البابُ العاشرُ
۸۲۱.قوله صلىاللهعليهوآله: بِئسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَمُوا.۱
«المَطيّة»: ما يَمتطيه الإنسان أي يَركَب مَطاه۲ و ظَهره.
فيقول صلىاللهعليهوآله: بئست المطيّة كلمة «زعموا» ؛ و ذلك أن يكون الرجُل مِهذاراً۳ يُعيد كلّ ما يسمع، فيقول: زعموا كذا، و زعموا كذا! فيَذكر۴ كلّ حقّ و باطل، و لا يُنصِف لسانَه مِن اُذنيه ؛ و ذلك لأنّ اللّه تعالى خَلَقَ للإنسان اُذنَين و لساناً واحداً ليسمع أكثر ممّا يقول. و شَبّه الكلمةَ بالمطيّة الّتي يركبها الإنسان رُكوباً مستمرّاً فلا يَنزل إلاّ في المقصد، كذلك المِهذار المُكثِر الّذي لا يميِّز الحقَّ من الباطل يركب هذه الكلمة فيُحيل إليها بكلّ ما يقول.
و فائدة الحديث: النهي عن إكثار الكلام من غير تمييز.
1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۶۸ و ۲۶۹ ، ح ۱۳۳۴ ـ ۱۳۳۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۱۹ ؛ و ج ۵ ، ص ۴۰۱ ؛ سنن أبيداود ، ج ۲ ، ص ۴۷۱ ، ح ۸۰ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۲۴۷ ؛ الأدب المفرد ، ص ۱۶۵ ، ح ۷۸۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۹۱ ، ح ۳۱۸۸ .
2.. مَطاه : ظَهرُه . و المَطا : وزان العصا : الظَهر ، و منه قيل للبعير : مطيَّة ، فَعيلة بمعنى مفعولة ؛ لأنّه يُركب مطاه ذكرا كان أواُنثى . انظر : المصباح المنير ، ج ۲ ، ص ۵۷۵ مطو .
3.. الهَذَر : الكلام الّذي لا يُعبأ به . هَذَرَ كلامُه هَذَرا : كثر في الخطأ و الباطل . و الهَذَر : الكثير الرديء . و المِهذار : كثير الهذر من الكلام ، و كذا هَذّار و هَيذار و هَيذارة و هِذريانٌ . و في الحديث : لا تَتزوَّجنَّ هَيذَرَةً ؛ هي الكثيرة الهَذْر من الكلام . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۵۹ ؛ تاج العروس ، ج ۷ ، ص ۶۱۶ هذر .
4.. «ألف» : يذكر .