233
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

لرسوله ! قال:۱ فقال عليه‏السلام: نعمّا۲ بالمال الصالح للرجل الصالح.۳ قال ذلك أبو عبيد. و«أزعَبُ» أي أقطَع.

۸۱۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: نِعْمَ العَونُ عَلَى تَقوَى اللّه‏ِ المَالُ.۴

هذا الحديث قريب من الّذي قبله ؛ و إنّما صار [المال۵] «نعم العون على التقوى» لأنّ الرجل إذا كان له مال، استغنى به عن جميع الفواحش، فلم يَزنِ و لم يسرق و لم يظلم و لم يغصب إن كان عاقلاً. و «العون»: الظهير، و العون:۶ المعونة، و الوجهان حسنان فيه، و فيه أنّ التقشّف۷ و التعطّل من المكاسب ليس من التقوى.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ بالمال يتّقي العبد الفواحش.

و راوي الحديث: محمّد بن المنكدر.

۸۱۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: نِعْمَ الشَّيءُ الفَأْلُ.۸

«الفَأْل»: كلمة طيّبة يَسمعها الرجل فيتبرّك بها، و قال ابن السكّيت: الفأل أن يكون الرجُل مريضاً فيسمع آخَرَ يقول: يا سالم! أو يكون طالباً فيسمع آخر يقول: يا واجد!۹ و جمعه

1.. في الفائق : ـ قال .

2.. في غريب الحديث : + بكسر النون .

3.. مضافا إلى مصادر حديث المتن راجع : غريب الحديث ، ج ۱ ، ص ۹۳ ؛ الفائق ، ج ۲ ، ص ۸۲ زعب .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۶۰ ، ح ۱۳۱۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۳۹ ، ح ۶۳۴۲ ؛ تذكرة الموضوعات ، ص ۱۷۴ ؛ كشفالخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۲۰ ، ح ۲۸۲۰ .

5.. أضفناه استحسانا ، و لم يكن في المخطوطتين .

6.. «ألف» : + و .

7.. قَشِفَ يَقشَف قَشْفا و تَقَشَّفَ : لم يتعهَّد الغَسل و النظافة ، فهو قَشِفٌ ، و رجلٌ متقشِّف : تارِك النظافة و الترفُّه . لسانالعرب ، ج ۹ ، ص ۲۸۲ قشف .

8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۶۱ ، ح ۱۳۱۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۱۷ ، ح ۲۸۵۹۳ . و راجع : مسند أحمد ، ج ۲ ،ص ۳۳۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۳۳ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۲۳۲ .

9.. نقل عنه الجوهري في الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۷۸۸ فأل .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
232

نعمّا. فسأله سائل فقال: بم تَختصّ هذه الكلمة المادحة؟ فقال عليه‏السلام: بالمال الصالح. و هذه الباء هي الّتي في قولك: مرحباً بك! كأنّه قال: مرحباً. فقيل له: بم يختصّ هذا الترحيب؟۱ فقال: بك. ثمّ لصقت هذه الباء بالكلمة حتّى قالوا: رحَّبتُ به ترحيباً ؛ أي قلت له: مرحباً بك.

و محصول الكلام يرجع إلى: نعم شيئاً المالُ الصالح للرجل الصالح.

و لا يحتمل هذا الموضعُ أكثر من هذا، و المال الصالح هو الحلال الطاهر المتوسّط بين القلّة و الكثرة ؛ لأنّ الكثير المطغي لا يقال له صالح، و الرجُل الصالح هو المسْلم المتمسّك بطاعة اللّه‏ المُراعي وجه اللّه‏ تعالى ؛ و إنّما مَدَحَ المالَ الصالح للرجُل الصالح لأنّه يُنفقه في وجوه۲ البرّ و الخير و فيما يَدَّخره ليوم القيامة، فيستوجب رضى اللّه‏ تعالى و الجنّة.

و فائدة الحديث: تعظيم قدر المال الحلال للرجل الصالح الّذي ينفقه في الخيرات /۴۸۴/ و المبرّات.

و راوي الحديث: عمرو بن العاص. و كان النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أمَره۳ أن يجمع ثيابه و سلاحه ثمّ يأتيه،۴ قال: فأتيته و هو يتوضّأ، فقال: يا عمرُو، إنّي أرسلتُ إليك لِأبعَثَكَ في وَجهٍ يُسَلِّمُك اللّه‏ُ۵ و يُغْنِمك و أزعَبُ۶ لك زَعْبةً۷ من المال.۸ فقلت: يا رسول اللّه‏، ما كانت هجرتي۹ إلاّ للّه‏ و

1.. «ألف» : الرحيب .

2.. «ألف» : وجه .

3.. «ألف» : أمر .

4.إلى هنا نقل بالمعنى .

5.. في الفائق : ـ اللّه‏ .

6.. «ألف» : أرغب .

7.. «ألف» : رَغبةً .
أي اُعطيك دُفعَةً من المال ، و الزَّعبة : الدُّفعة من المال . و الدَّفعة : ما دُفع من سِقاء أو إناء فانصبَّ مَرَّةً . و أصل الزَّعب : الدَّفع و القَسم . و زَعَبَ الإناءَ : مَلَأَه ، و مَطَرٌ زاعِب : يَزعب كلَّ شيء أي يَملؤه . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۴۴۸ زعب ؛ و ج ۸ ، ص ۸۸ (دفع) .

8.. في غريب الحديث : + قال .

9.. في المصدرين : + للمال و ما كانت .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10743
صفحه از 465
پرینت  ارسال به