225
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الخلق كلّهم له، و هو الّذي يرزقهم و يراعيهم من حيث الإلهيّة و العبوديّة، فكأنّهم عياله، و أحبُّ الخلق إلى اللّه‏ تعالى من كان أنفع لهم، و أسعى في حوائجهم، و أخفّ في طلباتهم، و أدنى لإغاثتهم، و أولى بمعونتهم.

و مِثل هذا الحديث الحديث الآخر: إنّ للّه‏ أهلَين من الناس۱ ؛۲ أهل القرآن هم أهل اللّه‏ و خاصّته.۳ و منه قيل لأهل مكّة: أهل اللّه‏، و يقال: جيران اللّه‏ ؛ لأنّهم مجاورو۴ بيته.

و فائدة الحديث: الحثّ على الإحسان إلى عباد اللّه‏.

/۴۸۱/ و راوي الحديث: أحمد بن إبراهيم الموصلي، قال: كنّا مع المأمون بالشمَّاسيَّة۵، و إلى جنبه يحيى بن أكثم، فنظر إلى الناس فقال ليحيى: أ لا ترى حدّثني يوسف بن عطيّة، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله... و ذكر الحديث.

۸۰۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا صَلَّتِ امرَأَةٌ مِن صَلاةٍ أَحَبَّ إلَى اللّه‏ِ تَعالى۶ مِن صَلاتِها في أَشَدِّ بَيتِها ظُلمَةً.۷

قوله عليه‏السلام: «بيتها» إنّما لم يَجمعه لمكان أنّه جعله۸ جنساً، و هذا كالحديث الآخر: خيرُ مَساجدِ النساءِ قعرُ بيوتهنّ.۹

1.. في سنن النسائي : من خلقه .

2.. في مسند أحمد : + «فقيل : من أهل اللّه‏ منهم؟ قال» . و في سنن ابن ماجة : + «قالوا : يا رسول اللّه‏ من هم؟ قال» . و في سنن النسائي : + «قالوا : و من هم يا رسول اللّه‏؟ قال» . و هكذا في المستدرك بدون الواو .

3.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۲۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۷۸ ، ح ۲۱۵ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۵ ، ص ۱۷ ، ح ۸۰۳۱ ؛المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۵۵۶ .

4.. «ألف» : مجاور .

5.. الشَّمَّاسيَّة : محلَّة كانت في الجانب الشرقيِّ من بغداد ، و كان فيها دَير للنصارى ، و تُعرف اليومَ بـ «الصُّليخ» و «القاهرة» و فيها «مسجد الأئمّة» عليهم‏السلام . عبد الستّار .

6.. «ألف» : ـ تعالى .

7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۵۶ ، ح ۱۳۰۷ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۱۳۱ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۲ ، ص ۳۵ ؛ الجامعالصغير ، ج ۲ ، ص ۴۹۸ ، ح ۷۹۲۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۴۱۶ ، ح ۴۵۱۹۰ .

8.. «ألف» : لم يجعله .

9.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۳۱ ، ح ۱۲۵۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۲۹۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۲۰۹ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۱۳۱ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۲ ، ص ۳۳ ؛ صحيح ابن خزيمة ، ج ۳ ، ص ۹۲ . كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۱ ، ص ۳۷۴ ، ح ۱۰۸۷ ؛ و فيه عن الإمام الصادق عليه‏السلام ؛ وسائل الشيعة ، ج ۳ ، ص ۵۱۰ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
224

و قوله عليه‏السلام: «أدناهم منه مجلساً» مَجاز۱ ؛ أي يدنيه من فضله و رحمته، و يشرّفه و يبجّله، كما يكون الّذي يُدنى و يُحترَم.

و التقدير: «إنّ مِن أحبّ الناس» ؛ لئلاّ يلزم تفضيل الأئمّة العادلة على الأنبياء و المرسلين عليهم‏السلام ؛ و ذلك أنّهم كانوا بعض من هو أحبّ، فهُمُ الأحبّ.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى يعطي يوم القيامة الإمامَ العادل الدرجاتِ العظِيمةَ و المنازلَ الكريمة الّتي يَختصُّه بها.

و راوي الحديث: أبو سعيدٍ الخُدريُّ رضى‏الله‏عنه.

۸۰۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الخَلقُ كُلُّهُم عِيَالُ اللَّهِ، و أَحَبُّهُم إِلَيهِ أَنفَعُهُم لِعِيالِهِ.۲

«عيال الرَّجُل» مَن يَعوله و يثقل أمره عليه، و هو جمعُ عَيِّل كجيِّد و جِياد، و عالني الأمرُ يَعولني أي۳ أثقلني وغلبني، و على اعتبار الثقل يكون من «ع و ل»، و باعتبار الفاقة و الفقر يكون من «ع ي ل»۴ يقال: عالَ يَعيل عَيلةً و عُيولاً إذا افتقر، و ذِكر العيال مُضافةً۵ إلى اللّه‏ تعالى مَجاز، إلاّ أنّه لمّا كان يرزقهم و يقوتهم جَعَلهم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كالعيال له، و۶ على الاشتقاق الأوّل لا يُتصوّر عيال اللّه‏، و على الثاني يجوز ؛ لأنّ عيال اللّه‏ يَؤول معناه إلى فقراء۷ اللّه‏.

1.. «ألف» : مجازا .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۵۵ ، ح ۱۳۰۶ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۶ ، ص ۶۵ ، ح ۳۳۱۵ ؛ كتاب المجروحين ، ج ۲ ، ص ۲۳۸ ؛الكامل لابن عدي ، ج ۶ ، ص ۳۴۱ ؛ و ج ۷ ، ص ۱۵۳ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۰ ، ص ۸۶ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۶۴ ، ح ۶ ؛ الاُصول الستّة عشر ، ص ۱۰۲ ؛ قرب الإسناد ، ص ۱۲۰ ، ح ۴۲۱ .

3.. «ألف» : ـ أي .

4.. و منه : «العائل» و هو الفقير ؛ قال تعالى : «وَ وَجَدَكَ عائِلاً فَأغْنى» [الضحى ۹۳ : ۸] و العائلة : المرأة الفقيرة ، و قد شاعَ منذُ القديم إطلاق العائلة على «العيال» و «الاُسْرة» و هو خطأ مبين . عبد الستّار .

5.. «ألف» : إضافةً .

6.. «ب» : «أو» بدل «له و» .

7.. «ألف» : فقر .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10697
صفحه از 465
پرینت  ارسال به