245
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

فالتخلّل في الطعام استخراج بقايا الطعام من خلل الأسنان، و في الوضوء تسريح اللِّحيَة بالأصابع ليصل الماء إلى منابت الشعر.

و روى أنس بن مالك قال: رأيت رسولَ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يتوضّأ فخَلَّلَ لِحيتَه، فقلت: لِمَ تفعل هذا يا نبيَّ اللّه‏؟ فقال: أَمَرَني ربّي عزّ وجلّ.۱

و «حَبَّذا» أصله حَبُبَ ذا ؛ فِعلٌ و فاعل فرُكِّبتا و جعلتا اسماً، و يرتفع ما بعده بخبر المبتدأ، و حبَّذا موضعه رفع بالابتداء۲، و يجوز أن يكون قولك «حبَّذا رجُلاً زيدٌ» حبّذا خبر مبتدأ، و زيد مبتدأ، فكأنّ حبّذا قائمة مقام قولك: المحبوب زيد، و هي كلمة جامدة۳ تكون للواحد و الجمع و المذكّر و المؤنّث على صورة واحدة، و في كلا التخلّلين فوائد ؛ فالّذي في الطعام مَطهرة للفم ؛ لأنّ الطعام إذا لم يُستخرج من خلل الأسنان بقي فيه، فتغيّرتْ۴ رائحته، و أدّى إلى فساد الأسنان، و تغيّر ريح الفم ؛ و الّذي في /۴۸۹/ الوضوء الاستقصاء في إيصال الماء إلى منابت الشعر و إن كان يُجزِئ جريان الماء على ظاهره إلاّ أنّه إذا تخلّل بالأصابع كان أحرى بوصول الماء إلى ظواهر اللحية، و على كلّ حال فإنّه مَطهرة و مَنقاة للوسخ و الغبار من خلل الشَّعر، و قد قيل: إنّ التخليل في الوضوء۵ هو تشبُّبك۶ الأصابع في حال غسل اليدين و تَتبُّعها ؛ لإيصال الماء إليها و تحقيق غَسلها.

و فائدة الحديث: الحثّ على التطهّر و تحقيق الوضوء.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

1.. جامع البيان ، ج ۶ ، ص ۱۶۳ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۲ ، ص ۱۳۷ مع تفاوت يسير .

2.. «ب» : ـ بالابتداء .

3.. يقرأ في «ب» : حامدة .

4.. «ألف» : تغيّرت .

5.. «ألف» : + و .

6.. «ب» : تشبّك .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
244

و المفعول فضلة في الكلام يجوز حذفه و خاصّةً إذا كان في الكلام ما يدلّ عليه، و يجوز أن يكون «غلياً» مصدراً في موضع الحال أي غاليةً. و قد يكون تقلُّب القلب من فعل اللّه‏ تعالى.

و في الحديث: قلبُ ابنِ آدمَ بينَ إصبعَينِ مِن أصابعِ الرحمنِ يقلِّبها كيف شاء۱. ۲

و في الدعاء: يا مقلِّبَ القلوبِ و الأبصار.۳

و فائدة الحديث: إعلام أنّ القلب سريع القبول للتقلّب۴ و التغيير.

و راوي الحديث: المقداد بن الأسود الكندي رضى‏الله‏عنه، قال: «لا آمَنُ على أحد بَعد الّذي سَمِعتُه عن۵ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يقول...»، و ذكر الحديث.

۸۲۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: حَبَّذَا المُتَخَلِّلُونَ مِن اُمَّتي.۶

و في حديث آخر: رَحِمَ اللّه‏ُ المتخلِّلينَ مِن اُمّتي۷ في الطعامِ و الوُضوء ۸.۹

1.. في الكامل و البحر المحيط : «يقلّبه كيف يشاء» . و في تفسير السلمي : «يقلّبها كيف يشاء» . و في تفسير الثعلبي : «يقلّبهكيف شاء ، إن شاء أقامه ، و إن شاء أزاغه» .

2.. الكامل لابن عدي ، ج ۷ ، ص ۹۶ ؛ تفسير السلمي ، ج ۱ ، ص ۲۶۵ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۴ ، ص ۳۴۳ ؛ البحر المحيط ، ج ۴ ، ص ۴۷۷ .

3.. علل الشرائع ، ج ۱ ، ص ۴۹ ، الباب ۴۱ ، ح ۱ ؛ كمال الدين ، ص ۳۵۲ ، الباب ۳۳ ، ح ۴۹ ؛ الأمالي للسيّد المرتضى قدس‏سره ، ج ۲ ،ص ۲ ؛ مصباح المتهجّد ، ص ۱۳۲ ، ح ۲۱۴ .

4.. «ألف» : للقلب .

5.. «ألف» : من .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۶۷ ، ح ۱۳۳۳ ، مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۲۳۵ ؛ المعجم الأوسط ،ج ۲ ، ص ۱۵۹ ؛ الجامعالصغير ، ج ۱ ، ص ۵۶۸ ، ح ۳۶۷۱ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۴۴ ، ح ۱۰۹۷ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۳ ، ص ۳۷۵ . بحار الأنوار ، ج ۶۳ ، ص ۴۴۲ ، ح ۲۹ و فيه عن مسند الشهاب .

7.. في مسند الشهاب : ـ من اُمّتي .

8.. في المصادر : في الوضوء و الطعام .

9.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۴ ، ح ۵۸۳ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۱۵۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۰ ، ح ۴۴۲۱ ؛ كنز العمّال ،ج ۹ ، ص ۳۰۰ ، ح ۲۶۰۹۵ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10753
صفحه از 465
پرینت  ارسال به