و مَن يَذُق الدنيا فإنّي طَعِمتُها
و سيقَ إلينا عَذبُها و عذابها
و ما هي إلاّ جيفةٌ مستحيلة
عليها كلابٌ هَمُّهنّ اجتذابُها۱
فإن تَجْتَنِبْها۲ كنتَ سلماً لأهلها۳و إن تجتذبها نازَعَتك كلابها۴
و قال بعض أهل العصر:
هَبَّتْ بِلَومٍ أن رأتْ بَعلَها
مُنْتبذاً للبيت يَستحلسُ
و ما دَرَتْ أنّ اختلاطي بهم
هو الّذي صيّرني أخنُسُ
أوحَشَني۵ كثرةُ اُنسي بهم
فَصِرتُ بالوحشة أستأنِسُ۶
فاسمع أيّها المسترشد و عِه۷ ؛ فلا ينبِّئُك مثلُ خبير۸، و قد آثرتُ هذه الخلّةَ الّتي أثنى عليها جدّي صلىاللهعليهوآله، /۴۸۶/ فمِن نكدِهم و شؤمهم لم يُخلُّوني في بيتي، و ألجَؤوني إلى مضايقَ افتَعلوها حتّى اُحوِجتُ إلى كسر اعتكافي، ثمّ وفّقني اللّه تعالى ؛ فعاودتُ زاويتي، و لزمتُ بيتي، و للّه الحمد و المنّة.
و «الصَّومَعَةُ»: بناء كان النصارى يبنونه لرهبانهم، و شكله نصف قبّةٍ مَردومٍ۹ مقطعُها موجَّه بابها إلى المشرق من المقطع، و اشتقاقها من صَمَّعتُ الثريدةَ إذا دقَّقتَها۱۰ و رفعتَ
1.. «ب» : ـ و من يذق الدنيا . . . اجتذابها .
2.. «ألف» : تجتنها .
3.. في المصدر : «عشت سلما من أهلها» بدل «كنت سلما لأهلها» .
4.. العهود المحمديّة ، ص ۳۶۰ ؛ حياة الحيوان الكبرى ، ج ۱ ، ص ۴۱۱ ؛ شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، ج ۲ ، ص ۱۰ ،وفي الكلِّ نسب إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي .
5.. «ألف» : «أخشين» بدل «أوحشني» .
6.. لم نعثر عليه .
7.. أمرٌ مِن «وَعَى يَعي» ، و أصله : عِ ، وإِنَّما ألحقوا به الهاءَ في الوقف تخلُّصا مِن الوقوف على المتحرِّك .
8.. قال اللّه تعالى : «وَ لاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ» . فاطر ۳۵ : ۱۴ .
9.. أي : مسدود ، و رَدَمَ البابَ و الثلمة و نحوهما يَردِمه رَدْما : سَدَّه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۳۶ ردم .
10.. «ألف» : دفقتها .
و الصومعة : منار الراهب ، و الصومعة من البناء سُمِّيتْ صَومعةً لتلطيف أعلاها . و صَومَعَ بناءَه : عَلاَّه ، و يقال : أتانا بثريدة مصمَّعة إذا دُقِّقت و حُدّد رأسها و رُفعت ، و صَومَعة النصارى من هذا ؛ لأنّها دقيقة الرأس . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۰۶ صمع .