بنفسه من كلّ طعام، و لو لم يكن اللّه تعالى قد جعله شائعا۱ كثيراً في الملاحات مباحاً في الباحات، و لو۲ كان عزيزاً كبعض الأدوية، لكان يجوز أن يُشترى بالذهب وزناً بوزن ؛ و لكنّ اللّه تعالى بفضله و رحمته لمّا علم أنّ الخلق لا يستغنون عنه، خَلَقَه في كلّ أرض و كلّ بقعة، بل الماء الّذي أباحه بكلّ مكان حكمةً منه ـ تبارك و تعالى ـ و لمكان حُسن موقعه يقال للحَسَن: مليح، و ليس في وجهه ملاحة، و فلان أملح من فلان، فكنّى بالملاحة عن الحُسن.
/۴۱۰/ و فائدة الحديث: تعريف مكان الملح و تشريفُه و حُسنُ مَوقِعه من الأطعمة.
و راوي الحديث: أنس بن مالك رضىاللهعنه.
۸۱۸.قوله صلىاللهعليهوآله: أَسرَعُ الدُّعاءِ إِجابَةً دَعوَةُ غَائِبٍ لِغائِبٍ.۳
إنّما صارت دعوة الغائب للغائب أسرع إلى الإجابة و أدنى من القبول لمكان أنّها يصاحبها الإخلاص، و تَسلَم مِن شَوب الرياء و المجاملة الّتي يتكلّفها الحاضر للحاضر يصانعه بها، فإذا اقترن بها الإخلاصُ كانت أسرع۴ إلى أن تُسمَع، و لذلك أوحى اللّه تعالى إلى۵ موسى عليهالسلام: يا موسى، اُدعُني على لسانٍ لم تُذنِبْ به. قال۶ عليهالسلام: و من أين لي لسانٌ لم اُذنِبْ به؟ قال: اُدعني بألسنة۷ إخوانك ؛ فإنّك لم تذنب بألسنتهم. أو كما قال عليهالسلام.۸