الناعم، /۴۰۳/ يقال: عَيشٌ أبله و شابٌّ أبله إذا كان ناعما، و بُلَهنية۱ العيش فعلنية من ذلك، و «الأبله» الّذي طُبع على الخير فهو غافل عن الشرّ لا يعرفه، و هذا هو الّذي في الحديث، و قيل: البُلْهُ هم الّذين غَلَبَتْ عليهم سلامةُ الصدر و حسن الظنّ بالناس،۲ و قد بَلِهَ يَبْلَه بَلَها و بَلاهةً فهو أبله، و امرأةٌ بَلهاء، و تَبَلَّهَ أيضا بمعنى بَلِهَ، و تَبالَهَ تَغافَلَ و تجاهل، قال:
تَبالَهْنَ بالعرفان لمّا عَرفنَني۳
و قلن امرؤٌ۴ باغٍ أكَلَّ و أوضَعا۵
فيقول صلىاللهعليهوآله: أكثر أهل الجنّة المسلمون السليمو الصدور الّذين يشتغلون باُمورهم، و يغفُلون عن اُمور الناس، و لو حُمِلَ البَلَهُ على البَلَه الّذي هو زوال العقل لكان له وجه، و هو أن يَعني بذلك المنقوصين و المجانين و الأطفالَ الّذين لم يكلَّفوا، و الوجه هو۶ الأوّل.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ أكثر أهل الجنّة أصحاب الصدور السليمة الغافلون عن أحوال الدنيا المتيقّظون لأحوال الآخرة.۷
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۶۳۹.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّ أَقَلَّ سَاكِنِي الجَنَّةِ النِّساءُ.۸
حَكَمَ صلىاللهعليهوآله أنّ قليلاً من النساء يَدخُلْنَ الجنّةَ ؛ و ذلك لمكان ما يَصْدُر منهنّ مِن ارتكاب
1.. البُلَهنية : الرخاء و سعة العيش . و بُلَهنية من العيش أي سعة ، صارت الألف ياءً لكسرة ما قبلها ، و النون زائدة عند سيبويه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۴۷۷ بله .
2.. نقله الأزهري عن القُتَيبيّ في تهذيب اللغة ، ج ۶ ، ص ۱۶۶ بله .
3.. «ألف» : عرفتني .
4.. «ألف» : أمر .
5.. الشاعر هو عمر بن أبي ربيعة . راجع : الأغاني ، ج ۶ ، ص ۵۰۳ .
6.. «ألف» : ـ هو .
7.. «ب» : ـ المتيقِّظون لأحوال الآخرة .
8.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱۱ ، ح ۹۹۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۲۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۸۸ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۶۰۲ ؛ مسند ابن الجعد ، ص ۲۱۲ ؛ صحيح ابن حبان ، ج ۱۶ ، ص ۴۹۶ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۸ ، ص ۱۱۹ .