ .

4.. «ألف» : و .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۷۰ ، ح ۱۳۳۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۰۲ و ۳۲۰ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۵۶۴ ،ح ۲۵۱۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۹ ، ص ۱۷۰ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۱ ، ص ۳۴۶ ، ح ۳۴۱ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۸ ، ص ۴۲ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10607
صفحه از 465
پرینت  ارسال به