221
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

بالضمّ، و يقال: «ما كنتُ حبيباً، و لقد حَبِبتُ» بكسر الباء، فقوله عليه‏السلام: «أحَبُّ العباد» إن كان مِن حَبُبَ فهو على بابه، و إن كان مِن حَبَّه يَحِبُّه فهو غريب غير مَقيس ؛ لأنّه لا يُبنى للمفعول بناءُ المبالغة، لا يقال مِن ضُرِبَ: «زيدٌ أضرَبُ مِن عمرو»، و لا من شُتِمَ: «بكر أشتَم مِن خالدٍ» ؛ إلاّ أحرُفاً شاذّةً جاءت على غير القياس كقولك مِن سُعِدَ۱ فهو مسعودٌ: «زيد أسعَدُ مِن عمرو»، و مِن حُمِدَ: «أحمَدُ»، و من شُئِمَ: «أشأَمُ»، و من سُرَّ: «أسَرُّ»... إلى أحرُفٍ اُخَرَ.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أحَبُّ العباد إلى اللّه‏ الأتقياء ـ و هو جمع تقيٍّ و هو الوَرِع ـ و الأخفياءُ جمع خفيّ و هو المتستّر۲ المغمور ما بين الناس ؛ لم يَشهَر نفسَه بشهرة، و لا أعلَمَها بعلامةٍ ؛ /۴۰۶/ سِرُّه إلى ربّه، و ثوابُه عليه.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى يَختصّ بالحبّ الأتقياءَ المغمورين.

و تمام الحديث: الّذين إذا غابوا لم يُفتقدوا، و إذا شَهِدوا لم يُعرَفوا، اُولئك أئمّة الهدى و مصابيح العلم. و في أوّل هذا الحديث: إنّ أدنى الرياء شرك، و أحبّ العباد... الحديث.

و راوي الحديث: مُعاذ بن جَبَل رضى‏الله‏عنه.

۸۰۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَحَبَّ اللّه‏ُ عَبداً سَمْحاً بَائِعاً وَ مُشتَرياً، قاضياً وَ مُقتَضياً.۳

«السَّمْح»: السهل الجواد، و قد سَمَحَ فهو سَمْح مِن قوم سُمَحاء، و كأنّ سُمَحاء جمع سَمِح، و المسامَحة: المساهلة، و التسامح: التساهل، و كذلك، حتّى يقال للجوز الّذي يَسهُل استخراجُ قلبه: جَوزٌ سَمْح، و بالعكس منه جوزٌ شحيح.

1.. «ألف» : يَسعَد .

2.. «ب» : المنستر .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۵۲ و ۲۵۳ ، ح ۱۲۹۹ - ۱۳۰۰ ؛ الاستذكار ، ج ۶ ، ص ۵۴۲ ، ح ۱۳۵۳ ؛ التمهيد ، ج ۲۴ ،ص ۱۱۵ ، ح ۹۷۷ . راجع : بحار الأنوار ، ج ۱۰۰ ، ص ۱۰۴ ، ح ۵۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
220

لا جزّاراً۱، و لا صائغاً، و لا نخّاساً۲ ؛ فأمّا الأكفانيُّ فهو يَتمنّى لاُمّتي الموتَ، و المولودُ مِن اُمّتي أحبُّ إليّ من الدنيا ؛ و أمّا الحنّاطُ فَلأنْ يَأتي اللّه‏َ زانياً أو شاربَ خمر خير له مِن أن يَلقى اللّه‏َ و قد حَبَسَ طعاماً أربعينَ يَوماً ـ أو قال ليلةً ـ، و أمّا الجزّار فإنّه يَذبَح حتّى تذهبَ۳ الرّحمةُ مِن قلبه، و أمّا النخّاس فإنّ جبرئيل عليه‏السلام قال: شِرار۴ اُمّتك الّذين يَبيعون الناسَ۵. و أمّا الصائغ فإنّه يزيِّن لاُمّتي الدنيا.۶

و فائدة الحديث: الحثّ على تأديب الأولاد.

و راوي الحديث: أيّوب بن موسى القُرَشيُّ، عن أبيه، عن جدّه.

۷۹۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَحَبُّ العِبادِ إلَى اللّه‏ِ الأَتقِياءُ الأَخفِياءُ.۷

يقال: أَحَبَّه يُحِبُّه و حَبَّه يَحِبُّه و هو من الشَّواذِّ ؛ لأنّ فَعَلَ يَفعِل مِن المضاعَف /۴۷۹/ بكسر العين لا يكون إلاّ و يشاركه يَفعُل بضمّ العين، فشَذَّتْ هذه فَحَسْبُ. و حَبُبَ صار محبوباً

1.. الجَزْر : نَحْرُ الجَزَّارِ الجَزورَ أي الناقة ، و جَزَرتُ الجَزورَ و اجتَزرتها : إذا نحرتَها و جَلَّدْتها . و الجَزّار و الجِزِّير : الّذي يَجزُر الجَزور ، و حرفته الجِزارة . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۱۳۴ ـ ۱۳۵ جزر .

2.. «ألف» : نحاسا .
و النَّخّاس : بائع الدوابّ ، و قد يسمّى بائع الرقيق نَخّاسا ، و الأوّل هو الأصل . و نَخَسَ الدابّةَ و غيرها نَخْسا : غَرَزَ جنبها أو مؤخِّرها بعود أو نحوه . سمِّي بائع الدوابّ نخّاسا لنخسه إياه حتّى تَنشَط . و غَرَزَ الإبرةَ في الشيء و غرَّزها : أدخلها . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۸۶ غرز ؛ و ج ۶ ، ص ۲۲۸ (نخس) .

3.. «ألف» : يَذهب .

4.. «ألف» : شرّ .

5.. «ألف» : ـ الناس .

6.. لم نعثر عليه بعين الألفاظ ، نعم روي مضمونه مع اختلاف في اللفظ في الخصال : ص ۲۸۷ و ۲۸۸ ، ح ۴۴ ؛ علل الشرائع ،ج ۲ ، ص ۵۳۰ ، الباب ۴ . ح ۲ ؛ معاني الأخبار ، ص ۱۵۱ ، باب معنى السياء ، ح ۱ ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۳ ، ص ۱۵۸ و ۱۵۹ ، ح ۳۵۸۲ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۶ ، ص ۳۶۲ ، ح ۱۰۳۸ ؛ الاستبصار ، ج ۳ ، ص ۶۳ ، ح ۲۱۱ ، و الراوي في الكلّ هو أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام .

7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۵۲ ، ح ۱۲۹۸ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۷ ، ص ۲۴ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲۰ ، ص ۳۷ ؛ كنز العمّال ،ج ۳ ، ص ۱۵۳ ، ح ۵۹۲۹ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۵۳ ، ح ۱۲۷ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۴ ، ص ۲۶۴ ، ح ۹۰۸۷ . التحصين ، ص ۱۹ ، ح ۳۴ ؛ عدّة الداعي ، ص ۲۰۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10666
صفحه از 465
پرینت  ارسال به