25
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

الناعم، /۴۰۳/ يقال: عَيشٌ أبله و شابٌّ أبله إذا كان ناعما، و بُلَهنية۱ العيش فعلنية من ذلك، و «الأبله» الّذي طُبع على الخير فهو غافل عن الشرّ لا يعرفه، و هذا هو الّذي في الحديث، و قيل: البُلْهُ هم الّذين غَلَبَتْ عليهم سلامةُ الصدر و حسن الظنّ بالناس،۲ و قد بَلِهَ يَبْلَه بَلَها و بَلاهةً فهو أبله، و امرأةٌ بَلهاء، و تَبَلَّهَ أيضا بمعنى بَلِهَ، و تَبالَهَ تَغافَلَ و تجاهل، قال:

تَبالَهْنَ بالعرفان لمّا عَرفنَني۳

و قلن امرؤٌ۴ باغٍ أكَلَّ و أوضَعا۵

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أكثر أهل الجنّة المسلمون السليمو الصدور الّذين يشتغلون باُمورهم، و يغفُلون عن اُمور الناس، و لو حُمِلَ البَلَهُ على البَلَه الّذي هو زوال العقل لكان له وجه، و هو أن يَعني بذلك المنقوصين و المجانين و الأطفالَ الّذين لم يكلَّفوا، و الوجه هو۶ الأوّل.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ أكثر أهل الجنّة أصحاب الصدور السليمة الغافلون عن أحوال الدنيا المتيقّظون لأحوال الآخرة.۷

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۶۳۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ أَقَلَّ سَاكِنِي الجَنَّةِ النِّساءُ.۸

حَكَمَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ قليلاً من النساء يَدخُلْنَ الجنّةَ ؛ و ذلك لمكان ما يَصْدُر منهنّ مِن ارتكاب

1.. البُلَهنية : الرخاء و سعة العيش . و بُلَهنية من العيش أي سعة ، صارت الألف ياءً لكسرة ما قبلها ، و النون زائدة عند سيبويه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۴۷۷ بله .

2.. نقله الأزهري عن القُتَيبيّ في تهذيب اللغة ، ج ۶ ، ص ۱۶۶ بله .

3.. «ألف» : عرفتني .

4.. «ألف» : أمر .

5.. الشاعر هو عمر بن أبي ربيعة . راجع : الأغاني ، ج ۶ ، ص ۵۰۳ .

6.. «ألف» : ـ هو .

7.. «ب» : ـ المتيقِّظون لأحوال الآخرة .

8.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱۱ ، ح ۹۹۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۲۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۸۸ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۶۰۲ ؛ مسند ابن الجعد ، ص ۲۱۲ ؛ صحيح ابن حبان ، ج ۱۶ ، ص ۴۹۶ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۸ ، ص ۱۱۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
24

و روي أنّ رجلاً من فارِسَ يُسمّى رَشيدا قاتَلَ بين يدي رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في بعض غزواته، و أنّه ضرب رأس عِلجٍ۱، و عليه المِغفرةُ۲ فقَدَّها، و قال: خذها و أنا الغلام الفارسيّ! مفتخِرا بذلك، فتبسّم النبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و قال: أحسنت يا با۳ عبد اللّه‏! فكنّاه بأبي عبد اللّه‏، و لم يكن له ولد، فقال له: ما يَمنعك أن تقول:۴ إنّ مولى القوم من أنفسهم۵؟۶ و قال۷ لسلمان الفارسيّ رضى‏الله‏عنه: سلمانُ منّا أهلَ البيت ؛۸ أي هو مولانا فهو منّا.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ المُوالي من جملة القوم ؛ يكون له ما لهم، و عليه ما عليهم.

و راوي الحديث: أبو رافع.

۶۳۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ أَكثَرَ أَهلِ الجَنَّةِ البُلْهُ.۹

يُستعمل «البله» في كلامهم على وجوه، فيقال للّذي لا عقل له: «أبلَه»، و الأبله: العيش

1.. العِلج : الرجُل الشديد الغليظ ، و الرجل من الكفّار أو كفّار العجم ، و يقال للكافر أيضا . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۲۶ علج .

2.. «ألف» : المغفر .
و المِغفَر و المِغفَرة و الغِفارة : زَرَدٌ يُنسَج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة . و بالفارسية يقال : كلاه خود . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۶ غفر ؛ فرهنگ أبجدي ، ص ۸۴۴ (المِغفر) .

3.. «ألف» : ـ با .

4.. إلى هنا نقل بالمعنى .

5.. فى بعض المصادر : «هلاّ ـ أو ألاّ ، أو فهلاّ ـ قلت :خذها منّي و أنا الغلام الأنصاري» . و في بعضها : « . . . الأنصاري ، و أنت منهم ؛ إنّ مولى القوم منهم» . و في بعضها : « . . . الأنصاري ؛ فإنّ مولى القوم منهم» .

6.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۴۸۸ ، ح ۲۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۹۵ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۵ ، ص ۲۹۵ ، ح ۲۷۸۵ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۵۰۳ ، ح ۵۱۲۳ ؛ الإصابة ج ۲ ، ص ۴۰۴ ، الرقم ۲۶۶۱ .

7.. «ألف» : فقال .

8.. مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه‏السلام للكوفي ، ج ۱ ، ص ۲۲۱ ، ح ۱۴۰ ، و ج ۲ ، ص ۳۸۴ ، ح ۸۵۸ ؛ جامع البيان ، ج ۲۱ ،ص ۱۶۲ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۶ ، ص ۲۱۳ ؛ شرح الأخبار للمغربي ، ج ۳ ، ص ۱۴۱ ؛ عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ، ج ۱ ، ص ۷۰ ، ح ۲۸۲ ؛ الدرر لابن عبد البرّ ، ص ۱۷۰ .

9.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱۰ ، ح ۹۸۹ و ۹۹۰ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۷۹ ؛ و ج ۱۰ ، ص ۲۶۴ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۳۱۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۷ ، ص ۸۶ ؛ و ج ۴۱ ، ص ۵۲۷ ؛ تهذيب الكمال ، ج ۱۲ ، ص ۳۰۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۰۵ ، ح ۱۳۷۹ . الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۱ ، ص ۳۰ ؛ العمدة ، ص ۱۵۹ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۷۱ ، ح ۱۳۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵ ، ص ۱۲۸ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10552
صفحه از 465
پرینت  ارسال به